سورية

دعا بيدرسون إلى الابتعاد عن أساليب سلفه وعدم الوقوف مع الإرهابيين … المقداد لـ«الوطن»: لا يمكن الركون للطمأنات التركية وعليهم أن يرحلوا

| سيلفا رزوق

طالبت دمشق المبعوث الأممي الجديد إلى سورية غير بيدرسون بالابتعاد عن أساليب سلفه استيفان دي ميستورا وألا يقف إلى جانب الإرهابيين، وأن يدافع عن المثل والقيم العليا التي يتبناها ميثاق الأمم المتحدة.
وفي أول تعليق رسمي منذ تسميته مبعوثاً أممياً جديداً إلى سورية، قال نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد في تصريح لـ«الوطن»: إن «سورية وكما تعاونت مع المبعوثين الخاصين السابقين، ستتعاون مع بيدرسون، بشرط أن يبتعد عن أساليب من سبقه، وأن يعلن ولاءه لوحدة أرض وشعب سورية، وألا يقف إلى جانب الإرهابيين كما وقف سلفه، وأن يدافع عن المثل والقيم العليا التي يتبناها ميثاق الأمم المتحدة من أجل حرية الشعوب في إطار مكافحة الإرهاب».
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأربعاء الماضي في اجتماع لمجلس الأمن الدولي أنه تقرر تعيين الدبلوماسي النرويجي بيدرسن مبعوثا خاصا جديداً للأمم المتحدة إلى سورية، بدلا من دي ميستورا الذي أعلن في وقت سابق نيته الاستقالة من منصبه، نهاية شهر تشرين الثاني الجاري، لينهي بذلك أربعة أعوام من عمله في هذا المنصب.
وأول من أمس قال مندوب روسيا بالأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا: إن المبعوث الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، غير بيدرسن، يجب أن يستند في عمله على الاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل إليها سابقا.
وأضاف: «أعتقد أن بيدرسن لا ينبغي أن يتخلى عن أي شيء تم تحقيقه قبل تعيينه، لدينا القرار 2254 (بشأن سورية) الذي هو أساس التسوية السياسية، ولدينا عملية أستانا، وسوتشي، وإنجازات لإنشاء اللجنة الدستورية».
وتابع: «من غير المهم ما نفكر به بشأن المبعوث الجديد، المهم أن الحكومة السورية مستعدة للعمل معه، وأن يكون محايدا ونزيها، وموضوعيا، ودبلوماسياً، وأن يحاول الدفع قدما بعملية السلام».
بدرها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن روسيا أيدت قرار الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين بيدرسن مبعوثا خاصا، وتراهن على حياده.
وفي تصريحه لـ«الوطن»، أكد المقداد، أن الجيش العربي السوري هو الذي يقف ضد الاحتلال التركي للأراضي السورية، وذلك ردأ على سؤال حول الدعوات التي وجهتها بعض الأحزاب الكردية المتواجدة في مناطق سيطرة «قسد» للحكومة السورية، للوقوف صفاً واحداً في وجه الاعتداءات التركية.
وقال: «نعتقد أن على هؤلاء (الأحزاب الكردية) أن يعودوا إلى روح المواطنة، وإلى الإيمان بوطنهم، وليس إلى الاستعانة بالأميركيين والإسرائيليين وغيرهم ضد مصالح الوطن. عليهم هم أن يعودوا إلى الوطن أولا لكي يقف معهم الوطن ثانياً»، مشدداً على أنه لا يمكن للجيش العربي السوري، إلا أن يقف مع كل السوريين بكل ولاءاتهم وانتماءاتهم من أجل حسم معركة الإرهاب لصالح الشعب السوري بكل مكوناته.
وشدد نائب وزير الخارجية والمغتربين على أن سورية ستنتصر على الإرهاب وعلى من يقف وراءه، وستتحرر المناطق منه ومن داعميه من أميركيين وأتراك وانفصاليين، بفضل الهمم العالية والتضحيات التي يبذلها الشعب والجيش العربي السوري.
ولفت المقداد إلى أن سورية لازالت تصر على أنه لا يمكن الركون إلى طمأنات الجانب التركي، «لأن أهدافه استعمارية وتوسعية، وهو يضلل الرأي العام داخل تركيا وفي المنطقة بإعلانه شيئاً وتنفيذه شيئاً آخر، من خلال استمرار احتلاله للأراضي السورية».
وأشار المقداد إلى أن الاتحاد الروسي ووفاء لالتزاماته التي أعلنها سواء في الاجتماع الرباعي الذي جرى مؤخراً في اسطنبول، أو من خلال الاتفاق التركي الروسي، يتابع بشكل حثيث مسألة تطبيق الجانب التركي لالتزاماته، مجدداً التأكيد على أنه يجب رحيل الأتراك عن الأراضي السورية لإعادة الأمن والاستقرار إلى بلدنا.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء، إيغور كوناشينكوف، أكد أن العسكريين الأتراك، لم ينجحوا بعد في تنفيذ جميع التزاماتهم بموجب اتفاق المنطقة «منزوعة السلاح» في محافظة إدلب السورية عملا باتفاق الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان.
وقال «نؤكد أن أنقرة لم تنجح بعد في تحقيق جميع مسؤولياتها بموجب الاتفاق، على الرغم من بذلها جهوداً ملحوظة».
كما اعتبرت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، أن «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، المدعوم من تركيا، تحاول إفشال «اتفاق إدلب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن