سورية

طهران: هزيمة وليست خياراً.. وتقارير: توافق تركي أميركي حول ترتيبات «الأمنية» … ترامب يجدد تأكيد قرار الانسحاب من سورية

| وكالات

جدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس، تأكيد قرار سحب قوات بلاده من سورية، على حين أكدت طهران أن قرار الانسحاب العاجل «لم يكن خياراً، وإنما كان اضطراراً لتجنب المزيد من الهزائم»، على حين تحدثت تقارير صحفية عن توافق أميركي تركي على ترتيبات ما يسمى «المنطقة الأمنية».
وفي مقابلة مع شبكة «سي بي إس»، رد ترامب على سؤال عن احتمال عودة ظهور الجماعات المتطرفة مثل تنظيمي «القاعدة» وداعش الإرهابيين، بعد انسحاب القوات الأميركية من سورية وأفغانستان، بالقول: «سوف نعود إذا اضطررنا لذلك، فلدينا طائرات فائقة السرعة وطائرات شحن جيدة للغاية، يمكننا العودة بسرعة فائقة»، حسبما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء. جاء موقف ترامب بعدما صوت مجلس الشيوخ الأميركي الخميس الماضي على تشريع (غير ملزم) يعارض نيات ترامب بسحب القوات من سورية وأفغانستان.
ومن المقرر أن يخضع التشريع للتصويت النهائي في مجلس الشيوخ، الأسبوع المقبل، دون وجود ملامح بتحويله إلى مشروع قانون، وفقاً لتقارير إعلامية.
وكان البيت الأبيض أعلن في 19 كانون الأول الماضي أن ترامب قرر سحب قواته بسرعة من سورية.
وفي المقابل، نقلت «سبوتنيك» عن القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، العميد حسين سلامي، تعليقه أمس على قرار الرئيس الأميركي الانسحاب من سورية، بالقول: «هذا القرار الأميركي لم يكن خياراً، وإنما كان اضطراراً لتجنب المزيد من الهزائم».
في الأثناء نقل تقرير صحفي عن مصادر دبلوماسية غربية: إن واشنطن وأنقرة اتفقتا على عدد من المبادئ المتعلقة بإقامة «منطقة أمنية» شمالي شرقي سورية بعد الانسحاب الأميركي، مع تمسك واشنطن بقاعدة التنف للحد من ما سمته «نفوذ إيران».
ولفتت التقرير إلى أن نقاط الاتفاق تضمنت اعتماد اسم «المنطقة الأمنية حمايةً للأمن القومي التركي» وليس «المنطقة العازلة» وأن يكون عمقها 20 ميلاً، أي بين 20 و32 كيلو متراً خالية من القواعد العسكرية الأميركية ونزع السلاح الثقيل من «وحدات حماية الشعب» الكردية.
وذكر التقرير أن أنقرة تريد إخراج سبعة آلاف عنصر من «الوحدات» الكردية إلى خارج «المنطقة»، على أن يحل محلهم مقاتلون من «البيشمركة» من كردستان العراق وعرب من قوات العشائر المنضوية حالياً في «التحالف الدولي» وتتبع لرئيس «تيار الغد» المعارض أحمد الجربا.
وبينما أشار التقرير إلى وجود نقاط عالقة من المقرر أن تُحسم في اجتماعات اللجنة الأميركية التركية في واشنطن الثلاثاء، ذكر أن واشنطن طلبت من دول أوروبية المساهمة في دعم هذه «المنطقة»، وهو ما بحثه المبعوث الأميركي جيمس جيفري، في باريس قبل يومين، على حين طلبت دول أوروبية توضيحات حول الموقف النهائي لواشنطن.
بموازاة ذلك دعا عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية في البرلمان العراقي بدر الزيادي، إلى عقد اجتماع أمني رفيع برئاسة رئيس وزراء بلاده عادل عبد المهدي الذي يعتبر القائد العام للقوات المسلحة العراقية أيضاً منتقداً وفق وكالة أنباء «فارس» الإيرانية ما سماه «موقف الصمت» الذي تتخذه الحكومة العراقية إزاء التحرك الأميركي داخل العراق «وكأنما الحكومة ليس معنية بهذا الأمر».
ودعا الزيادي الحكومة إلى «اطلاع مجلس النواب حول ما يجري من تمدد وكذلك قضية الانسحاب الأميركي من سورية ووجود القوات الأميركية داخل القواعد العسكرية».
في غضون ذلك أكد الكاتب والمحلل السياسي الأميركي مارك غلن، بحسب وكالة «تسنيم» الإيرانية أن هناك صراعاً غير مسبوق بين رئاسة ترامب الضعيفة و«الدولة العميقة» التي تستقر داخل القوات المسلحة والمؤسسات الأمنية ووسائل الإعلام الأميركية.
وأشار إلى التقارير المنتشرة حول إنقاذ أميركا لعناصر من داعش، قائلاً: أكثر الاحتمالات تفسيراً لهذه العملية هو قيامهم بها بأمر من «الدولة العميقة» الغاضبة من قرار ترامب حول الانسحاب من سورية.
في المقابل أكد المحلل السياسي الأسترالي تيم اندرسون، أن «واشنطن ترغب في الحفاظ على إمكاناتها الأولية في المنطقة، كما أنها تقدم الدعم لمتزعمي داعش مستغلة هذه الذريعة للإبقاء على قواعدها في أرجاء المنطقة».
وحسب «تسنيم»، نوه أندرسون إلى «أن بث الخلافات بين أفراد الشعب بدعم إسرائيلي وسعودي ومنع وحدة الدول الجوار والإقليمية قد تحولت إلى إستراتيجية رئيسية ومهمة لأميركا في غرب آسيا، لذلك يريد الأميركيون الإبقاء على قواتهم العسكرية في الحدود السورية العراقية وحصار إيران».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن