المياه في مجلس الشعب.. الحسن: تركيا عدوة تحاربنا حتى بالمياه.. وأشكاليات حول تدفق العاصي … مصادر مياه إضافية لدمشق وريفها ومشروع للمناطق المحيطة بالعاصمة
| محمد منار حميجو
كشف وزير الموارد المائية نبيل الحسن عن وجود بعض المشاكل على الحدود اللبنانية السورية بخصوص وارد العاصي الذي وصل في بعض الأيام إلى 0.85 م3 بالثانية وهو أقل رقم في تاريخه، موضحاً أنه يجب ألا يقل الرقم عن 4 حتى 8 أحياناً وحالياً عاد التوازن نتيجة الاتصالات مع الجانب اللبناني إلى 3.2 م3.
وفي كلمة في مجلس الشعب رد الحسن على مداخلات بعض النواب حول نهري الفرات ودجلة بقوله: الاتفاقية مع الجانب التركي والعراقي تقضي بإعطائنا 210 م3 بالثانية، مضيفاً: تركيا عدو حتى في المياه تحاربنا بشكل غير طبيعي.
وأضاف الحسن: في الفترة التي احتجنا فيها إلى أن تخف مصادرنا المائية نتيجة إغلاق بوابات الفرات من قبل تنظيم داعش الإرهابي أصبح يأتينا من تركيا من 700 إلى 800 م3 في الثانية، مؤكداً أنه في بعض الأشهر مثل تموز وآب يضطر الجانب التركي لفتح المياه نتيجة توليد الكهرباء واضطرارهم لتشغيل عنفات سدودهم فكان الوارد أكثر من 370 مليون م3 بالثانية.
وأكد الحسن أنه تم استغلال هذه المياه بالتخزين، مضيفاً: لست خائفاً من شيء اسمه عطش لأن هناك مخزوناً احتياطياً لا يقل عن 45 يوماً في تلك المنطقة.
مشيراً إلى أن نهر الخابور جف نهائياً وأن هناك أكبر سد في تركيا أثر على العراق وسيؤثر على سورية باعتبار أن هناك مشروعاً استراتيجياً في الحسكة هو عين ديوار وبالتالي يحتاج إلى 120 مليون م3 في الثانية، مضيفاً: اعتقد أن هذا الموضوع يحل وفقاً للظروف السياسية.
مضيفاً: استطعنا أن نصل إلى مستوى معين وأن نلبي احتياجات المواطنين وتغلبنا على الاختناقات التي مرت بها بعض المناطق من بلدات وقرى في سورية، وتابع: سأستعرض أمام المجلس واقع كل محافظة والبداية من الحسكة.
وفي كلمة له في مجلس الشعب أمس كشف الحسن أنه يوجد بعض الصعوبات في الحسكة نتيجة وضع الأرض ومن يوجد عليها تمنع الوزارة في بعض الأماكن من تنفيذ بعض المشاريع الجديدة، مؤكداً أن خدمة المياه فيها مازالت مقدمة مع متطلبات التعقيم.
وأكد الحسن أن وضع السدود العشرة من الناحية الفنية في المحافظة تتراوح بين الجيد إلى الجيد جداً إلى المقبول، معلناً أن حجم التخزين اليومي في المحافظة بحدود 140 مليون م3 من أصل مليار والأمور تسير في المحافظة على نحو مرضي.
وفيما يتعلق بمحافظة دير الزور كشف الحسن أنه تم الانتهاء منذ يومين من تأهيل محطة الميادين رقم 25، مشيراً إلى أنه تمت مواكبة تقديم خدمة المياه للمحافظة منذ الأيام الأولى لتحريرها.
وأضاف الحسن: أعتقد أن الوضع فيها مقبول ونضخ من الفرات باتجاه دير الزور نحو 256 م3 بالثانية وهو رقم جيد لنحافظ على مستوى مياه النهر الموجودة والتي نستجر المياه منها، مؤكداً أن الوزارة مستمرة في تأهيل 63 محطة موجودة في المحافظة.
وفيما يتعلق بموضوع الاستصلاح في المحافظة أوضح الحسن أن هناك أربعة قطاعات أساسية تغطي بحدود 25 ألف هكتار مروية من الدولة، مشيراً إلى أن تكلفتها نحو 4.5 مليارات ليرة.
وبالانتقال إلى الرقة أشار الحسن إلى أن السبخة ومعدان ودبسي عفنان وتجمعات أم حمد التي يوجد فيها مؤسسات الدولة مخدمة بالمياه بنسبة تفوق 80 بالمئة بشكل عام مشيراً إلى وجود مشاكل في الشبكات.
وأكد الحسن أن الوزارة بدأت في أول استبدال للشبكة في السبخة والتي تغذي نحو 40 ألف مواطن التي تعد أكبر تجمع سكاني، موضحاً أن قيمة العقد لاستبدالها 471 مليون ليرة وهي قديمة تسبب بعض المشاكل في المنطقة.
وأضاف الحسن: تباعاً سيتم استبدال الشبكات الأخرى، مؤكداً أنه لا يوجد مكان يحتاج إلى تعقيم سواء كان تحت السيطرة أم خارجها ويطلب منا إلا ويتم تأمينه.
وأما في حلب فقد كشف الحسن أن المياه مؤمنة في المدينة بشكل مقبول إلى الجيد، مضيفاً: الريف الحلبي له نصيب ونعمل به وفق الإمكانيات ووجود التجمعات السكانية، معلناً عن البدء باستبدال المضخات الـ16 الأساسية والتي تغذي المدينة وريفها وتعيد المياه إلى سابق عهدها.
وأوضح الحسن أنه تمت المباشرة في استبدال أول أربع محطات وهي مجموعات قيمتها نحو مليار ليرة وستوضع في الخدمة قبل نهاية العام، مؤكدا أنه بعدها سيتم الانتقال إلى المجموعات الأخرى لاستبدالها بالكامل وبالتالي الأمور تسير بشكل جيد وتسبق المخطط الزمني.
وكشف الحسن أنه سيتم الانتهاء من تبديل شبكات الصرف الصحي في العام القادم في المدينة وأنها شارفت على الانتهاء، مشيراً إلى أنه يوجد أربع مناطق فقط سيتم تخدميها في العام القادم.
ولفت الحسن إلى أن المشكلة في حلب هي محطة المعالجة الرئيسية والمصممة لتخدم أكثر من 2.2 مليون مواطن، مؤكداً أنه لا قدرة على إصلاح هذه المحطة التي تكلفتها 125 مليار ليرة.
وأوضح الحسن أنه لابد من إيجاد عقد مع أحد الجهات الدولية، مضيفاً: ليست منحة بل نسعى لأن تكون هناك قروض ميسرة لتنفيذ المحطة.
وأكد الحسن أن السدود الموجودة في الفرات في الطبقة وتشرين في منبج والبعث حتى صباح أمس في حالة جيدة، موضحاً أنه تتم صيانة 5 مجموعات توليد في تشرين من أصل 6 بأيدي عمال سوريين من دون وجود أي خبرة أجنبية.
أما في سد الفرات أضاف الحسن: انهينا ثلاث مجموعات كل منها تعطي 85 ميغا وهذا ما سيؤمن في المستقبل الكهرباء للري، مشيراً إلى أنه ستتم صيانة المجموعة الرابعة قريباً.
وأكد الحسن أن الوارد المائي تحسن في الشهرين الماضيين وعاد في بداية أيلول إلى 200 م3 ومن المفترض أن تكون 500 م3 ولكن نسبة السدود مقبولة تؤمن المياه والكهرباء.
وأكد الحسن أن حمص من المحافظات المستقرة مائياً ويتم العمل فيها على عدة مشاريع منها ما تم الانتهاء منه، مشيراً إلى أن هناك مشاريع ضخمة في الصرف الصحي منها وادي الذهب بشقيه والتي تجاوزت قيمته مليار ليرة كما تم الانتهاء من مشروع سد زيتا المهم جداً وسعته 81 مليون م3 تخزينه 45 مليون م3 بسبب الوارد المائي الضعيف الذي يأتي من لبنان.
وفيما يتعلق في محافظة حماة أكد الحسن أن قيمة المشاريع بلغت 11.2 مليار ليرة وأنه تم حفر 5 آبار لمياه الشرب، مضيفاً: استطعنا في منطقة الغاب تلبية الفلاحين.
وبالانتقال إلى الساحل السوري أكد الحسن أنه تم وضع مشروعين استراتيجيين في الخدمة ينهيان أكبر معاناة في المحافظة في منطقة القدموس والقمصية والتي تخدم 42 قرية يقطنها نحو 100 ألف مواطن، مشيراً إلى مشروع تحديث خط الجر الأول بشكل كامل وبالتالي سيعطي قيمة مضافة.
وأشار الحسن إلى وجود فكرة لإحداث سد جديد في طرطوس وهو سد مرقية حجمه 98 مليون م3، مؤكداً أنه يتم حالياً تنظيف المكان من الاستملاكات والمآخذ البحصية والرملية.
وفي حديثه عن السويداء أضاف الحسن: استطعنا أن نحقق وضعاً مائياً متوازناً في عام 2016 بعدما كان ضعيفاً باعتبار أن المشاريع في المحافظة أعطت تأثيراً إيجابياً لدرجة أننا وصلنا إلى قرى لم تر المياه في حياتها.
وأكد الحسن أنه تم تأمين موازنة للسويداء بنحو 4.1 مليارات ليرة، متوقعاً أن يكون العام القادم أفضل في هذه المحافظة، ومشيراً إلى إطلاق مشروعين في الصرف الصحي وهما مفعلة وسهوة بلاطة كما أنه يتم التخطيط لإقامة محطة معالجة في العام القادم في صلخد ثم في شهباء.
وأوضح الحسن أنه تم في درعا تأهيل أكثر من 98 بئراً مؤكداً أن الموضوع ليس سهلاً وخصوصاً أن هناك فوضى شديدة في المناطق المحررة لأنه تم حفر أكثر من 4 آلاف بئر من المسلحين وبالتالي هي بحاجة إلى إعادة ترتيب بشكل جيد.
وأضاف الحسن: أضرارنا في المحافظة كبيرة جداً، وقد قدم مدير عام الموارد في المحافظة فاتورة بقيمة 36 مليار ليرة ومن ضمنها الصرف الصحي، أما في القنيطرة فالوضع مقبول وخطتنا الإسعافية كانت ملياري ليرة.
وعن دمشق وريفها أكد الحسن أن الوزارة استطاعت ترتيب شبكة دمشق وكذلك الريف، كاشفاً أنه تمت تغذية أكثر من 7 ملايين مواطن وأنه يتم تأهيل الشبكة على نحو مستقبلي وليس آنياً.
ونوه الحسن أنه يتم تأمين مصادر مياه إضافية للمدينة والريف، وأنه تمت المباشرة بمشروع للمناطق المحيطة بدمشق من الزاهرة والطبالة ونهر عيشة والدويلعة والقزاز.
وأشار الحسن إلى وجود مشروع برفع مصبات الصرف الصحي عن نهر بردى بقيمة مالية 14 مليار ليرة يتوقع الانتهاء من المشروع خلال العام 2020، ما ينعكس بيئياً على مسار النهر.
هذا واقتصرت مداخلات النواب على الاستفسار وتوجيه الأسئلة للوزير عن واقع المياه والمشاريع كلٍ في محافظته.