سورية

صالح لـ«الوطن»: جهود روسية لإعادته إلى سورية ولم يحدث أي اختراق … أهالي الجولان يواجهون «انتخابات» الاحتلال وجيشه يرد بالرصاص والغاز السام

| دمشق – موفق محمد – القنيطرة – الوطن – وكالات

كعادتهم واجه أبناء الجولان العربي السوري المحتل من جديد، أمس، مشاريع كيان الاحتلال الإسرائيلي التهويدية، وذلك من خلال رفضهم لما تسمى «انتخابات المجالس المحلية» التي يحاول كيان الاحتلال فرضها عليهم، الأمر الذي رد عليه العدو بأساليبه القمعية من ضرب واعتقال وإطلاق للرصاص والغاز السام على الأهالي.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال مدير مكتب شؤون الجولان في رئاسة مجلس الوزراء مدحت صالح: إن أهالي الجولان المحتل ومنذ صباح أمس اعتصموا أمام المدرسة الثانوية في قرية مجدل شمس المحتلة رفضاً لإجراء ما تسمى «انتخابات المجالس المحلية» التي بدأت أمس.
وأوضح صالح، أن العدو الإسرائيلي ومن خلال سنه لقانون «انتخابات المجالس المحلية» في الجولان العربي السوري المحتل، يهدف إلى شرعنة الاحتلال، وتكريس قانون ضمه للجولان، ومحاولة تهويده وذلك في إطار مخططه الرامي إلى تكريس قانون ضم الجولان وسلخه عن الوطن الأم سورية.
ولفت صالح إلى أنه وفي المقابل الأهالي في الجولان المحتل اتخذوا قراراً واضحاً وحاسماً وصارماً بمقاطعة هذه الانتخابات، ولن يعترفوا بأي انتخابات، وتم إصدار بيانات مقاطعة وتحريم المشاركة فيها.
وأكد صالح أن تظاهرات عارمة للأهالي عمت في الجولان المحتل وبالأخص في قرية مجدل شمس، لافتاً إلى حدوث مواجهات بين الأهالي وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ووقوع عشرات الإصابات بين الأهالي من جراء إطلاق الاحتلال النار والقنابل المسيلة للدموع عليهم خلال تصديهم لمشروعه المرفوض كلياً من قبلهم.
وأوضح صالح أن «الأهالي يؤكدون أن هويتهم هي الهوية العربية السورية، ووطنهم الأم هو سورية، ولن يتنازلوا عن هذا الأمر بأي شكل من الأشكال».
بدورها نقلت وكالة «سانا» عن مراسلها في القنيطرة: إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بالاعتداء على المعتصمين من أهلنا في مجدل شمس الرافضين لإجراء ما تسمى «انتخابات المجالس المحلية» بالرصاص وقنابل الغاز السام وحاولت تفريقهم بالقوة، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت عدداً من الأهالي.
ولفت المراسل إلى إصابة عدد من المعتصمين في بلدة مجدل شمس ووقوع حالات اختناق بين الشيوخ والأطفال والنساء جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي بالغاز السام والقنابل الصوتية والدخانية والرصاص على المعتصمين.
وبين أن أهالي مجدل شمس تصدوا لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي حاولت اقتحام مكان الاعتصام، لافتاً إلى انفجار لغم أرضي زرعته قوات الاحتلال الإسرائيلي في إحدى التلال المحيطة بمكان الاعتصام في بلدة مجدل شمس.
وعلى الجانب المحرر من الجولان، نفذ الآلاف من الأهالي مسيراً شعبياً تضامنياً مع أهلنا الصامدين في الجولان المحتل الرافضين لإجراء ما يسمى «الانتخابات المحلية الإسرائيلية»، وأكدوا دعمهم المطلق والكامل لمواقفهم الوطنية الرافضة للإجراءات الصهيونية الرامية إلى تهويد الجولان المحتل وطمس عروبته وتحييد أبنائه عن مواقفهم الوطنية وانتمائهم للوطن الأم سورية.
وأكد المشاركون في المسير الذي انطلق من دوار العلم إلى ساحة التحرير في مدينة القنيطرة المحررة تضامنهم مع أهلنا في الجولان السوري المحتل ضد إجراءات الكيان الصهيوني لفرض ما تسمى «انتخابات المجالس المحلية»، منوهين بعروبة الجولان المحتل وحتمية عودته إلى الوطن الأم سورية عاجلاً أم آجلاً وبالمواقف الوطنية لأهلنا في الجولان وتمسكهم بأرضهم وبانتمائهم لوطنهم وبالهوية العربية السورية.
ودعا المشاركون إلى وحدة الصف والتصدي لجميع الإجراءات الصهيونية القمعية التعسفية الهادفة إلى خلق فوضى وحالة انقسام داخلي بين سكان قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنية في محاولة لشق الصف الوطني الموحد لأبناء الجولان المحتل، مؤكدين أن جميع ممارسات الاحتلال الإسرائيلية باطلة ولا قيمة قانونية لها.
وطالب المشاركون المنظمات الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي بممارسة دورها في الضغط على سلطات الاحتلال وإلغاء الانتخابات وإلزام الاحتلال بتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين تحت الاحتلال دون أي شروط وفق كل المواثيق الدولية.
وفي السياق أكد الأسير المحرر بشر المقت أن أبناء الجولان السوري المحتل سيسقطون كل مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد الجولان وآخرها ما تسمى «انتخابات المجالس المحلية» التي أكدوا رفضهم القاطع لها. وشدد المقت في تصريحات له على أن أهالي الجولان المحتل مصممون على مواصلة اعتصاماتهم الرافضة لهذه الانتخابات المقررة اليوم ولكل إجراءات الاحتلال التهويدية مهما كلف الثمن مشيراً إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتدت على المعتصمين في بلدة مجدل شمس المحتلة بالرصاص وقنابل الغاز السام واعتقلت عدداً منهم.
وقال المقت: إن ما تسمى الانتخابات باطلة ولا قيمة لها وكل إجراءات الاحتلال في الجولان لاغية مشدداً على أن أبناء الجولان المحتل متمسكون بهويتهم العربية السورية وبثوابتهم الوطنية ومستمرون في النضال لإسقاط كل مخططات الاحتلال التهويدية.
وفي تصريحه لـ«الوطن»، أوضح مدير مكتب شؤون الجولان في رئاسة مجلس الوزراء أن روسيا تبذل حالياً جهوداً للعمل على إعادة الجولان إلى حضن الوطن الأم سورية، وسورية موقفها واضح بأنه لا انتقاص من حقها في استعادة الجولان المحتل كاملاً حتى حدود الرابع من حزيران 1967 وفق ما نصت عليه القرارات الدولية.
وحول إمكانية نجاح الروس في استئناف مفاوضات استعادة الجولان المحتل قال صالح: «لا أعتقد أن يكون في المدى المنظور استئناف للمفاوضات مع العدو الإسرائيلي لاستعادة الجولان المحتل، لكن الأصدقاء الروس يعملون على هذا الأمر، ويجب عليهم كدولة عظمى أن يضغطوا على إسرائيل لإعادة الجولان المحتل كاملاً إلى الوطن الأم سورية، وهذا ما نتمناه من الأصدقاء الروس لكونهم دولة عظمى ولهم علاقات مع إسرائيل».
ولفت صالح إلى أن هذا الأمر «تم طرحه من قبل روسيا مع القادة الإسرائيليين لكن إلى الآن لم يحدث أي اختراق معين، ولكن اعتقد أنه في المستقبل القريب ستسعى روسيا إلى حل هذا الأمر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن