الجيش يسيطر على كامل معقل داعش الرئيسي بجنوب دمشق
| الوطن – وكالات
حقق الجيش العربي السوري، أمس، إنجازاً استراتيجياً مهماً في معركة إنهاء الوجود الإرهابي بجنوب العاصمة، تمثل بسيطرته على كامل منطقة الحجر الأسود التي كانت المعقل الرئيسي لتنظيم داعش، في وقت واصلت وحدات أخرى من الجيش تقدمها على باقي المحاور.
وذكرت مصادر ميدانية لــــ«الوطن»: أن قوات الجيش والقوات الرديفة والحليفة واصلت، عملياتها العسكرية في القسم الجنوبي من العاصمة دمشق، ضمن المناطق التي يتحصن فيها مسلحو تنظيم داعش الإرهابي، وذلك بهدف إنهاء وجوده وإعادة فرض سيطرتها على كامل العاصمة دمشق.
وأكدت المصادر أن عناصر الجيش والقوات الرديفة والحليفة تمكنت من التقدم وإجبار مسلحي التنظيم على الانسحاب من منطقة «الجزيرة» وهي آخر جيب يتحصن فيه مسلحو التنظيم ويقع في الجهة الشمالية الغربية من الحجر الأسود، لتفرض سيطرتها على كامل المنطقة، بعد معارك شرسة مستمرة منذ 19 الشهر الماضي تكبد خلالها التنظيم خسائر فادحة بالأرواح والعتاد والمعدات.
ويرى مراقبون أن سيطرة الجيش على المعقل الرئيس لتنظيم داعش في جنوب العاصمة ستؤدي إلى انهيار التنظيم في المناطق الأخرى التي لا يزال يتحصن بها.
وفي وقت سابق من يوم أمس، أفادت وكالة «سانا» للأنباء، أن وحدات من الجيش وبإسناد من سلاح الجو واصلت عملياتها العسكرية أمس، ضد إرهابيي داعش فيما تبقى من مساحة شمال الحجر الأسود موسعة نطاق سيطرتها بتطهير كتل أبنية جديدة من الإرهابيين.
وأوضحت الوكالة، أن ضربات جوية ورمايات مدفعية نفذها سلاحا الجو والمدفعية في الجيش طالت عدداً من نقاط تحصن الإرهابيين في محيط منطقة «دير ياسين» التابعة لمخيم اليرموك وتقع في الجهة الجنوبية الشرقية منه وجنوب شرق الحجر الأسود، وذلك تمهيداً لتقدم وحدات الاقتحام وسط تغطية نارية بالأسلحة المناسبة لإبطال فعالية الإرهابيين القناصين الذين يحاولون عبثاً التأثير في حركة الوحدات المتقدمة وعناصر الهندسة التي تعمل على تحصين ميداني لخطوط الاشتباك بشكل يسمح بتحويلها بعد التقدم لنقاط تثبيت جديدة تفادياً لحركة التفافية قد تلجأ إليها المجموعات الإرهابية.
وأشارت الوكالة، إلى أن العمليات التكتيكية التي تنفذها الوحدات بدقة وسرعة تعتمد في أحد جوانبها على الاستطلاع والرصد لتحركات الإرهابيين ضمن الجادات السكنية وفي الشوارع الضيقة ومتابعتهم خلال تسللهم داخل شبكة من النقاط المحصنة والسواتر الترابية والأنفاق والخنادق التي ينطلقون منها لتنفيذ اعتداءاتهم والاشتباك مع وحدات الجيش، ما يحبط معظم خططهم ويكبدهم خسائر وسط انحسار المساحات التي ينتشرون فيها.
كما لفتت «سانا» إلى أن وحدات من الجيش عثرت أثناء تمشيطها الأبنية التي تمت السيطرة عليها على معمل لتصنيع العبوات الناسفة وقذائف الهاون وبداخله مواد كيميائية ومواد شديدة الانفجار وقوالب لصب القذائف والعبوات إضافة إلى ضبط مستودع لمواد أولية لتصنيع الأدوية ومخزن للمواد الغذائية وشبكة من الأنفاق والمتاريس.
ويبدو أن سيطرة الجيش على المعقل الرئيسي لتنظيم داعش في جنوب العاصمة أزعج مصادر إعلامية معارضة، فزعمت أن التنظيم لا يزال يسيطر على نحو 70 بالمئة من مخيم اليرموك وجزء من حي التضامن على الرغم من أن الجيش يسيطر حالياً على كامل القسم الغربي من المخيم والذي تصل مساحته أكثر بكثير من نصف المخيم.
وفي السياق، وبحسب صفحات على «فيسبوك»، استهدف الطيران الحربي مواقع التنظيم في مخيم اليرموك وفي محور الزبير بحي التضامن بعدة ضربات جوية، وسط رمايات مدفعية نفذها الجيش على مواقع ونقاط التنظيم في محور فلسطين وأطراف الحي، بالترافق مع اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة خاضتها وحدات منه مع الدواعش في دوار فلسطين.
بالمقابل، سقطت رشقات من الرصاص المتفجر على حي الزاهرة مصدرها إرهابيو داعش في أماكن تحصنهم، ، بحسب الصفحات، على حين سقطت قذيفة صاروخية في الحي، أسفرت عن وقوع إصابات خفيفة بين المدنيين.
وفي سياق متصل، استشهد القائد العسكري في «لواء القدس» الفلسطيني الرديف للجيش العربي السوري عمر طاهر أبو درويش في أثناء مشاركته في المعارك في الحجر الأسود ومخيم اليرموك ضد داعش، وفقاً لما بثته صفحات على «فيسبوك».