سورية

بعد حوار تحت الحراب الأميركية.. كوشنير في المنطقة للمشاركة بمنتدى «إنساني»!…. وتركيا تتحسس الخطر الخليجي … محاولات لترسيخ الاحتلال الغربي لشمال شرق البلاد بأدوات كردية

| الوطن– وكالات

تواصل قوى غربية محاولاتها لترسيخ احتلالها لشمال شرق سورية، فبعد إجراء ما سمي «حواراً سورياً سورياً» تحت إشراف المحتل الأميركي، وصل إلى المنطقة سياسيون وباحثون من دول غربية وعربية للمشاركة في «منتدى دولي» في القامشلي تحت شعارات «إنسانية».
بموازاة ذلك اعتبر رئيس تحرير صحيفة «يني شفق» إبراهيم قراغول التابعة للنظام التركي، أن تحركات السعودية والإمارات في شمال سورية بمثابة إعلان حرب ضد تركيا.
وبحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» فإن وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، برنارد كوشنير، وصل أمس، إلى مدينة القامشلي واجتمع بمسؤولين أكراد هناك وفق صور تم تداولها، علماً أن كوشنير معروف بمواقفه الحادة ضد سورية منذ بداية الأزمة بعد مغادرته منصبه عام 2010 كوزير للخارجية ويعرف بأنه صديق لليهودي بيرنارد هنري ليفي محرك الفوضى في ليبيا.
وبحسب وكالة «هاوار» الكردية فإن الوفد الفرنسي الذي وصل إلى تلك المنطقة ضم إلى جانب كوشنير كلاً من الباحث الإستراتيجي والمحلل في النزاعات الدولية جيرار شاليان والمستشار العسكري الفرنسي باتريز فرانشيسكي، في حين وصلت وفود أخرى تضم نخبة من الساسة والأكاديميين القادمين من دول أخرى مثل مصر والعراق وكولومبيا، بعدما عبروا معبر «سيمالكا» الحدودي مع العراق، وذلك للمشاركة في «منتدى دولي» يعقد برعاية ما يسمى «مركز روج آفا للدراسات الإستراتيجية في ناحية عامودا بمقاطعة قامشلو» على حد تعبير الوكالة الكردية التي أوضحت أن «المنتدى» حول التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي في عفرين.
ولفتت «هاوار» إلى أن الوفد الفرنسي التقى الرئيس المشترك لما يسمى «هيئة العلاقات الخارجية لإدارة شمال وشرق سورية» عبد الكريم عمر، ومستشارة ما يسمى «الإدارة الذاتية» فيما يسمى «إقليم الجزيرة» مزكين أحمد، إضافة إلى أعضاء «الهيئة» التابعة لـ«قوات سورية الديمقراطية – قسد» التي تعتبر بدورها أداة «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا ويحتل مناطق في شمال شرق البلاد.
يأتي عقد المنتدى بعد أيام من عقد ما يسمى «مجلس سورية الديمقراطية- مسد» الغطاء السياسي لـ«قسد» ما سماه «حواراً سورياً سورياً» في مدينة الرقة، بعد مؤتمر مماثل في تموز الماضي، وشارك في «الحوار» المزعوم بعض ممثلي «المعارضة الداخلية» والكتل السياسية والأحزاب السياسية ومستقلون. وبدا لافتاً سعي «الحوار» الذي جرى تحت حراب المحتل الأميركي لتوجيه سهام الاتهام لاجتماعات «أستانا» عندما اعتبر المجتمعون، أن «الدول الخارجية التي تسعى لحماية أجنداتها بعيداً عن هموم الشعب السوري حاولت التغطية على هذا المؤتمر (مؤتمر «مسد») وعقدوا مؤتمر «أستانا الـ11»، والذي خرج كمثيلاته من دون نتائج لكون الأطراف المجتمعة هناك لا تمثل الشعب السوري ولا تملك مشروعاً كمشروع «مجلس سورية الديمقراطية – مسد» الذي يسعى لبناء سورية لامركزية تحمي حقوق كل المكونات»!.
في غضون ذلك قال قراغول في مقالٍ له في «يني شفق»: «إن السعودية والإمارات تلعبان لعبة في غاية الخطورة، فهما تقدمان على خطوات تعني إعلان الحرب ضد تركيا، وتقدمان على الكثير من التحريضات المتتالية التي من شأنها تدمير المنطقة بأسرها وليس نفسيهما وحسب، كما أنهما تحرضان العالم العربي بأسره ضد تركيا وتحاولان إشعال فتيل حرب عربية – تركية»، على حد وصفه.
وأضاف: «لقد بدأت الرياض وأبو ظبي بإقامة الجبهات المضادة لتركيا على حدودنا الجنوبية (مع سورية) اليوم وكأنه لم يكفِ الدعم اللوجيستي والمادي الذي يقدر بمئات الملايين من الدولارات للهجمات الدولية التي نُفّذت ضد تركيا، ليلة 15 تموز (الانقلاب المزعوم ضد أردوغان)، كما أنهما قررتا تمويل نقاط المراقبة الأميركية في شمال سورية بعدما قدمت الدعم بملايين الدولارات للميليشيات الكردية «الإرهابية» في المنطقة».
وتساءل قائلاً: «ضد من تفعلان هذا؟ ضدنا.. إنهما تقيمان الجبهات على حدود تركيا، وتستعدان لخوض حرب مشتركة ضدنا في صف الجيوش الغربية والمنظمات الإرهابية» على حد قوله.
واستطرد: «إن الرياض وأبو ظبي تلعبان دور الشريك الإقليمي للمخططات الأميركية والإسرائيلية لتدمير تركيا من الداخل، وإن فشلتا في ذلك فتدميرها من المنطقة، وإن أخفق هذا فتهديدها بحرب صريحة، فهما تجهزان بما تفعلانه لإشعال فتيل حرب إقليمية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن