سورية

قضى على إرهابيين بأرياف درعا والقنيطرة والسويداء…«ميدعا» بقبضة الجيش.. وقطع المعبر الأخير للمسلحين من دوما إلى البادية.. وتقدم للتحالف في «اليرموك»

دمشق – ثائر العجلاني – الوطن محافظات – وكالات

أرادها المسلحون في الغوطة الشرقية قبل 24 ساعة حرباً نفسية وإعلامية ضد السوريين، لكن الجيش العربي السوري أرادها أمس واقعية على الأرض، فأحكم السيطرة على بلدة ميدعا مغلقاً المعبر الأخير للمسلحين من دوما باتجاه البادية، وربما قطع الطريق على متزعمهم زهران علوش للعودة من حضن داعميه إلى وكره.
وفي التفاصيل، فبينما كانت المجموعات المسلحة ومعارضة الفنادق وداعميهم الإقليميين والدوليين لا يزالون يتغنون بـ«إنجازات» «جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سورية في شمال غرب البلاد، فاجأهم الجيش العربي السوري صباح أمس بخبر تقدم قواته من عدة محاور والسيطرة على بلدة ميدعا في الغوطة الشرقية ومحيطها ودخول آلياته ومدرعاته إلى شوارع البلدة بعد اشتباكات عنيفة مع المسلحين المتحصنين في البلدة، الأمر الذي وقع عليهم كالصاعقة.
ولم يكن مفاجئاً استقبال أهالي البلدة للجيش ومدرعاته بالزغاريد، فهم الذين اكتووا بنار ممارسات المجموعات المسلحة بحقهم والتي حرمتهم من جميع مقومات الحياة.
وتأتي أهمية السيطرة على ميدعا لكونها المتنفس الأخير للمجموعات المسلحة باتجاه عدرا والضمير وبادية الشام، وتضيق الخناق على المجموعات المسلحة الموجودة في ما تبقى من الغوطة الشرقية، وتشكيل ضربة استباقية على تهديدات المجموعات المسلحة التي يتوعدون بها على وسائل التواصل الاجتماعي، والتقدم باتجاه مدينة دوما والتي تعتبر المعقل الأساسي للمسلحين في الغوطة الشرقية، بالإضافة إلى القضاء على العشرات من المسلحين وهروب ما تبقى منهم باتجاه عمق الغوطة الشرقية.
ولفت مراقبون إلى أن إغلاق المعبر الأخير للمسلحين من دوما باتجاه البادية ربما يقطع الطريق على متزعم ميليشيا «جيش الإسلام» الموجود حالياً في تركيا من العودة إلى دوما حيث ينشط «جيش الإسلام».
وبحسب صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فإن الجيش ألقى القبض على 22 مسلحاً قاموا بالاختباء في إحدى المستودعات في مزرعة الفيون بميدعا بعد يأسهم من مواجهة رجال الجيش وتمت مصادرة ثلاث سيارات مزودة برشاشات، في حين فككت وحدات الهندسة عشرات العبوات الناسفة التي قام المسلحون بزرعها على أطراف الشوارع الرئيسية في البلدة.
من جهتها نقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري: إن «وحدات من الجيش قضت على آخر تجمعات التنظيمات الإرهابية التكفيرية في بلدة ميدعا محكمة بذلك سيطرتها الكاملة على البلدة والمزارع المحيطة بها»، موضحاً أن وحدات الجيش «طاردت فلول الإرهابيين الذين يفرون تحت الضربات المكثفة للجيش في المنطقة ما أدى إلى ايقاع أعداد كبيرة من القتلى والمصابين في صفوفهم».
وأوضح المصدر: إن إحكام السيطرة على بلدة ميدعا ومزارعها «يغلق المعبر الأخير للتنظيمات الإرهابية التكفيرية من دوما باتجاه الضمير بريف دمشق» الأمر الذي يعد عاملاً مساعداً على تحقيق المزيد من الإنجازات المتسارعة لاجتثاث جميع الإرهابيين من ريف دمشق الشرقي.
وقالت الوكالة: إنه و«بإحكامه السيطرة على بلدة ميدعا ومزارعها يضيف الجيش إنجازاً جديداً إلى سلسلة نجاحاته العديدة في حربه على الإرهاب والتنظيمات التكفيرية المرتبطة بكيان الاحتلال الإسرائيلي وأنظمة خليجية وقوى ظلامية معادية للسوريين وحضارتهم ومواقفهم الثابتة الرافضة للمشاريع الصهيوأميركية في المنطقة».
واعتبرت «سانا»، أن نجاح الخطة الميدانية التي نفذها الجيش في عملياته لاجتثاث إرهابيي ومرتزقة نظام آل سعود الوهابي وكيان الاحتلال الإسرائيلي في الغوطة الشرقية «يعكس مدى تصميم جيشنا الباسل والقوات المسلحة على القضاء على جميع التنظيمات الإرهابية التي تتلقى الدعم من أنظمة إقليمية تتجاهل إدراج تنظيم «جبهة النصرة» والتنظيمات المنضوية تحت زعامته على لائحة الإرهاب الدولية من مجلس الأمن».
يأتي ذلك بعد يوم واحد من قول متحدث باسم «جيش الإسلام» أن الإعداد لمعركة دمشق «قائم»، وذلك في إطار الحرب النفسية التي تشن على السوريين.
على خط مواز، تجددت الاشتباكات في المناطق المحيطة ببلدة زبدين بوتيرة عالية مع إسناد ناري من مدفعية الجيش.
كما وجهت وحدات من الجيش والقوات المسلحة ضربات محكمة على أوكار التنظيمات الإرهابية التكفيرية قضت خلالها على العديد من أفراد ما يسمى «جيش الإسلام» بعضهم من الجنسية السعودية في مزارع وقرى بالغوطة الشرقية بريف دمشق، على ما ذكرت «سانا».
وبالترافق مع إنجازات الجيش في الغوطة الشرقية كانت قوى تحالف الفصائل الفلسطينية المقاومة وحلفائها من الدفاع الوطني واللجان الشعبية ومن انضم إليهم من كتائب «أكناف بيت المقدس» تحقق تقدماً في مخيم اليرموك جنوب العاصمة.
وقال القائد الميداني في قوات التحالف غازي دبور في اتصال أجرته معه «الوطن» وهو على خط الجبهة في ساحة الريجة: «إن قوات التحالف حققت تقدماً في منطقة غرب اليرموك ووصلت إلى شارع جامع الحبيب المصطفى»، مؤكداً مقتل ما لا يقل عن عشرة إرهابيين خلال الاشتباكات ولافتاً إلى أن معنويات إرهابيي داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام انهارت وفقدوا صوابهم من جراء التقدم الذي تحققه قوات التحالف.
من جهة ثانية ذكرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مهتمة بأخبار مخيم اليرموك، أن جميع الوساطات التي يقوم بها المسلحون لوقف القتال الدائر جنوب ‏مخيم اليرموك وفي الحجر الأسود بين إرهابيي داعش والنصرة من جهة ومسلحي بيت سحم ويلدا وببيلا فشلت، مشيرة إلى أنه تم قبل أيام اجتماع ضم مسؤولاً من «جيش الإسلام» مع متزعم من «النصرة» في اليرموك يدعى بلال خضر سلمان «أبو سلمان» لم يسفر عن شيء وانتهى من دون التوصل لاتفاق وذلك بسبب اشتراط «النصرة» استعادة مقراتها داخل بيت سحم وببيلا «لوقف القتال» الأمر الذي رفضه مسلحو هذه البلدات.
إلى القلمون حيث قال المدعو إسلام علوش المتحدث العسكري باسم «جيش الإسلام»: إن مسلحيه قتلوا الجمعة، خمسة وأربعين عنصراً من تنظيم داعش، وألقوا القبض على ثلاثة عشر آخرين، خلال الاشتباكات مع التنظيم في منطقة القلمون الشرقي، وذلك بعد أن كان مسلحو التنظيم قد بدأوا فجر الجمعة هجومهم على مقر الإشارة التابع لجيش الإسلام، قبل أن يتمكن مقاتلو جيش الإسلام من استعادة تلك النقاط.
وأشار علوش إلى أن معظم القتلى من التنظيم هم من العناصر غير السوريين، وأن تسعة منهم فجروا أنفسهم بأحزمةٍ ناسفة بعد أن أحكم مقاتلو «جيش الإسلام» حصارهم على المجموعة التابعة للتنظيم، في حين قُتل ثلاثة عناصر من «جيش الإسلام» خلال العملية بحسب ما صرح به علوش.
جنوباً أفاد مصدر عسكري أن وحدات من الجيش «دمرت في عمليات مركزة أوكاراً للتنظيمات الإرهابية انتهت بمقتل وإصابة العديد من أفرادها في قرى أم العوسج وكفر شمس» بالتزامن مع «إيقاع قتلى ومصابين في صفوف الإرهابيين وتدمير أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم في بلدة زمرين» بريف درعا الشمالي الغربي.
وأشار المصدر إلى أن وحدات من الجيش واصلت ضرباتها النارية المكثفة على أوكار النصرة والتنظيمات التكفيرية المنضوية تحت زعامته وطالت تجمعاتهم في بلدات الغارية الشرقية وعلما والصورة ومدينة الحراك شمال شرق مدينة درعا. وبين أن هذه الضربات أصابت أهدافها «وأوقعت قتلى ومصابين بين الإرهابيين ودمرت أسلحة وذخيرة وآليات بعضها مركب عليها رشاشات متنوعة».
وذكر أن عمليات الجيش المركزة والدقيقة على البؤر الإرهابية شمال شرق دوار المصري وبأحياء الرشيدات والكرك والسيبا وقرب مبنى الارصاد الجوية وطريق السد في حي درعا البلد أسفرت عن «مقتل وإصابة العديد من أفراد التنظيمات الإرهابية» التي تتلقى الدعم الاستخباراتي من غرفة عمليات موجودة في الأردن تديرها دول معادية للسوريين.
إلى ذلك اعترفت التنظيمات الإرهابية التكفيرية على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي بمقتل عدد من أفرادها من بينهم فايز ثلجي الإبراهيم أحد متزعمي ما يسمى لواء المعتز باللـه.
وفي ريف القنيطرة أشار المصدر العسكري إلى أن وحدة من الجيش «أوقعت أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين في بلدة مسحرة» القريبة من الحدود الإدارية مع محافظة درعا شمال تل الحارة التي يتحصن فيها إرهابيون يرتكبون مجازر بتوجيه من كيان الاحتلال.
وفي هذه الأثناء أقرت التنظيمات الإرهابية التكفيرية على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي بتلقيها خسائر فادحة ومقتل العديد من أفرادها بينهم حسين موسى الشريف.
وفي ريف السويداء «قضت وحدة من الجيش والقوات المسلحة على عدد من متزعمي النصرة الإرهابي خلال عملية نوعية على أحد أوكارهم في قرية جبيب بالريف الجنوبي الغربي» بحسب المصدر العسكري.
وتقع قرية جبيب على الحدود الإدارية مع محافظة درعا وتعرضت خلال الأشهر الماضية لاعتداءات إرهابية من النصرة طالت الكنائس ودور العبادة ومنازل المواطنين وممتلكاتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن