سورية

أكد أن الأمم المتحدة مسلخ.. وأن سورية تتصرف كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن … الجعفري: انتصرنا على الإرهاب ورفع العقوبات يسهل عودة اللاجئين

| سامر ضاحي

أكد مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، أن سورية انتصرت على الإرهاب، وأن من يريد مكافحته اليوم كان يزاود على سورية في مجلس الأمن، معتبراً أن رفع الإجراءات القسرية الأحادية الجانب عن سورية يخفف الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية ويخلق فرص عمل للاجئين العائدين إلى البلاد.
وسبق للجعفري أن ترأس وفود الجمهورية العربية لسورية إلى جميع جولات جنيف منذ الجولة الثانية واجتماعات أستانا العشر.
وفي محاضرة له أمس في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق على هامش الدورة الثلاثين لمعرض الكتاب الدولي قال الجعفري: الشيء المطمئن أننا في نهايات الأزمة، انتصرنا على الإرهاب ومن يريد مكافحته اليوم كان يزاود علينا في مجلس الأمن كأميركا التي تدعي مكافحته في التنف وفي الشمال و«إسرائيل» التي تقول إنها تريد مكافحته، واليوم باتت مكافحة الإرهاب هي «حمار جحا» لكل من يريد خلط الأوراق في المنطقة.
وأضاف: اليوم انتصرنا على الإرهاب رغم أنف تحالف عالمي غير مسبوق، لأننا سببنا لهم صداع بالرأس منذ زمن، فالموقع والإنسان والعقل والإنسان السوري يسبب لهم الصداع منذ زمن، فنحن أفشلنا حلف بغداد الذي صرفوا عليه المليارات، ونحن قلنا أن معاهدة كامب ديفيد خطأ، ووقفنا ضد الحرب الإيرانية العراقية، ومنعنا التقسيم الطائفي في لبنان. وفي تصريح للصحفيين بعد المحاضرة، قال الجعفري: إن الدولة السورية مع عودة جميع المهجرين الموجودين في الخارج والنازحين داخلياً، وهذا الكلام قيل على مستوى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية والمغتربين وعلى مستوى الدبلوماسية السورية في كل السفارات.
وأضاف: عودة السوريين لا تتعلق فقط بالحكومة السورية، بل بالكثير من الدول التي فرضت على سورية إجراءات قسرية أحادية الجانب التي نسميها اختصاراً «عقوبات» رغم أن العقوبات تفرض بموجب القانون الدولي.
وتابع: عندما يفرض الغرب عقوبات اقتصادية على سورية يوقف الاستثمار والتحويلات والمعامل وعندما ترفع هذه العقوبات يخف الضغط على البعد الاقتصادي والاجتماعي في سورية فتعود الناس وتجد فرص عمل.
وتركزت محاضرة الجعفري حول الأمم المتحدة والتعامل الغربي مع الأزمة السورية وقال فيها: نحن سجناء الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في أميركا، فهم يمنعون البعثة السورية من التحرك خارج دائرة نصف قطرها 25 ميلاً وهي المسافة التي تفصلنا عن المطار.
وأضاف: لسنا أول ضحية ولا آخر ضحية في الأمم المتحدة لأطماع الدول الكبرى والغربية، ومن الممكن أننا استفدنا من اندلاع أزمة ليبيا قبل اندلاع أزمتنا، فما عرى بنود ميثاق الأمم المتحدة، ورأى أن الجامعة العربية سقطت أخلاقياً على أبواب الأزمة السورية.
وحول الهجمة الغربية على سورية بمزاعم استخدام السلاح الكيميائي قال الجعفري: لجؤوا إلى «الكيميائي» بعد يأسهم من التأثير علينا بالملفين السياسي والإنساني وسقوط أطماعهم بالتدخل العسكري، ولو سمحت ظروفهم لرمي قنبلة ذرية علينا واتهامنا برميها لفعلوها.
وتابع: إن أول حادثة لاستخدام «الكيميائي» حصلت في خان العسل بحلب في آذار 2013 وكان من ضحاياها جنود سوريين وعندها وردني توجيه من دمشق لمقابلة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وطلب التحقيق فيما إذا استخدم «الكيميائي» ومن استخدمه، فطلب كي مون وقتاً لاستشارة من سماهم «الضباع» ليخبرني لاحقاً بقبول التحقيق فيما لو استخدم «الكيميائي» أو لا، وسألته عن الأمر الثاني من قصف بـ«الكيميائي» فقال كي مون: آسف «الضباع» تريد النقطة الأولى فقط، وبعد أربعة أشهر وعشرة أيام استطاع إرسال فريق التحقيق برئاسة الدكتور سيليستروم وخلال ركوبه سيارته للاتجاه نحو خان العسل حصل استخدام لـ«الكيميائي» في الغوطة وجاءه توجيه بأن لا يذهب إلى خان العسل وعليه الذهاب إلى الغوطة.
ولفت الجعفري إلى أنه بعدها أطلق الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما خطوطه الحمراء، وتم الاعتداء على سورية مرتين في زمن القديس (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب والثاني كان الأخطر كونه جاء بعد رفض لجنة تحقيق أممية الذهاب إلى مسرح الجريمة في خان شيخون لإثبات استخدام «الكيميائي».
وبين أن الأزمة في المقابل أفرزت مواقف دولية فوق التوقع كما هي الحالة مع وفود روسيا وفنزويلا والبيرو، معرباً عن أسفه من مواقف ممثلي المجموعة العربية في مجلس الأمن الكويت اليوم وقبلها مصر وقطر، لافتاً إلى أن غير العرب كانوا ممتازين معنا.
وأشار إلى أننا حالياً في دورة للجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 72 التي تنتهي في أيلول المقبل، ولفت إلى أنه خلال الدورة 71 عقد مجلس الأمن 56 اجتماعاً حول سورية وتبنى على مدار سنوات الأزمة 31 قراراً منها 6 قرارات سياسية و5 إنسانية و12 لمكافحة الإرهاب و5 تتعلق بـ«الكيميائي» و«الخوذ البيضاء» و13 قراراً تتعلق بقوات «الأندوف» على حين أفشلت روسيا والصين خلال الدورة 71 أربعة مشاريع قرارات غربية، وأرسلت سورية خلالها 180 رسالة إلى المنظمة، على حين أرسلت خلال الأزمة قرابة 800 رسالة رسمية عما يجري في سورية محفوظة في أرشيف الأمانة العامة ومجلس الأمن.
وقال: نكاد نكون عضواً دائماً في مجلس الأمن فهم يعملون ضدنا باستمرار ونتصرف كعضو دائم في المجلس بشكل عام.
وعن المنظمة الأممية قال الجعفري: عادةً التوتر بين الدول يبدأ ثنائياً ثم ينتقل للمحافل متعددة الأطراف، لكن اليوم يبدأ التوتر في الأمم المتحدة ثم في مجلس الأمن وبعدها ينعكس على الدول.
واعتبر أن الحكمة اليوم باتت محدودة وكل الدول تعتقد أن الأمم المتحدة لها وتريد استخدامها كأداة للضغط السياسي وكل الدول تعاني في الأمم المتحدة من الضغط السياسي ولو بنسب متفاوتة، وقال: الأمم المتحدة أصبحت عاجزة عن حل النزاعات الدولية وأحياناً مولدة لها.
وأضاف: خلال 28 سنة الأخيرة اعتمد مجلس الأمن ٣ أضعاف عدد القرارات التي اعتمدها في الـ45 سنة الأولى (687 قراراً) ولو كان للمنظمة تأثير كان المفروض أن تقل القرارات، واليوم إذا أردت تعقيد أي مشكلة فأرسلها إلى الأمم المتحدة.
وأوضح الجعفري، أن الحكومات التي انتصرت في الحرب وصاغت ميثاق الأمم المتحدة لم تكن تتخيل أن المجتمع الدولي سيصل إلى ما وصلنا إليه اليوم وإلا لما وضعوا في الميثاق مبدأ «المساواة في السيادة».
واعتبر أنه لا يوجد مجتمع دولي ولو كان هناك مجتمع دولي لما حصل غزو العراق أو ما حصل ما حصل ليبيا وما كان ليحصل ما حصل لسورية، مشيراً إلى أن أول فيتو في مجلس الأمن كان بعد تأسيس المنظمة بأشهر وكان سوفييتياً لدعم استقلال سورية، في حين روسيا استخدمت الفيتو ٨ مرات خلال السنوات الأخيرة لحماية سورية.
وأضاف: مقر الأمم المتحدة كان مسلخاً ولا يزال، مشيراً إلى تناوب 15 مندوباً لسورية في المنظمة منذ تأسيسها منهم مندوب واحد كان مصرياً أيام الجمهورية العربية المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن