ثقافة وفن

لماذا سورية بين حرب وسلام خلال مئة عام 1918- 2018؟ … نذير سنان لـ«الوطن»: بعد أحداث درعا وجدت أن من واجبي الوطني التصدي للحرب والسلام في سورية

| سارة سلامة - ت: أسامة الشهابي

شهد المركز الثقافي العربي في أبو رمانة توقيع كتاب الباحث والمحامي محمد نذير سنان تحت عنوان «لماذا سورية بين حرب وسلام خلال مئة عام»، في جزأين يروي فيهما تفاصيل أكثر عن المراحل التاريخية التي مرت بها سورية، والمؤامرات والحروب التي حيكت ضدها خلال مئة عام منذ 1918 لغاية 2018، والكتاب الصادر عن دار رسلان للطباعة والنشر والتوزيع يقع في جزأين وتعداد صفحاته 1671، يتوقف عند أهم المحطات الخطيرة التي مرت بها سورية خلال قرن من الزمن، ويكشف دورها العروبي والقومي على امتداد مسيرتها والأطماع التي تخفيها كل من بريطانيا وفرنسا وأميركا وإسرائيل وحتى العدو العربي الذي برز مؤخراً، وأيضاً يبين مسيرة النضال والتمسك بالأرض التي انتهجها أبناء سورية لنيل الاستقلال والانتصار على الإرهاب.

تصوير تاريخ سورية
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أكد المحامي والكاتب محمد نذير سنان أن «كتاب (لماذا سورية بين حرب وسلام خلال 100 عام)، يصور تاريخ سورية ذلك الذي يعود إلى 7500 سنة قبل الميلاد ويعرف من سورية، فهي أم الحضارات وأول زيتونة زرعت في التاريخ كانت في دمشق، ويركز على تاريخ سورية والمراحل التي مرت بها، ثم الاتفاق بين بريطانيا وفرنسا في عام 1907، وبعدها المؤتمر الذي عقد بين وزيري الخارجية الفرنسي والبريطاني، حيث وضعوا خطة لتقسيم المنطقة في عام 1916، وظهور سايكس بيكو وفي 1917 ووعد بلفور».
وأضاف سنان : إنه «كما عرجت على الثورات التي شهدتها سورية لمناهضة المحتل الفرنسي حيث كانت البداية في عام 1925 بقيادة سلطان باشا الأطرش في السويداء ومن ثم توالت الثورات في كل المحافظات السورية وبقي الشعب السوري يقاتل الفرنسيين إلى حين أعلن الاستقلال بـ17 نيسان من عام 1946، وجاء الحكم الديمقراطي الذي استمر 3 سنوات إلى أن أتى حسني الزعيم، وفي 30 آذار من عام 1949 قضي على الديمقراطية في سورية واستمر حكم العسكر إلى 25 شباط 1954، وبعدها استلم هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية ثم انتخب شكري القوتلي إلى حد 1958 حيث أعلنوا الوحدة بين سورية ومصر، وبدأ نظام الوحدة من 1958 إلى 1961، وفي 28 أيلول أعلن الانفصال وحاول حزب البعث أن يعيد الوحدة لكن عبد الناصر وضع شروطاً ليست جيدة وكانت خطيئته في الوحدة أنه ألغى الأحزاب في سورية وألغى حرية الإعلام وأمّم الشركات الاقتصادية وحلّ الأحزاب وكتم الحريات».
كما تعرضت: «لعدد من الرؤساء وعصر الرئيس حافظ الأسد وما دوره وكيف كان ألمعي القيادة، وحاول مراراً تقوية العروبة والتماسك الوحدوي إلا أن الإخوان المسلمين عام 1982، استمروا بالعداء له حتى استطاع القضاء عليهم واستمر بالحكم إلى حد حزيران عام 2000، وبعدها استلم الرئيس بشار الأسد، ونحن نحارب كلنا ولا يوجد شعب ولا دولة تحملت مثلما تحملت سورية وحوربت فقط لأنها سورية، ويجب علينا أن نسعى دائماً لإصلاح نظام التربية والتعليم في سورية ونقول للمواطن من هو ومن سورية وأهم شيء أن نعطي المرأة حقها ونعلمها حتى تخرّج أجيالاً بناءة».
أما الشيء الذي دفعه للكتابة فيقول سنان: «بعد مرور 1000 يوم على أحداث درعا وجدت أن من واجبي الوطني أن أكتب وأتصدى لماذا سورية بين الحرب والسلام خلال 100 عام، ونرى من هذا الكتاب الجواب عن سؤالي لماذا الحرب على سورية من فرنسا وبريطانيا منذ عام 1920 ثم الآن أميركا وإسرائيل وبدعم من فرنسا وبريطانيا وأتمنى أن أكون قد قمت بواجبي كمواطن سوري وكتبت تاريخ سورية».
أما رسالتي: فـ «موجهة لكل مواطن سوري أن يفهم منذ ولادته من أمه ومن سورية ويقرأ التاريخ ويستوعب واجبه الوطني».
وفي بداية سطوره وجه الكاتب إهداء قال فيه: «إلى عائلتي وزوجتي هيام التميمي وأولادي عمار ودانيا وأنسبائي ماجد السماوي ومي الشعار وأحفادي نذير وكرمة ويزيد سنان، وطارق وزينا وميرا السماوي».

لماذا سورية بين حرب وسلام
ويقول الدكتور نقولا شاهين في تقديم الكتاب : إن «هذا الكتاب ليس أول مدونات العزيز نذير ولا باكورة ثمار فكره الراجح، يراعه كريم وحلو وأخاذ، المحامون يكتبون وحججهم قوية، لا يجد من يعب منه أي ملل ولا تكراراً بل جديد في كل فقرة وعبرة في كل فصل، ساحٌ وفير من المعلومات القيمة من دون مبالغة ولا شطط، لماذا اختار نذير أن يوليني شرف كتابة هذه المقدمة، لن أطيل البحث والتعليق بل أبتسم مسروراً، من جهتي كتبت أيضاً وأعطيت لكتابي عنواناً: «عائلتي في مضمار عصرها 1799- 2018، ألم يكن جدي نقولا في خضم أحداث سورية وكاد يشنقه جمال باشا ثم أصبح سنة 1925 مديراً عاماً للشرطة، وعمي جورج وزيراً أكثر من مرة ووالدي أنسطاس أستاذاً وعميداً لكلية الطب، وأنا أمارس مهنة الطب بعده في الشام منذ 47 سنة».
وأضاف شاهين : إن «إذا لم يكتب من أهل جيلنا الذي عمل بجهده واضعاً تربيته المؤمنة بالوطن نبراساً ومتمنياً قطف ثمار عمر عاشه زارعاً، ففاجأته نكبة الطامعين بسورية، فمن إذاً يكتب؟ إن سورية غنية في كل شيء، هي غير طامعة بسوى رفاهية أبنائها، سهت لحظة عن الجشعين، جاءها الأعراب أزلام الوحش القادم من خارج الحدود، فمولوا بمال نفط وغاز لم يتعبوا في استخراجه صغار نفوس من المرتزقة ليعبثوا».
ويبين شاهين أن «هذه ليست المرة الأولى في تاريخ بلدنا التي يتكالب عليه الأغراب الطامعون، أرضه معطاء، قليل من الأقطار عنده اكتفاء غذائي ذاتي ونحن نأكل من قمحنا وإن وفر نصدر، نشرب من مائنا وإن وفر نصدر، فصوله واضحة ومناخه دمث، إن أردت البحر وجدته وكذلك الجبل والثلج والسهل الأخضر، وإن شئت فالصحراء أيضاً، نحن نبرد فنسمك اللباس ونشوّب فنخففه، ربيعنا زهر وغوطة وخريفنا ناعم الهواء عليله، مكيف الهواء عندنا ترف، والطامة الكبرى أن المستعمر الجديد هذه المرة (منا وفينا) فالطامعون الجدد عرب، صنيعة الغير، بقصر نظر يصل إلى حد العمى، إن مالهم من نفط سيزول، لكنهم لم يحسبوا حساب ذلك الغد».
ويفيد شاهين : إن «ما جاء في كتاب لماذا سورية، يلقي الضوء على تاريخ سورية بالعموم ودمشق بالخصوص التي جاء ذكرها في التوراة (دومشق ودرمشق) وإن أول قدم كان قدم آدم وحواء وأولادهما قابيل وهابيل وسارة، واستعرض تاريخ الأمة العربية قبل الإسلام ورسالة سيدنا المسيح وشخصية بولص الإنسانية والدينية، كما أشار إلى البيئة الدمشقية الآرامية ثم رسالة الإسلام وتاريخ الجزيرة العربية، مع التركيز على العهد الأموي والعباسي والعثماني إلى انهيار الدولة العثمانية، مع نهاية الحرب العالمية الأولى في العام 1918 وتأسيس المملكة السورية حتى 20 تموز عام 1920، حيث احتلت القوات الفرنسية دمشق بعد معركة ميسلون واستشهاد وزير الدفاع يوسف العظمة، وقد جابه الشعب السوري الاحتلال الفرنسي بالعديد من الثورات حتى تحقق الجلاء يوم 17 نيسان 1946، حيث استمر نذير سنان بكتابة تاريخ سورية منذ الانقلاب العسكري الأول بتاريخ 30 آذار 1949، والانقلاب العسكري حتى شهر شباط 1954 الذي أنهى حكم العسكر بتنحي أديب الشيشكلي عن الحكم ومغادرته دمشق وقيام الوحدة في شباط في العام 1958 التي انتهت بانفصال سورية عن مصر في العام 1961 حيث بدأ الاستقرار السياسي والتطور الاقتصادي والاجتماعي في سورية منذ انتخاب الرئيس حافظ الأسد في العام 1973 حتى العام 2000 حيث انتقل إلى رحمة اللـه تعالى وانتخب الدكتور بشار الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية، وأخذت سورية تنفذ برنامجها الاقتصادي السياسي حيث أصبحت أول دولة عربية في التطور الاقتصادي والاجتماعي وثامن دولة في العالم».
ويقول شاهين : إن «الكتاب تناول أيضاً الأحداث المرعبة التي بدأت منذ 15/3/2011 في درعا ثم بدأت في كل أنحاء سورية، وكيف تكاتف وترابط الشعب والجيش العربي السوري بقيادة الرئيس بشار للتصدي ومجابهة أعداء سورية بكل حزم للدفاع عن الوطن، إنه كتاب وثق تاريخ سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن