الأولى

المحتجون يطالبون برحيل رئيس فرنسا.. وماكرون: ما يجري لا صلة له بالمطالب السلمية … متظاهرو «السترات الصفراء» يشعلون فرنسا والعدوى تصل إلى بلجيكا

| وكالات

مواجهات غير مسبوقة، وتظاهرات لم تشهدها فرنسا منذ سنوات، سادت المشهد الباريسي أمس، وامتدت إلى بلجيكا، على خلفية الاحتجاجات المستمرة لأصحاب «السترات الصفراء»، التي أيدها 80 بالمئة من الفرنسيين بحسب آخر استطلاعات للرأي، في مؤشر يحمل الكثير من الرسائل والدلالات، ويعكس حجم الأزمة التي تعيشها فرنسا، والتي لا يبدو أن حلولها تلوح في الأفق مع بدء المتظاهرين بالمطالبة برحيل الرئيس إيمانويل ماكرون.
منذ صباح أمس بدأ أصحاب «السترات الصفراء» تحركهم الاحتجاجي الثالث، رفضاً لقرارات رفع الضرائب على الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة في البلاد بحسب موفد الميادين.
في وسط العاصمة الفرنسية أضرموا النار في عدد من السيارات، وبلغ عدد المتظاهرين 75 ألفاً، حسبما ذكرت وزارة الداخلية الفرنسية، وتحولت جميع النقاط المحيطة بالشانزليزيه، إلى نقاط مواجهة بين المتظاهرين والشرطة التي اعتقلت قرابة ستين شخصاً، كما انسحبت الاحتجاجات التي بدأت من باريس إلى مدن فرنسية كبرى مثل مارسيليا وليل.
وتجمع مئات من محتجي «السترات الصفراء» تحت قوس النصر في أول شارع الشانزليزيه وغنوا النشيد الوطني الفرنسي وهتفوا باستقالة ماكرون، وبعد ساعات من المناوشات في الصباح، بدا أن الشرطة نجحت في إخلاء المنطقة حول قوس النصر، ولكن المحتجين عادوا، واندلعت اشتباكات في شوارع متاخمة أيضاً حيث جرى تهشيم نوافذ سيارات وتم إشعال النيران في سيارتين على الأقل.
وكالة «رويترز» من جانبها، أشارت إلى أن 12 سيارة احترقت في عدد من شوارع باريس خلال الاحتجاجات، على حين أفادت وسائل إعلام فرنسية بأنه تم إغلاق أكثر من 19 محطة مترو في العاصمة الفرنسية بسبب التظاهرات.
وبالتزامن مع ذلك، اندلع حريق في طابق أرضي من أحد المباني المحاذية لمنطقة الاشتباك بين المتظاهرين والشرطة الفرنسية في باريس.
من جهته طالب تيري بول فاليت منسق حركة «السترات الصفراء» عن العاصمة الفرنسية باريس، باستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون، لافتاً إلى أن الاحتجاجات اندلعت عقب وضع ضرائب إضافية على المحروقات، كما شدد على أن المحتجين يطالبون بإجراء استفتاء في الإصلاحات التي يقودها ماكرون.
من جانبه قال الرئيس الفرنسي ماكرون: إن الاحتجاجات التي تشهدها بلاده ضد السياسات الضريبية، والتي وصلت أشدها «اليوم» بالعاصمة باريس، ليست سلمية، مؤكداً أن المحتجين، الذين لامهم على القيام بأعمال تخريبية، لا يريدون الاستماع لأحد.
ولفت ماكرون في مؤتمر بنهاية مشاركته بقمة مجموعة العشرين بالأرجنتين، «ما حدث اليوم في باريس لا صلة له بالمطالب المشروعة والسلمية»، مضيفاً: إن «الذين قاموا بالتخريب والتدمير وتدنيس قوس النصر لا يريدون الاستماع لأحد».
وفي بلجيكا ذكرت الوكالة الإخبارية البلجيكية أن «السلطات قمعت متظاهرين بالسترات الصفراء في بروكسل، وقد وصلت عمليات الاعتقال إلى نحو 60 متظاهراً».
وأفادت الوكالة بأن الشرطة المحلية في فارانبارك حاصرت المحتجين، وقد «رشق المتظاهرون أفراد الشرطة بأشياء وجدوها في الشوارع، وأدى ذلك لاعتقالات، وكان رد الشرطة برشّ المياه على المتظاهرين وبعدها اعتقالهم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن