سورية

مصافحة عابرة بين بوتين وترامب.. وأردوغان: نرفض «سايكس بيكو» جديداً في المنطقة … سورية على رأس خلافات المحتفلين «بمئوية الحرب» في باريس

وسط خلافات عديدة كانت تعصف بينهم، بسبب ملفات عديدة بينها الأزمة السورية، اجتمع 80 من قيادات دول العالم في باريس أمس للاحتفال بالذكرى المئوية الأولى للانتصار في الحرب العالمية الأولى.
واحتفلت باريس، أمس بالذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى التي تعرف بـ«الذكرى المئوية للهدنة» نسبة للهدنة التي تم التوقيع عليها بين ألمانيا والحلفاء في الحادي عشر من تشرين الثاني عام 1918 في بلدة كوبيانيي الفرنسية.
وبدأت الحرب العالمية الأولى، في 28 تموز 1914 وانتهت في 11 تشرين الثاني 1918، بين قوات «الحلفاء» (فرنسا، وبريطانيا، وروسيا القيصرية ودول أخرى) من جهة، وقوات «المحور» وهي الإمبراطورية الألمانية، وإمبراطورية النمسا المجر، والدولة العثمانية إلى جانب دول أخرى، من جهة ثانية وانتهت بانتصار الحلفاء.
حضر الاحتفال زعماء من 80 دولة حول العالم بعضها كانت محورية خلال الحرب العالمية، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلادمير بوتين، وكذلك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وملكة بريطانيا إليزابيث الثانية ورئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، إلى جانب رئيس الدولة المضيفة إيمانويل ماكرون.
وسبق الاحتفال في 27 الجاري قمة رباعية في إسطنبول التركية حول سورية شارك فيها بوتين وميركل وماكرون وأردوغان أكدت وحدة الأراضي السورية ودعت إلى تشكيل لجنة مناقشة الدستور الحالي قبل نهاية العام الجاري.
وبعدما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أمس الأول أنه ليس من المقرر أن يلتقي بوتين بترامب في باريس، عادت وكالة «سبوتنيك» الروسية، ونقلت عن مصدر من الوفد الروسي المرافق للرئيس بوتين خلال زيارته إلى باريس، أن بوتين ونظيره ترامب، قد يناقشا معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى، خلال اجتماع قصير في باريس أمس.
ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن بوتين أنه لم يعقد محادثات ثنائية مع نظيره الأميركي، «بسبب المراسم»، مشيرا إلى أنه «اكتفى بمصافحته». وأكد بوتين استعداد بلاده للحوار مع واشنطن، مرجحاً أنه قد يلتقي ترامب خلال قمة العشرين، ومؤكداً عدم رغبته في مخالفة جدول أعمال الفعاليات الذي وضعه البلد المضيف فرنسا.
أما وكالة «ريا نوفوتسي» الروسية للأنباء، فأفادت بأن «بوتين أجاب بـ«نعم» لدى سؤاله عن إذا ما كان نجح في التحدّث مع ترامب، وردّ بوتين بقوله: إنها «جيدة»، عندما سُئل عن طبيعة المحادثات». ومن المقرر أن تنعقد القمة 12 لـ«مجموعة العشرين» نهاية الشهر الجاري في مدينة بوينس آيرس الأرجنتينية لأول مرة في أميركا الجنوبية.
وأضاف بوتين: «نحن مستعدون للحوار، ولسنا نحن من ينسحب من اتفاقية الحد من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، بل الأميركيون هم من يريدون ذلك».
وفي 24 الشهر الماضي استقبل بوتين المستشار الأميركي لشؤون الأمن القومي جون بولتون، وأكد أنه إذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب من المعاهدة النووية المتوسطة المدى فسيصبح الوضع «خطراً للغاية ولن يبقى سوى سباق التسلح». وعلق بوتين أمس على سؤال للصحفيين عن اقتراح ماكرون تشكيل جيش أوروبي موحد، قائلاً: إن «فكرة تشكيل جيش أوروبي ليست بجديدة، وهي إيجابية لتعزيز التعددية في العالم».
أمس الأول التقى ماكرون ترامب وسط أجواء تصالحية سعى خلالها إلى تبديد الخلاف مع ترامب إزاء مسألة إنشاء جيش أوروبي، بعدما طالب بزيادة ميزانية حلف شمال الأطلسي «ناتو» المخصصة للدفاع في أوروبا، وبعدما رد ترامب بأن بعض الدول الأوروبية عليها أن تزيد من مساهماتها المالية في حلف شمال الأطلسي. وفي وقت لاحق، أمس، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف: إن بوتين أجرى لقاء سريعاً مع ترامب، واصفاً إياه بـ«الإيجابي».
من جهة أخرى، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن بيسكوف قوله: «تحدث بوتين مع (رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو في قصر الإليزيه على انفراد».
يشار إلى أن هذا اللقاء هو الأول بين الطرفين بعد تحميل روسيا للاحتلال كامل المسؤولية عن إسقاط الطائرة الروسية «إيل 20» قبالة السواحل السورية فوق البحر المتوسط في 17 أيلول الماضي، ولم يكشف بيسكوف فحوى الحديث.
بموازاة ذلك ناقش وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان: «سبل العمل المشترك بين الولايات المتحدة وفرنسا لمواجهة السلوك الإيراني، ونزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، وتشجيع التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية»، وفق بيان للخارجية الأميركية، نقلته وكالة «سبوتنيك».
وكانت وسائل إعلام تركية أكدت أن أردوغان سيبلغ ترامب على هامش الاحتفالات بمخرجات قمة إسطنبول إضافة إلى ملفات أخرى منها ما يتعلق بالدعم الأميركي للأكراد في شمالي سورية.
وأعرب أردوغان عن رفضه إجراء تقسيمات «سايكس بيكو» جديدة في المنطقة، داعيًا إلى مكافحة التنظيمات الإرهابية مثل داعش وحزب العمال الكردستاني، زاعماً في مقال كتبه لصحيفة «لو فيغارو» الفرنسية احتفالاً بالمئوية ونقلته وكالة الأناضول، أن ذلك «ما يقتضيه الاحترام، الذي تبديه تركيا، تجاه جيرانها وأمن الأمم الأوروبية التي من بينها الأتراك».

| وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن