رياضة

أصول المحاسبة

| مالك حمود

فجأة يرن الموبايل.. وتأتي المفاجأة بنية الصديق العزيز محمد سباعي رئيس نادي المحافظة الرياضي والاجتماعي حل لعبة كرة السلة في النادي.!
ولأن الخبر كان بمنزلة الصدمة لكوني من المتحمسين لمبادرة نادي المحافظة في بناء كرة السلة وفق أسس صحية بدءاً من القواعد، فقد حاول امتصاص الصدمة بشكل تدريجي عندما دعاني لحضور اجتماعه مع كوادر اللعبة بالنادي وإذا عرف السبب بطل العجب.
الاجتماع المطول والمعمق مع كوادر سلة النادي كشف لي العديد من الحقائق والنقاط المهمة واللافتة.
فالإدارة دعمت اللعبة إلى أبعد الحدود وقدمت لها كل المستلزمات، وخصت كل فريق بالكادر الفني والإداري الخاص به، مع تأهيل الكفاءات الإدارية الخاصة بالفرق من خلال دورات خاصة بالإدارة الرياضية والتنظيم، وأمنت لكل للاعبين التجهيزات التدريبية والشخصية، ووفرت المواصلات لنقلهم، ومنحتهم التعويضات المادية المحفزة، تفاجأ بضبابية الصورة التنظيمية قبل الفنية للفرق.
نقاشات عديدة ومتشعبة شهدها الاجتماع، ولاسيما أنه راح يدرس واقع كل فئة على حدة، وبالطبع فالحوار المباشر لا بد أن يعطي الصورة الحقيقية للواقع ويكشف الثغرات والأخطاء، ويعمل على علاجها وتلافيها.
المهم بالأمر أن النادي لم يفرط باللعبة، مادامت عقلية الإدارة الواقعية والمنطقية كانت حاضرة وتبحث بطرق ديناميكية، لكن الأهم ما سمعته في ذلك الاجتماع هو تأكيد رئيس النادي لأحد المدربين الذي أبدى تخوفه من النتائج ليقول له:
ومن قال لك إنني أبحث عن النتائج؟!
فنحن نبحث عن بناء سلوي وفق أسس صحيحة وصحية، مع التأكيد على الرؤية الفنية المستقبلية، والأخذ بعين الاعتبار الجوانب التنظيمية والتربوية والعلمية للاعبين مع مبادرة إدارة النادي افتتاح دورات علمية للاعبين لكونهم طلاباً في المدارس.
كم كانت مريحة تلك الرسالة التي أوصلها رئيس النادي للمدرب وزملائه المدربين الذين يعملون تحت ضغوط المطالبة بالنتائج، وكم تمنيت أن تكون مألوفة في بقية أنديتنا التي تضع مدربيها تحت ضغط المطالبة بالفوز وإحراز البطولات من دون النظر إلى الرؤية المستقبلية للاعبين وتأهيلهم للأدوار المطلوبة منهم في الملعب بالمستقبل، فالمحاسبة يجب أن تكون وفق هذا المسار، وليس في استعجال الانتصار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن