الخبر الرئيسي

قمة «سوتشي» تجرد الإرهابيين من الدعم التركي المباشر وتعتبر المنطقة منزوعة السلاح … «اتفاق إدلب» على مراحل ينتهي بدخول مؤسسات الدولة

| الوطن – وكالات

على نحو بدا لافتاً ومفاجئاً من حيث الشكل، ومهماً واستراتيجياً من حيث المضمون، خرجت قمة «سوتشي التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، باتفاق على تجريد إرهابيي إدلب من الدعم التركي المباشر، واعتبارها منطقة منزوعة السلاح، كخطوة أولى على طريق استرجاعها مجدداً إلى حضن الدولة، وإبعاد ومنع عدوان أميركي غربي تنتظر واشنطن وحلفاؤها تنفيذه.
مصادر دبلوماسية في موسكو كشفت لـ«الوطن» أن الاتفاق الروسي التركي سيتم على ثلاث مراحل، الأولى تتضمن إقامة منطقة «منزوعة السلاح» بعمق ١٥ كم حول مدينة إدلب، وتنفيذها قبل منتصف تشرين الأول المقبل، أما المرحلة الثانية فسيتم فيها نزع السلاح الثقيل، وتمتد حتى العاشر من تشرين الثاني المقبل، وبإشراف روسي تركي، وليتم بعدها الانتقال إلى المرحلة الثالثة التي سيجري فيها دخول مؤسسات الدولة السورية لاستلام مهامها قبل نهاية العام، بعد أن يتم تسليم كل الأسلحة الثقيلة من قبل الإرهابيين وإبعادهم عن المناطق المدنية، بحيث يجري اعتبار الفصائل التي ترفض هذا الاتفاق عدوة حتى للجيش التركي، وتصنف على أنها إرهابية، ومن الواجب قتالها.
وخلال مؤتمر صحفي جمعه مع أردوغان عقب محادثاتهما في «سوتشي» أمس، أكد بوتين أن الوضع في إدلب جرى بحثه بالتفصيل، وقال: «قررنا إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 – 20 كم على امتداد خط التماس بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية بحلول 15 تشرين الأول المقبل».
وبحسب وكالة «سانا» أوضح الرئيس الروسي أن هذا الموقف تؤيده الحكومة السورية، كما ذكر بوتين، وفق قناة «روسيا اليوم»، أنه سيتم إخلاء المنطقة المنزوعة السلاح من كل الجماعات المسلحة المتطرفة، بما فيها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي.
وأضاف: من المقرر سحب الأسلحة الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ ومدافع كل التنظيمات المسلحة بحلول 10 تشرين الأول المقبل، وذلك باقتراح من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأكد أن القوات التركية والشرطة العسكرية الروسية ستقومان بمهمة المراقبة في المنطقة.
وكشف بوتين، أن الجانب التركي اقترح استئناف النقل عبر طريقي حلب اللاذقية وحلب حماة قبل نهاية عام 2018، مشدداً على أن «المهم هو أن روسيا وتركيا مصممتان على مواصلة استخدام مسار أستانا بكل قوته، وفرص إيجاد حلول سياسية طويلة الأمد في جنيف برعاية الأمم المتحدة، وأضاف: «سنواصل العمل على تشكيل اللجنة الدستورية من ممثلي القيادة السورية وقوى المعارضة والمجتمع المدني».
من جانبه، صرح وزير الدفاع الروسي في أعقاب المؤتمر الصحفي بين بوتين وأردوغان، بأنه لن تكون هناك عملية عسكرية في إدلب، وأنه سيتم تنسيق كل التفاصيل بخصوص الاتفاق الروسي التركي مع الجانب السوري خلال الساعات القليلة القادمة.

ووقع وزير الدفاع الروسي ونظيره التركي خلوصي أكار مذكرة تفاهم حول استقرار الأوضاع في إدلب في أعقاب مباحثات «سوتشي».
وخلال المؤتمر الصحفي، قال أردوغان وفق وكالة «الأناضول» التركية: إن تركيا وروسيا ستجريان دوريات بالتنسيق في حدود المنطقة منزوعة السلاح المحددة، وأضاف: «أعتقد أننا تمكنا عبر هذا الاتفاق من منع حدوث أزمة إنسانية كبيرة في إدلب»، وتابع: «سنضمن عدم نشاط المجموعات المتطرفة في المنطقة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن