تساؤلات عن الرسائل السعودية وراء قبلات وزير خارجية البحرين … المعلم: على من أخطأ بحقنا مراجعة مواقفه
| الوطن- وكالات
على نحو مفاجئ، التقطت عدسات المصورين في نيويورك، لقاء هو الأول من نوعه منذ بدء الأزمة السورية، جمع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم مع وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد الـخليفة، في أروقة الأمم المتحدة أمس.
وأظهرت المقاطع الملتقطة الوزير البحريني وهو يتقدم بابتسامة عريضة تجاه المعلم لمصافحته بحرارة وتقبيله، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
أوساط سياسية تساءلت عن هذه «القبلات الودية» من الوزير البحريني للوزير المعلم، وإن كانت تعكس رغبة سعودية خليجية في ترطيب الأجواء مع دمشق والتقرب منها، وخاصة أن الوزير المعلم وفِي زيارته الأخيرة إلى موسكو سمع كلاماً روسياً عن موقف سعودي جديد تجاه سورية، ورحب بما سماه «التغير الملموس» في التصريحات السعودية الأخيرة حيال العلاقات مع دمشق، وحينها وفي لقاء مع قناة «روسيا اليوم»، قال المعلم: «سمعنا لغة جديدة بين لافروف والجبير في المؤتمر الصحفي حول الموقف السعودي، وهو أمر مرحب به».
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أعلن في نيسان الماضي دعمه لأن يكون «النظام» في سورية برئاسة الرئيس بشار الأسد «قوياً»، شريطة تخليه عن تحالفه مع إيران، قبل أن يعلن وزير خارجيته عادل الجبير نهاية آب الماضي، أن السعودية تعمل على إيجاد حل سياسي في سورية، وإبعاد الميليشيات الأجنبية لدفع العملية السياسية إلى الأمام.
وعقب لقائه مع الوزير المعلم، علق وزير الخارجية البحريني الذي تعتبر بلاده من أشد الأعداء لسورية خلال سنوات الحرب عليها، قائلاً: إن هذا اللقاء لم يرتب له مسبقاً.
وأكد الـخليفة في لقاء تلفزيوني خاص أن لقاءه مع المعلم كان ضمن الحراك العربي لحل الأزمة السورية، وأضاف: «إن الأراضي السورية يجب أن تعود إلى سيطرة الحكومة»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن أي جهد لإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم مطلوب ويجب ألا يعترض عليه أحد.
وفي وقت سابق أمس قال المعلم: إننا «نتطلع لعلاقات حسنة مع جيراننا لكنه على من أخطأ بحقنا أن يراجع مواقفه، هناك تغير في مزاج الجامعة العربية من سورية ومسؤولون عرب يتساءلون عن إعادة عضويتها».
المعلم وفي لقاء مع قناة «روسيا اليوم»، أكد أنه لا رابط بين الوجود الأميركي والإيراني في سورية، ولا مساومة على علاقة سورية مع طهران، متهماً واشنطن بدعم الأكراد وتحريضهم على الانفصال عن سورية، قائلاً: «الشعب السوري يقف ضد الانفصال، والأكراد يتحدثون عن حقوق بعضها قابل للتنفيذ، الأميركيون دخلوا سورية من دون شرعية ووجودهم يعزز عند الأكراد نزعة الانفصال، واشنطن خربت المحادثات بين دمشق ومجلس سورية الديمقراطية وقدمت دعماً عسكرياً له، واشنطن تستقطب فلول «داعش» وتعيد تأهيل مسلحيه في قاعدة «التنف» لإرسالهم لقتال القوات الحكومية السورية».
وأشاد المعلم بالدعم الذي قدمته روسيا في حل الأزمة السورية سياسياً وعسكرياً، وقال: «العملية الروسية غيرت الوضع في سورية بشكل جذري وأحدثت تحولاً عسكرياً وسياسياً»، مؤكداً أن تزويد سورية بـ«إس300» هو «وصفة لتوفير الأمن والاستقرار وليس للحرب».
وتابع: «من حق سورية أن تستخدم كل السبل لاستعادة إدلب سواء بالمصالحة أو غيرها، اتفاق المنطقة العازلة في إدلب بدأ تنفيذه في سورية وما زلنا نفضل الحل سلمياً، الحل في إدلب ممكن وتركيا تعرف جيداً هوية المسلحين الموجودين هناك».