ثقافة وفن

أمسية موسيقية جمعت بين الطب والموسيقا … حسام الشهابي لـ«الوطن»: إن اختصاصنا الطبي لا يعني أن الموسيقا لا تعنينا بل لها الدور في إنعاش الجسد

| سارة سلامة

منذ قرون بعيدة والموسيقا تستخدم في العلاج، حيث يعتبر أبولو أحد آلهة الإغريق القدماء إلهاً للموسيقا والطب، وأسقليبيوس نوه باستخدام الموسيقا في علاج أمراض العقل، ويقول أفلاطون إن «الموسيقا يمكن أن تؤثر في العواطف ومن ثم يمكن أن تؤثر في طبيعة الفرد»، أما أرسطو فقد اعتقد أن الموسيقا تؤثر في الروح ووصف الموسيقا كقوة تطهر المشاعر، وكورنيليوس استخدم صوت الصنج النحاسي والماء لعلاج الاضطرابات النفسية.
وفي أمسية جمعت لحن الحياة وترياقها متفاعلة بين علمين مرتبطين أحدهما بالآخر ارتباطاً وثيقاً، ولأن الحياة لا تكتمل إذا ابتعدنا عن أحدهما، علما الطب والموسيقا اللذان يحكماننا من ناحيتين قد تكون الأولى مادية والأخرى معنوية، فكم يكون الطب جميلاً عند اقترانه بالموسيقا هذا الارتباط والقيمة المضافة التي يقدمها كل منهما للآخر شهد عليه التاريخ.
وتحت رعاية كل من وزارات الثقافة والصحة والسياحة أقامت شركة ألفا- حلب للصناعات الدوائية وبالتعاون مع المعهد العالي للموسيقا أمسية موسيقية قدمها طلاب المعهد في كليات الطب والصيدلة وذلك على مسرح دار الأوبرا وتخلل الأمسية مجموعة من المقاطع الموسيقية قدمها طلاب الطب والصيدلة على آلات متعددة ومنها: البيانو، الكمان، والعود، الفلوت.

إنعاش الجسد والروح
وقال نائب المدير العام لشركة ألفا حلب للصناعات الدوائية حسام الشهابي في تصريح خاص لـ «الوطن» إن: «هذا الحفل واجب علينا حيث كنا قد جربنا التجربة ذاتها في مدينة حلب ولاقت نجاحاً كبيراً، من خلال المزج بين الطب والموسيقا، وفي الحقيقة نحن لسنا أول من ابتكر ذلك فالتاريخ أثبت أن الموسيقا لها دور في العلاج وعندما عملنا هذه التجربة الصغيرة في حلب تشجعنا من الحضور وكان الأطباء في منتهى السعادة، حيث أتينا بطلاب من كليتي الطب والصيدلة هؤلاء الأجيال الذين يعزفون بشكل جميل».
وأضاف الشهابي إن: «اختصاصنا الطبي لا يعني أن الموسيقا لا تعنينا بل نعتبر أن لها الدور الكبير في إنعاش الجسد والروح وضمن هذا المزيج لا بد أن يكون الحفل رائعاً، أما رسالتنا فهي أن تبقى سورية بخير وتنتصر على أيدي الإرهاب التي طالتها ولكي نبين للعالم أجمع أنه هذه هي سورية القوية وهذا هو الشعب السوري الأبيّ».

عالمان يكمل أحدهما الآخر
وفي كلمة له قال عميد المعهد العالي للموسيقا والمشرف على الطلاب الذين قدموا الحفل أندريه معلولي إن: «الموسيقا هي عامل أساسي في تفتيح الباطن، عبارة أحدثت صداها في كياني فراغاً جديداً، فراغاً بالمعنى الأصيل للكلمة أي وجوداً ينتظر أوان تعبئته، وأن خبرة الإنسان اليوم مع النغم تعود إلى أزمان قديمة قدم التفكير إذ تشير العلوم إلى أن الإنسان بدأ يختبر ويعي تفاعل الأصوات في كيانه منذ أن بدأ يفكر فعلاقة الإنسان بالموسيقا قديمة قدم الخلق وهي علاقة ديمومة وعلاقة وجود وتفاعل لكونها جزءاً لا يتجزأ من كيانه، فالموسيقا موجودة في كل واحد منا سواء أراد ذلك أم لم يرد، فالإنسان يمشي في إيقاع موسيقي منتظم والقلب يخفق بنبضات ذات إيقاع ثابت وللكلام لحن، وإذا بحثنا في المؤلفات والمراجع عن كبار العباقرة والفنانين في التاريخ نجد أن هناك ارتباطاً وثيقاً بينهم وبين الموسيقا ومثال ذلك أفلاطون الذي كان متعمقاً ومتأثراً جداً بالموسيقا وحاول أن يضع صيغة وتفاعل الموسيقا التي تدور وتربط بين الكواكب وشدد على أهمية الموسيقا في التنشئة وفي تأثيراتها الشفائية، كذلك نيوتن وأنشتاين ولا ننسى الفارابي وما قدمه من إبداعات في هذا المجال وصولاً إلى الأديب العربي جبران خليل جبران الذي قال الموسيقا لغة النفوس والألحان نسيمات لطيفة تهز أفكار العواطف، هي أنامل رقيقة تطرق باب المشاعر وتدغدغ الذاكرة».
وبين معلولي أن: «أمسيتنا اليوم تجمع عالمين يكمل أحدهما الآخر تجمع علمين لا تستوي من دونهما الحياة البشرية: فن الطب الذي يهتم بصحة الجسد، وعلم الموسيقا الذي يتكفل بصحة الروح فلا حياة جسدية صحيحة مع روح متعبة عطشى ولا روح سليمة من دون جسد معافى، فكم نحن محظوظون اليوم باجتماع ركنين أساسيين في حياتنا هما سلامتنا الجسدية وصحتنا الروحية في أمسية أبطالها أبو إلا أن يمسكوا المجد من طرفيه عازفون أطباء كم هذا جميل أنهم أقرب للكمال والكمال لله أن يكون الإنسان طبيباً فهو فخر وعزّ وأن يكون موسيقياً هو شرف وتميز، أما أن يجمع العلمين معاً فهو الجمال بعينه حيث أثبتت تجربتنا في المعهد العالي للموسيقا من خلال مسيرة عمرها 27 عاماً بأن هذين الفنين الطب والموسيقا لا يتعارضان بل على العكس فهما علمان متكاملان الواحد مع الآخر وخيرة طلاب المعهد العالي للموسيقا من الموسيقيين المتميزين كانوا طلاباً في الكليات الطبية بمختلف أشكالها».
ومن جانبه أكد معاون وزير الصحة الدكتور أحمد خليفاوي أن: «الصناعات الدوائية السورية عادت بقوة للسوق المحلية والدولية وتغطي حالياً نسبة 90% من حاجة السوق، وتقدم الوزارة كل الدعم للشركات في مرحلة إعادة الإعمار من مساعدات وتسهيلات».
وفي الختام تم تكريم طلاب الفرقة الموسيقية والمايسترو وممثلي الوزارات والمجتمع الطبي الداعم من شركات وفرق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن