من دفتر الوطن

كأس العرب في حرب العقول

| حسن م. يوسف

«سورية، كما يليق بها، تتقدم على كل الفرق العربية، في المسابقة الجامعية العالمية للبرمجة التي تنظمها رابطة آليات الحوسبة.
لو كنت أعرف كيف أزغرد لفعلت.
نفتخر بكم يا شباب سورية، ونفتخر بأساتذتكم وعلى رأسهم الرائع الدكتور جعفر محسن الخير عميد كلية المعلوماتية في جامعة تشرين والمدير الوطني للمسابقة في سورية.
هذا نصر لسورية أهم من بطولة العالم في كرة القدم!
استيقظوا يامن تراهنون على الأقدام. العالم يخوض حرب العقول، وقد تقدم شبابنا في هذه الحرب على كل شباب الوطن العربي، فمرحى وألف مرحى».
كان ذلك هو نص لسان الحال الذي نشرته على صفحتي في الفيس بوك يوم الإثنين الماضي. صحيح أن كلماتي السابقة هذه، قد تبدو حماسية أكثر مما يجب لمن ينظرون إلى هذا الإنجاز الوطني بعين باردة، لكنني رغم ذلك لا أزال أتمسك بكل حرف جاء فيها، بل إن قلبي لا يزال يزغرد فرحاً لتمكن شبابنا من انتزاع كأس العرب في البرمجة لأول مرة. لذا أود أن أحيي أعضاء فريق (راديواكتيف) المكون من المبرمجين حسن جدوع، حسين قره فلاح، وجود زوزو من الجامعة الافتراضية السورية، كما أود أن أعرب عن امتناني وتقديري لمدربي هذا الفريق وهم المهندس الدكتور جعفر محسن الخير والمهندس علاء جراد والمهندس إحسان الرفاعي.
لكن الحصة الأكبر من الشكر تذهب للدكتور جعفر محسن الخير الذي كان له الفضل في توطين هذه المسابقة في سورية، إذ تمكن من خلال إدارتها ورعايتها بشكل منهجي ومستمر أن يحولها إلى واحد من أهم الأحداث العلمية على الساحة السورية.
يطلق على هذه المسابقة البرمجية للكليات الجامعية عالمياً لقب «حرب العقول». وهي تمتاز بأهمية فائقة لكونها أقدم وأعرق مسابقات البرمجة لطلاب الكليات الجامعية على مستوى العالم، وهي ترتكز على مفهوم البرمجة الجماعية التي تعتمد على تقسيم العمل والتفاعل ضمن أعضاء الفريق الواحد.
تجري المسابقة على أربعة مستويات، فهي تبدأ محلياً إذ تقيم كل جامعة مسابقتها الخاصة بها، ثم تنتقل الفرق المحلية الفائزة لتتنافس في المسابقة الوطنية، ثم تصعد الفرق الفائزة وطنياً لخوض غمار المسابقة الإقليمية، ثم تذهب الفرقة الفائزة في المسابقة الإقليمية إلى المسابقة العالمية.
خمسة عشر فريقاً سورياً شارك في المسابقة الإقليمية البرمجية للكليات الجامعية في البلدان العربية التي جرت بشرم الشيخ خلال الأسبوع الماضي. لا شك أنه شيء مهم ومفرح أن يفوز فريق سوري في حرب العقول على مستوى العالم العربي، لكن الأكثر أهمية هو أن هذه النتيجة ليست مجرد طفرة، بل هي نتيجة عمل جدي مبرمج وطموح، ودليل ذلك أن فريق الجامعة الافتراضية السورية لن يذهب وحده إلى المسابقة النهائية العالمية التي ستنظم في حزيران القادم، لأن خمسة فرق سورية أخرى تأهلت للمشاركة معه، فقد فاز فريقان من جامعة البعث بالمرتبتين الثالثة والسابعة، وفاز فريق جامعة دمشق بالمرتبة التاسعة، كما فاز فريق المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بالمرتبة الرابعة عشرة، وفازت جامعة حلب بالمرتبة الخامسة عشرة.
يشارك في المسابقة النهائية نحو 120 فريقاً يوصفون بأنهم «نخبة النخبة من المبرمجين في جامعات العالم». ولنا الحق أن نشعر بالفخر لوصول ستة فرق برمجة سورية إلى النهائي العالمي.
جدير بالذكر أن العائدين بكأس العرب في حرب العقول لم يستقبلهم أحد! ولو كانوا فريق كرة قدم مهزوماً لقامت الدنيا لهم! وهذا يثبت أننا قوم نفكر بأرجلنا لا بعقولنا!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن