من دفتر الوطن

بضائع الأماني..

| عبد الفتاح العوض 

ما أولوياتك الآن؟ ليضع كل منا سلماً يضع عليه أولوياته ترتيباً من الأكثر أهمية ثم الأدنى… فالأدنى.
لا شك أن أولوياتنا ليست متشابهة فلكل منا حاجاته الخاصة، وأمانيه الحميمة، وأفكاره المختلفة… لكن أيّاً كانت هذه الاختلافات في الأولويات فإن القائمة تكاد تكون متشابهة.
بمعنى آخر:
لا نختلف بنوع الأولويات لكننا نختلف في ترتيبها.
ثمة من يضع الصحة أولاً… تجد الآخر يضع الصحة ثالثاً… البعض يضع الأمن ثانياً… وآخر يضعه أولاً… والمال منا من يجعله في أعلى السلم… وآخرون ينزلونه قليلاً أو كثيراً… لكن ما نجده على السلم هي ذاتها بضائع الأماني، بعضنا يعلقها في الأعلى وآخرون أدنى من ذلك.
ثم إن حالتك تجعلك تبدل في الأولويات، في حالة المرض تصبح الصحة أولاً…
وفي حالة الحرب والخوف يصبح الأمن أولاً… وفي حالة العطش يصبح «الماء» أولاً!!
هكذا نحن… لكن ماذا عن الوطن؟! ما أولويات الدول ودعني أصل إلى: ما هي أولويات سورية الآن؟!
هذه الحرب المجنونة قلبت أولوياتنا رأساً على عقب… قبل الحرب كان شغلنا الشاغل كيف نطفئ دخان «الأراكيل» في المطاعم والمقاهي العامة؟!
الآن شغلنا الشاغل كيف نطفئ دخان الحرب في كل سورية؟!
الأولوية الأكثر أهمية لها علاقة «بالأمن».
الحصول على أمن وأمان سورية لا يتم من خلال الشعارات الفارغة ولا من خلال الإساءات المتعمدة ولا من خلال تجارة الوهم.
هذه البلاد تحتاج أولاً إلى «الأمان» هذه النعمة التي كنا نقتنيها من دون أن نشعر بقيمتها.
بالأمس الانتحاريون الذين استهدفوا الميدان ليسوا إلا رعشات الموت في جسد داعش…
الشكل الطبيعي أنه عندما يتم الاقتراب من الهزيمة يلجأ المهزوم «للانتحار» كنوع من الهروب.
وعلينا أن نتنبه أكثر في هذه المرحلة لأن المحاولات الأخيرة تكون مؤذية.
هذه الجمل المعترضة من موضوعنا الرئيسي جاءت لتؤكد أن أولوية السوريين الآن الخروج من هذه الحرب وإنهاء نيرانها والقضاء على من يعتدي علينا.
وفي سلم الأولويات ألا تضعف الهوية الوطنية لدى السوريين وقد حدث لدى قسم من المكون الكردي أن ذهب في استغلال رخيص لضعف الدولة.
لكن هذه الأعراض مرتبطة أساساً بعودة الأمان والاستقرار إلى سورية.
عند هذه اللحظة التي تنتهي فيها الحرب وتعود سورية إلى مسارها الصحيح فإن الأولويات الأخرى تجد نفسها تلقائياً تسير على السكة الصحيحة مثل الإحساس بالهوية الوطنية والحالة الاقتصادية وعودة المهجرين، والتخلص من المشاعر الطائفية السلبية، وغيرها من الأماني الكثيرة التي يملكها السوريون.

أقوال:
لا تسمح لأحد أن يأخذ الأولوية في حياتك عندما تكون أنت خياراً ثانوياً في حياته.
أولوية الأولويات الإنسان ثم الإنسان.
مزاجك أغلى ما تملك، فاجعله مرتفعاً، لتقرأ، لتكتب، لتعمل، لتتفاعل بإيجابية. لهذا لا تعطي أي مخلوق فرصة لتعكيره.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن