ارتكب «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة من خارج مجلس الأمن مجزرة جديدة سقط خلالها عشرات الشهداء المدنيين أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك خلال قصفه قرى وبلدات في ريف دير الزور، بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصادر أهلية: إن قصفاً عنيفاً تنفذه طائرات «التحالف الدولي» منذ مساء الجمعة على مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي وعموم القرى والبلدات التابعة لها، حيث دمرت الصواريخ عشرات المنازل السكنية وشردت مئات العائلات وقتلت 40 مدنياً أغلبيتهم من الأطفال والنساء في قرية البقعان التي أصبحت شبه خاوية بعد اضطرار معظم سكانها للفرار هرباً من طائرات التحالف التي تنفذ سياسة الأرض المحروقة في عموم ريف دير الزور. وفي وقت لاحق من يوم أمس، أفادت المصادر باستشهاد وإصابة عدد من المدنيين جراء مواصلة طيران «التحالف الدولي» استهدافه بلدة الشعفة، محذرة من استشهاد المزيد من المدنيين العالقين تحت أنقاض المنازل المدمرة في القرية، وذلك بسبب صعوبة الوصول إليهم نتيجة العدوان المتواصل والكثيف على القرية.
جاءت مجزرة «التحالف الأميركي» الجديدة لتضاف إلى جملة المجازر التي ارتكبها خلال الأسبوع الماضي في مدينة هجين وقرى وبلدات الشعفة والبوبدران والسوسة استشهد خلالها أكثر من 100 مدني.
في السياق ذكرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أن 15 مدنياً استشهدوا جراء غارات «التحالف الدولي» والقصف المدفعي لـ«قوات سورية الديمقراطية – قسد» على قرى البو خاطر وباغوز فوقاني وهجين بريف دير الزور، في حين ذكرت تقارير إعلامية معارضة، أنه كان «للمدنيين النصيب الأكبر من القتل، عبر قذائف وصواريخ ضمن مناطق سيطرة داعش، في آخر جيب له في منطقة شرق الفرات، حيث قتل 191 مواطناً مدنياً أغلبيتهم من الجنسية العراقية ومن عوائل مسلحي التنظيم».
وتزامنت الغارات الجوية للتحالف مع اشتباكات وصفت بالعنيفة بين مليشيا «قسد» ومسلحي داعش، على محاور في حي الحوامة ومنطقة إصلاح هجين، وفق ما ذكرت مواقع الكترونية معارضة.
وفي وقت سابق، ذكرت مصادر إعلامية معارضة أن التحركات العسكرية من قبل «قسد» و«التحالف» تواصلت على محاور مناطق التماس مع جيب داعش شرق الفرات، حيث دخل رتل جديد للتحالف مكون من 7 سيارات همر مدعمة بالمدفعية، إلى مناطق التماس، بالتزامن مع قصف مدفعي متقطع على تمركزات التنظيم في المنطقة من قبل قوات «التحالف» و«قسد»، كذلك استقدمت الأخيرة مزيداً من التعزيزات العسكرية الكبيرة، إلى المنطقة، إذ استقدمت نحو 1700 مسلح من عين العرب ومنبج ومناطق أخرى.
من جهة ثانية، ذكرت تنسيقيات المسلحين على مواقع التواصل الاجتماعي، أن تنظيم داعش قتل امرأتين وشاباً رمياً بالرصاص، في بلدة الشعفة بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، بتهمة التعامل مع « قوات سورية الديمقراطية – قسد».
وفي السياق، نقلت وكالات معارضة عن مصادر محلية: أن تنظيم داعش، نشر أكثر من عشرة حواجز في بلدة السوسة ومدينة الشعفة، واعتقل 15 شاباً من السوسة و25 من الشعفة، واقتادهم إلى أحد المراكز الأمنية في قرية الكشمة.
إلى ذلك، أصيب عدد من مسلحي «قسد» جراء قيام مسلحين مجهولين بتفجير دراجة نارية مفخخة، أثناء مرور آليات تابعة لـ«قسد» كانت متوجهة إلى حقل العمر النفطي، عند أطراف مدينة البصيرة بريف دير الزور الجنوبي الشرقي.
ومن جهة أخرى، نقلت «وحدات حماية الشعب» الكردية السجناء والمعتقلين لديها من سجن «علايا» بمدينة القامشلي بريف الحسكة الشمالي الشرقي، إلى مبنى السجن المركزي بمدينة الحسكة، تحسباً لأي تدخل تركي محتمل، بحسب مواقع الكترونية معارضة.
من جانب آخر، أكد قائد عمليات قوات «الحشد الشعبي» في العراق، لمحور غرب الأنبار، قاسم مصلح، استهداف تجمع لتنظيم داعش في الجانب السوري من الحدود.
وقال مصلح في تصريح أوردته قناة «السومرية نيوز» العراقية: «بناء على معلومات استخبارية دقيقة استهدفت القوة الصاروخية للحشد الشعبي فجر اليوم (السبت) تجمعاً لعناصر داعش في منطقة الباغوز في الجانب السوري»، لافتاً إلى أن الضربات «حققت إصابات دقيقة» في صفوف مسلحي التنظيم.