كشف مصدر مسؤول في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لـ«الوطن» أن الطاقة الطحنية للشركة العامة للمطاحن تصل نسبتها لـ65 بالمئة من إجمالي الطاقة الطحنية في سورية، حيث يبلغ عدد المطاحن العاملة حالياً 23 مطحنة و12 مطحنة خارج الخدمة وبحاجة لأعمال صيانة وإعادة تأهيل.
مع العلم أن الطاقة الطحنية اليومية تقدر بنحو 5 آلاف طن، وذلك حسب تصريحات وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك السابق في مجلس الشعب مؤخراً.
هذا وأوضح المصدر أنه نتيجة ظروف الأزمة وتعرض هذا العدد من المطاحن للتخريب والنهب من المجموعات الإرهابية المسلحة، أجبرت الشركة العامة للمطاحن على التعاقد مع مطاحن القطاع الخاص لاستكمال الكميات التي يتم طحنها حيث تصل نسبة طاقتها الطحنية إلى 35 بالمئة، وتتركز المطاحن الخاصة في محافظات حلب والحسكة والقامشلي وحماة.
وكانت الشركة العامة للمطاحن قد أعلنت أمس مناقصة طحن أقماح لكمية 500 ألف طن مع المطاحن الخاصة لعام 2019 وذلك وفق المواصفات والشروط الفنية المحددة للتعاقد، وذلك بهدف التعاقد مع مطاحن ذات جودة وإنتاجية عالية، نتيجة وجود مطاحن بدائية وأخرى تعمل بجودة متدنية، ولذلك يجب ألا تكون الطاقة الإنتاجية للمطحنة عن 100 طن دقيق يومياً ولا يقل طول خط الطحن التكنولوجي عن 16 متراً ليتم إنتاج دقيق تمويني بجودة عالية وألا تزيد الطاقة الطحنية لكل متر من أحجار الطحن ضمن الخط على 7 أطنان يومياً ليتم إنتاج الطحين وفق المواصفات القياسية السورية حيث إن زيادة تدفق القمح ضمن الخط سيؤدي لخروج طحين بنوعية رديئة.
كما يشترط أن يتوفر قسم تنظيف وغربلة ذات فعالية جيدة وأجهزة ترطيب ممتازة ولذلك يجب أن يوجد ضمن المطحنة عنابر تخمير للأقماح ومستودعات بطاقة استيعابية كافية لتخزين كميات الدقيق المطحون والنخالة. إضافة إلى أهمية وجود مخبر تحليل بتقنيات جيدة ومجموعات كهربائية احتياطية مع وجود قبان أرضي لقياس أوزان السيارات المحملة بالأقماح والطحين، وتقوم لجنة فنية من الشركة العامة للمطاحن بالكشف الفني والإنتاجي للمطحنة الخاصة للتأكد من مطابقتها لكل الشروط من خلال إجراء تقييم عام لها.
وبخصوص الأجور أوضح المصدر أنه يتم وضع دراسة تكلفة لأجور طحن الطن الواحد إضافة إلى حساب التكلفة لكل العمليات الفنية والإنتاجية وذلك ضمن مناقصة عامة حيث يتم أخذ السعر الأقل بشرط أن تكون المطحنة محققة للشروط، وكان وزير التجارة الداخلية السابق عبد الله الغربي قد ذكر في جلسة لمجلس الشعب بأنه يتم طحن 5 آلاف طن دقيق تمويني يومياً.
وقامت الشركة العامة للمطاحن في الشهر الماضي بإنشاء مطحنتين في محافظتي دير الزور ودرعا من بقايا المطاحن التي كانت المجموعات الإرهابية قد قامت بسرقتها حيث تم تجميع المعدات والأجهزة وصيانة القطع التبديلية وتركيبها لتصبح كل منها مطحنة بطاقة إنتاجية لـ75 طناً يومياً.
وفي سياق متصل أشار المصدر إلى أن الشركة العامة للمطاحن قد أعلنت طلب عروض لشركة أجهزة مخبرية للمطاحن، موضحاً أن الأجهزة حالياً أصبحت قديمة وتمت صيانتها فترات طويلة ضمن مديرية صيانة الأجهزة المخبرية، ولكن يجب تجديدها كل فترة، وهي ذات كلف منخفضة وعادة لا يتم استيرادها من خارج سورية لوجود عمليات تصنيع محلية لها.