سورية

افتتاح مكتب «تلفزيون فلسطين» في دمشق.. وعساف: جسر إضافي للعلاقة بين سورية وفلسطين … الأحمد لـ«الوطن»: زيارة الرئيس عباس إلى سورية واردة وستكون قريبة

| سيلفا رزوق

كشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، أن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى سورية «واردة في أي وقت، وستكون قريبة».
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» على هامش افتتاح هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، مكتباً لها في دمشق، قال الأحمد: إن «زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى سورية واردة في أي وقت، أنا اليوم في دمشق بزيارة معلنة، وليس سراً هناك من سبقني قبل أيام في زيارات غير معلنة، الزيارة واردة وأعتقد أنها ستكون قريبة إن شاء الله».
وأشار الأحمد إلى المهرجان الذي أقيم في صالة الجلاء بدمشق احتفالاً بانطلاق الثورة الفلسطينية وشارك فيه الآلاف، ولفت إلى أن هذا المهرجان ترك ارتياحاً كبيراً، حيث جرى بمشاركة منظمة التحرير وحركة «فتح» وحزب البعث العربي الاشتراكي، وبمشاركة شعبية لافتة للنظر من وجهاء ورؤساء عشائر سوريين حرصوا على حضوره، وهذا يدل على التحام الشعب السوري مع القضية الفلسطينية عبر التاريخ.
واعتبر الأحمد أن «سورية تتعافى وخياراتها لا تزال واضحة وبوصلتها لا تزال تتجه صوب فلسطين، و(هذا) سيكون ليس فقط انعكاساً على القضية الفلسطينية، ونحن نواجه صفقة القرن وإنما أيضاً على عموم المنطقة».
ورأى الأحمد، أن تلفزيون فلسطين سيكون صوت فلسطين في سورية، وصوت سورية في فلسطين وصوت الأمة العربية.
ولفت إلى عدم التزام حركة «حماس» بتنفيذ ما وقعت عليه في مصر، من اتفاقات وتفاهمات، وقال: «الآن نحن في مرحلة جمود إما تقوم «حماس» بإنهاء الانقسام وهي الطرف الوحيد بالانقسام، وتسلم إدارة غزة لحكومة التوافق الوطني التي شكلت بالتفاهم بيننا وبينهم، أو لتتحمل المسؤولية، وسنبدأ بخطوات لتقويض سلطة الانقلاب».
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، أشار المشرف العام على الإعلام الفلسطيني الوزير أحمد عساف إلى أن هذا الحضور اللافت في الكم والنوع خلال افتتاح مكتب تلفزيون فلسطين في دمشق، واهتمام الأشقاء في سورية على المستوى الرسمي ووزارة الخارجية والإعلام ومجلس الشعب وممثلي كل فئات الشعب السوري، يدل على مدى عمق العلاقة بين سورية وفلسطين وعلى الشوق لتمتين وتعزيز هذه العلاقة.
وقال: «كل قيادات العمل موجودة وكافة الفصائل الفلسطينية موجودة، وهذا يؤشر أن تلفزيون فلسطين سيشكل إضافة جديدة ونوعية وجسراً إضافياً للعلاقة بين أبناء الشعب الفلسطيني، في الداخل والشتات وتحديداً الموجودين في سورية».
واعتبر عساف، أن الإعلام الفلسطيني نجح في كسر كل الحواجز والحدود التي سعى كيان الاحتلال الإسرائيلي لإيجادها، واليوم يعمل هذا الإعلام كحلقة وصل بين الفلسطينيين أنفسهم، من أجل توحيد الجهود الفلسطينية على طريق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت إلى أن الإعلام الفلسطيني يلعب دوراً مهماً لمصلحة القضية الوطنية، وقال: «أخدنا على عاتقنا أن نوصل فلسطين للعالم ونجلب العالم لفلسطين، لذلك كان من الطبيعي أن نوجد هنا في دمشق، وسيكون هذا المكتب جسراً إضافياً في العلاقة بين البلدين ونأمل أن يقوم بدوره على أكمل وجه».
بدوره، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» سمير الرفاعي، أشار في تصريح لـ«الوطن»، إلى أن الأقنية مفتوحة مع جميع الفصائل الفلسطينية من دون استثناء، ويجري البحث في النقاط المشتركة والتي هي أكبر بكثير من نقاط الاختلاف.
وأوضح، أن هناك خلافات تاريخية موجودة لكنها خلافات طبيعية وصحية، لكن دائماً هناك قاسماً مشتركاً وبرنامجاً وطنياً يمثل الحد الأدنى، وقال: «الفترة الماضية كانت فترة صعبة لكننا نلتقي على الدوام ونبحث في القضايا المشتركة وننحي جميع الخلافات جانباً».
واعتبر الرفاعي، أن الإعلام الفلسطيني هو إعلام وطني وهو على مسافة واحدة من كل الفلسطينيين، ومكتب تلفزيون فلسطين في سورية سيشكل محطة مهمة من العمل الإعلامي وسيوصل صوت جميع الفلسطينيين إلى الكل الفلسطيني.
وأشار إلى أنه وبينما أحيا الفلسطينيون ذكرى الثورة الفلسطينية في سورية، على أوسع نطاق منعت «حماس» إحياء هذه الذكرى في غزة، واعتقلت كوادر وقيادات «فتح» وهذا مؤشر على طبيعة علاقة «حماس» بالقضية الفلسطينية، والإجراءات التي تتخذها «حماس» لتكريس الانفصال، وبالتالي تكريس الإمارة.
وأضاف: «هؤلاء (حماس) لا يملكون مشروعاً وطنياً، هؤلاء جزء من مشروع الإخوان المسلمين، وهم يختطفون قطاع غزة لكن القرار الفلسطيني واضح أن لا دولة في غزة ولا دولة من دون غزة».
مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي من جهته، اعتبر في تصريح لـ«الوطن»، أن «هذا يوم تاريخي في ظل تعزيز العلاقات الفلسطينية السورية المتميزة أصلاً، لأن سورية كانت على الدوام الحائط للثورات الفلسطينية القديمة والمعاصرة».
وقال: «انطلقت الثورة الفلسطينية من دمشق وكانت كل قيادات الثورة والشهيد ياسر عرفات كانوا في دمشق، حيث انطلقوا منها في ثورتهم لتحرير الأرض الفلسطينية».
وأشار عبد الهادي إلى أن مكتب تلفزيون فلسطين في سورية سيكون مقراً للتواصل بين الشعبين السوري والفلسطيني وستكون قناة الوحدة الفلسطينية، وقال: «سعداء جداً ونشكر سورية التي قدمت كل التسهيلات الممكنة ولم تعتبرنا ضيوفاً. هنا القدس من دمشق».
من جهته السفير الفلسطيني في دمشق محمود الخالدي شدد لـ«الوطن» على تاريخية العلاقات السورية الفلسطينية، وقال: «يجب أن نلحظ أن هذا الافتتاح يترافق مع مرور ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية، التي ما كان لها أن تنطلق لولا موافقة سورية وما كان لها أن تنطلق لولا وجود قاعدة ارتكاز رئيسية لها في دمشق، والآن هذا الصوت الفلسطيني الذي يخرج من دمشق يدل على عمق العلاقة الراسخة والثابتة عبر الزمن بين فلسطين وسورية، بين دمشق والقدس، قوة سورية ومنعتها هي منعة وقوة لفلسطين والقضية الفلسطينية».
محافظ جنين، اللواء أكرم الرجوب، قال لـ«الوطن» من جهته: «زيارتنا تحمل العديد من الرسائل أولها رسالة الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية إلى الشعب السوري والقيادة السورية في دمشق وهي تمثل رسالة إلى شعبنا الفلسطيني بأن دمشق هي التي كسرت المؤامرة الغربية الظلامية الأميركية الإسرائيلية على سورية، ووجودنا في دمشق وافتتاح مقر لهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني يشكل رسالة من دمشق للشعب الفلسطيني بأن عروبة هذا البلد وقيادة هذا البلد لن تلين تجاه المؤامرات».
وأضاف: «بتقديري الوجود في سورية اليوم يجب أن يكون رسالة إلى كل عربي حر في هذا الوطن العربي، كي يؤكد أن الاستسلام للظلم والظلاميين لا يمكن أن يستمر، وصمود هذه العاصمة وقيادة الشعب السوري يجب أن تكون أنموذجاً لمواجهة كل التحديات التي تشكل خطراً على أمتنا العربية وعلى قضيتنا الفلسطينية تحديداً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن