ثقافة وفن

في صحوة للمسرح وبمشاركة 27 عرضاً مسرحياً في مهرجان المسرح العربي … العرض المصري «الطوق والأسورة» يفوز بجدارة كأفضل عرض مسرحي عربي

| القاهره: لونا بوظو

تحت شعار « نحو مسرح عربي جديد ومتجدد» احتضنت العاصمة المصرية القاهرة في الفترة الواقعة بين (10 – 16 من شهر كانون الثاني الجاري) فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربي، الحدث الفني الأكثر تميزاً وقدرة على تنوير وبناء العقل العربي وخلق سلوكيات جمالية متمدنة بما يحتويه من ناتج ثقافي نوعي وعروض مسرحية مهمة الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح بدعم كبير من سمو الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة.

حفل الافتتاح أقيم على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية وابتدأ بعرض فيلم تسجيلي تضمن مشاهد سريعة من روائع المسرحيات لرواد المسرح المصري من أمثال يوسف وهبي وكرم مطاوع وسميحة أيوب وعبد اللـه غيث.. إلخ. تلاه أوبريت «وطني الأكبر» غناء مجموعة من فناني الأوبرا للموسيقا العربية، تتالت بعدها الكلمات التي ابتدأها الكاتب المسرحي الإماراتي «إسماعيل عبد اللـه» الأمين العام للهيئة العربية للمسرح معرباً عن سعادته بانعقاد الدورة على أرض الكنانة مصر التي أهدت العالم مختلف الفنون والتي منحت المهرجان شهادة ميلاده عام 2009 ليعود اليوم بثوب مختلف ليرتوي من نيل القاهرة العظيم ويرتفع شراعه فوقه وقال «إنني أشعر بأن روح الإله إيزيز نزلت لتبحث عن روح أوزريس، وتعلن أن الحياة تبدأ هنا بالمسرح الذي يعد عشبة الحياة، رسالة اليوم العربي للمسرح ألقاها المكرم الممثل الجزائري سيد أحمد أقومي الذي توجه خلالها بالشكر للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لدعمه المستمر للمسرح لأنه يدرك أن المسرح يبني ما يعجز عنه السياسيون، وأضاف المسرح سيبقى ما بقيت الحياة لأنه فن الوهم الذي يؤازر الحقيقة ويقف في وجه الأكاذيب والخيال. وبعد ذلك اعتلت وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة ايناس عبد الدايم المسرح لترحب بالضيوف والحضور في وطنهم الثاني مصر قائلة «إن عودة مشاعل‏ مهرجان المسرح العربي إلى القاهرة، تؤكد أن الثقافة والفنون من أدوات القوة الناعمة لتطوير الوعي وبناء الإنسان، من أجل الحفاظ على هويتنا العربية»، وأضافت إن مع هذه الدورة تصدح دقات المسرح لتعلن احتفاء مصر بالفن العربي في شتى مجالاته، لأنه كان وسيظل همزة وصل لا تنقطع، وجسراً لعبور مواكب الإبداع والتنوير. ‏‎وعقب كلمتها سلم أمين الهيئة العربية للمسرح درع التكريم لوزيرة الثقافة لتتوالى التكريمات بدءاً من ضيف شرف المهرجان الفنان المسرحي الجزائري القدير سيد أحمد أقومي إلى تكريم أبرز 25 فنانا وكاتبا من رواد الفن المسرحي في دولة البلد المضيف مصر وهم كل من «سميحة أيوب وسهير المرشدي وسميرة عبد العزيز ويحيى الفخراني وسمير غانم ومحمود ياسين وجلال الشرقاوي وعزت العلايلي وعبد الرحمن أبو زهرة والدكتور سمير أحمد وأشرف عبد الغفور وثناء شافع ورشوان توفيق ونعيمة عجمي والدكتورة نجاة علي والدكتور نبيل منيب وسمير العصفوري وفهمي الخولي وآمال بكير والدكتور كمال الدين عيد ولينين الرملي ومحمود الحديني ونبيل الحلفاوي والدكتورة هدى وصفي ويسري الجندي.
شارك في المهرجان نحو 650 فناناً وكاتباً وناقداً و27 عرضاً مسرحياً توزعت على ثلاثة مسارات ضم الأول 9 عروض على حين ضم المسار الثاني 8 عروض تنافست على جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة لأفضل عرض وقيمتها مئة ألف درهم إماراتي فضلاً عن 10 عروض شملها المسار الثالث تم تقديمها على مسارح عدد من المحافظات المصرية. تضمن المهرجان العديد من الفعاليات المهمة أبرزها ندوات الملتقى الفكري والتي أتت تحت عنوان «نقد التجربه – همزة وصل» شارك فيها نحو 37 باحثا أكاديميا وتناول أهمها توثيق تاريخ «المسرح المصرى في نصف قرن 1905- 1952» حين كان المسرح المصري يمثل مركز إشعاع تنويري فاعل ومؤثر في جميع أرجاء الوطن العربي وعلى يد رواد المسرح من أمثال سلامة حجازي وفاطمة رشدي ويوسف بيك وهبي وزكي طليمات وغيرهم إضافة إلى العديد من المحاور الأخرى مثل «المرأة في المسرح المصري بين الحضور والغياب»، و«جدلية الصوت النسوي والثقافة الذكورية» و«أثر المسرح الغنائي في تطور الموسيقا العربية» و«أثر خطاب الناقد في تشكيل الاتجاهات النقدية والمتضمن محور خطاب المسرح المصري بين التأليف والنقد»… إلخ، نظم المهرجان العديد من المسابقات المهمة في التأليف المسرحى الموجه للكبار والأطفال والمسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي للشباب التي تهدف للارتقاء بالبحث العلمي في المسرح وفتح فضاءات جديدة لأفكار الشباب ورؤاهم المعرفية، وعلى هامش المهرجان عقدت مجموعة من الورش التدريبية كورشة التمثيل للفنان البريطاني جايلو فرومان وورشة الفنان التشيلي كارلوس دياز وورشتين في الإضاءة والسينوغرافيا كما تم إصدار زهاء كتابا حول مسيرة المسرح المصري فضلًا عن إقامة معرض لإصدارات الهيئة ومعارض للكتب والصور الفوتوغرافية وندوات نقدية تطبيقية ومؤتمرات صحفية لمناقشة الأعمال والعروض المسرحية المشاركة في المسار الثاني. اختتم المهرجان فعالياته كما ابتدأها بحفل كبير على مسرح دار الأوبرا المصرية تحت رعاية وزيرة الثقافة المصرية، بحضور حشد غفير من فناني المسرح والنقاد والمفكرين حيث تم عرض فيلم تسجيلي قصير عن الدورة وفقرة فنية لكورال الأطفال بمركز تنمية المواهب، ثم تم توزيع جوائز مسابقة التأليف المسرحى الموجه للكبار والأطفال والبحث العلمي إلى جانب تكريم الفرق المشاركة والهيئات والمؤسسات الداعمة التي شاركت في نجاح الدورة 11 من المهرجان، مفاجأة الحفل تمثلت بفوز مصر بجائزة الشيخ القاسمي بمسرحية «الطوق والأسورة» للمخرج ناصر عبد المنعم التي أكدت تميز وتفوق الفن المسرحي المصري وقد أعلنت وزيرة الثقافة عن سعادتها وفخرها بهذا الفوز مؤكدة نجاح الدورة الحادية عشرة للمسرح العربي التي أتت بمنزلة حوار بين أشقاء، التقوا على أرض مصر لمتابعة أحوال المسرح العربى وخلقوا أجواء من الصدق والمتعة والسحر أمتعت جمهور «أبو الفنون». وفي ختام الحفل أعلن عن اختيار المملكة الأردنية الهاشمية لتنظيم الدورة المقبلة من المهرجان بالعاصمة عمان وسلم حسين الخطيب نقيب الفنانين الأردنيين ملف الدورة الـ12.

الجوائز
جوائز مسابقة البحث العلمي المركز الأول فاز فيه الباحث المغربي علي علاوي عن بحثه «في الحاجة إلى مجاورة الاحتفالية لإنتاج معارف جديدة بالمسرح وإبداعية متجددة».
المركز الثاني: فاز فيه الباحث السوداني محمود حسن محمد عن بحث « المسرح العربى من سؤال الكينونة إلى ما بعد التراث، دراسة في الأنساق الثقافية».
المركز الثالث مكرر: للباحثة المغربية فاطمة أكنفرن عن بحث «جمالية الهجنة في الممارسة المسرحية المغربية من تأكيد الخصوصية إلى استيعاب النماذج الكونية».
والمركز الثالث مكرر: للباحثة المصرية مروة وهدان عن بحث «تجليات أسطورة عشتار في الخطاب المسرحي النسوي، مسرحية «أسرار عشتار لحياة الرايس نموذجاً».
مسابقة البحث العلمي المسرحي، فازت مصر بجائزة التأليف المسرحي لأيمن هشام محمد حسن كما قدمت شهادات مشاركة لكل الفرق المسرحية التي شاركت والجهات الإنتاجية الخاصة بها مثل الهناجر ومسرح الطليعة والمسرح القومي وفرقة مسرح الأوركيد من المغرب ومسرح البيت من تونس ومنتدى المسرح التجريبي من العراق والمسرح الحر من الأردن ومسرح الشارقة من دولة الإمارات وشركة مسرح الناس من تونس وفرقة بصمات الفن من المغرب ومسرح الرحالة من الأردن وكل الفرق المشاركة بالمهرجان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن