سورية

شويغو يؤكد أنه لن تكون هناك عملية عسكرية.. وسيتم تنسيق التفاصيل مع دمشق … قمة سوتشي.. منطقة منزوعة السلاح في إدلب

| وكالات

تمخضت قمة سوتشي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان عن اتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح على امتداد خط التماس بين الجيش العربي السوري والميليشيات المسلحة في إدلب بحلول منتصف تشرين أول المقبل، وأكد بوتين أن هذا الموقف تؤيده الحكومة السورية، في حين أعلن وزير دفاعه سيرغي شويغو أنه لن تكون هناك عملية عسكرية في إدلب، وسيتم تنسيق كل التفاصيل بخصوص الاتفاق مع الجانب السوري خلال الساعات القليلة القادمة.
وقال بوتين في أعقاب مباحثاته مع نظيره التركي في سوتشي، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: «خلال اللقاء بحثنا هذا الوضع (في إدلب) بالتفصيل وقررنا إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 – 20 كم على امتداد خط التماس بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية بحلول 15 تشرين الأول المقبل».
وأوضح الرئيس الروسي، أن هذا الموقف تؤيده الحكومة السورية، بحسب وكالة «سانا».
وذكر بوتين وفق «روسيا اليوم»، أنه سيتم إخلاء المنطقة المنزوعة السلاح من كل الجماعات المسلحة المتطرفة، بما فيها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي.
وأضاف: إنه من المقرر سحب الأسلحة الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ ومدافع كل التنظيمات المسلحة بحلول 10 تشرين الأول المقبل، وذلك باقتراح من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأكد أن القوات التركية والشرطة العسكرية الروسية ستقومان بمهمة المراقبة في المنطقة.
وكشف بوتين، أن الجانب التركي اقترح استئناف النقل عبر طريقي حلب – اللاذقية وحلب – حماة قبل نهاية عام 2018.
وشدد بوتين على أن «المهم هو أن روسيا وتركيا مصممتان على مواصلة استخدام مسار أستانا بكل قوته، وفرص إيجاد حلول سياسية طويلة الأمد في جنيف برعاية الأمم المتحدة. وسنواصل العمل على تشكيل اللجنة الدستورية من ممثلي القيادة السورية وقوى المعارضة والمجتمع المدني»، مضيفاً: إن الهدف هو «ضمان انطلاق عملها في أقرب وقت».
وأضاف: إن «روسيا وتركيا أكدتا عزمهما على مواصلة محاربة الإرهاب»، معتبراً أن «تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها سيعطي زخماً إضافياً لعملية التسوية السياسية في سورية، وتكثيف العمل على منصة جنيف وسيساهم في عودة السلام إلى الأرض السورية».
من جانبه، صرح وزير الدفاع الروسي في أعقاب المؤتمر الصحفي بين بوتين وأردوغان، بأنه لن تكون هناك عملية عسكرية في إدلب، وأنه سيتم تنسيق كل التفاصيل بخصوص الاتفاق الروسي التركي مع الجانب السوري خلال الساعات القليلة القادمة.
ورد شويغو بـ«نعم» على سؤال الصحفيين إذا ما كان هذا الاتفاق يعني أنه لن تكون هناك عملية عسكرية في إدلب، وأضاف: «خلال الساعات القريبة سيتم تنسيق كل التفاصيل الواردة في هذه الوثيقة» مع الجانب السوري.
ووقع وزير الدفاع الروسي ونظيره التركي خلوصي أكار مذكرة تفاهم حول استقرار الأوضاع في إدلب في أعقاب المباحثات بين رئيسي الدولتين في سوتشي، التي استمرت أكثر من 4 ساعات وتمحورت حول حل قضية إدلب.
وخلال المؤتمر الصحفي، قال أردوغان وفق وكالة «الأناضول» التركية: «قررنا إقامة منطقة خالية من السلاح بين مناطق المعارضة والنظام».
وأوضح، أن تركيا وروسيا ستجريان دوريات بالتنسيق في حدود المنطقة منزوعة السلاح المحددة، وأضاف: «أعتقد أننا تمكنا عبر هذا الاتفاق من منع حدوث أزمة إنسانية كبيرة في إدلب»، وأكد أن «المعارضة ستبقى في أماكنها»، وأضاف: «سنضمن عدم نشاط المجموعات المتطرفة في المنطقة».
وأوضح أردوغان أنه «خلال محادثاتنا، قطعنا شوطاً مهماً للغاية بخصوص إيجاد مخرج متعلق بإدلب السورية يأخذ بعين الاعتبار مخاوفنا المتبادلة».
ولفت إلى أن «تركيا ستعزز من قوة نقاط المراقبة الحالية التي أقامتها في منطقة خفض التوتر بإدلب»، وذكر أن روسيا ستتخذ بدورها التدابير اللازمة من أجل ضمان عدم الهجوم على إدلب.
وشدد على أن تركيا ستواصل عمل كل ما يقع على عاتقها في مسألة إدلب مثلما فعلت منذ بداية الأزمة السورية.
واعتبر أردوغان أن «التهديد الأكبر لمستقبل سورية ينبع من أوكار الإرهاب شرق الفرات أكثر من إدلب».
وتحدث أردوغان أيضاً، وفق «روسيا اليوم»، عن ضرورة «تحرير» الأراضي التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعتبرها أنقرة «تنظيماً إرهابياً».
وأعرب عن الأمل بالتسوية السياسية في سورية، وقال: «نتمنى أن يجري هناك إصلاح دستوري وبعده انتخابات حتى يبقى الشعب السوري في ظل نظام ديمقراطي»، معتبراً أن قرارات اليوم «ستفيد سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن