مع تأمين سكن بديل … حلب ستخلي أكثر من 4 آلاف عائلة من أبنيتها الآيلة للسقوط
| حلب - خالد زنكلو
اتخذت محافظة حلب قراراً شجاعاً وجريئاً للحفاظ على أرواح أبنائها القاطنين في الأبنية المهددة بالسقوط من جراء أعمال الإرهابيين في أحياء الشطر الشرقي من المدينة، وذلك بإخلاء أكثر من 4 آلاف عائلة تقطن في نحو 10 آلاف بناء الكثير منها آيل للسقوط، مع تأمين سكن بديل لتلك الأسر ريثما ترمم منازلهم أو يجري هدم التي يتعذر صيانتها لخطورتها العالية.
وأوضح محافظ حلب حسين دياب لـ«الوطن» أن اجتماع أمس الطارئ، بحضور رئيس مجلس المدينة معد المدلجي والمعنيين بمجلسي المحافظة والمدينة ونقابة المهندسين وجامعة حلب، خصص لمعالجة ملف الأبنية المهددة بالسقوط، والتي غدت ظاهرة أودت بالعديد من سكان الأحياء الشرقية والجنوبية من حلب ومنها 11 شخصاً قضوا أول من أمس في انهيار بناء بحي صلاح الدين، وتمخض عنه بعد دراسة أسباب الانهيارات تشكيل لجان متخصصة لمعالجة الملف الشائك والمؤرق بشكل جذري.
وبين دياب أن المعلومات الأولية تؤكد وجوب إخلاء أكثر من 4 آلاف عائلة تسكن في أحياء أبنيتها شبه مدمرة بسبب الأعمال الانتقامية الإرهابية مثل صلاح الدين والأنصاري والشعار وسد اللوز والفردوس والصالحين، ويصل عددها إلى نحو 10 آلاف بناء، الأمر الذي يتطلب موافقة جهات وصائية على قرار الإخلاء «غير القانوني» لكنه يبعد خطر الموت عن الأهالي.
وأكد دياب أن المحافظة ستؤمن أماكن إيواء مخصصة لاستيعاب العائلات المخلاة، كما في بستان الباشا والهلك وغيرها، إلى حين معالجة حال الأبنية المهددة بالسقوط وتدعيم التي تحتاج إلى تدعيم أو هدم التي يتعذر تدعيمها بعد أن تكرر سقوط العديد من الأبنية التي أودت بحياة قاطنيها في الأشهر الأخيرة.
ولفت إلى أن مجلس المدينة أجرى جرداً مسبقاً للأبنية الأكثر خطراً والمهددة بالانهيار وللعائلات التي تقطنها عن طريق لجان الأحياء والقطاعات الخدمية التي تتبع لها.
وتقرر في الاجتماع تشكيل ست لجان متخصصة بالإخلاء وتحديد درجة خطورة الأبنية، ومثلها للإشراف على إخلاء الأسر وتأمين أغراضهم الشخصية ونقلها بالآليات والعناصر مع 3 لجان لاستقبالهم في المناطق المختارة ولجنة مركزية معنية في المحافظة.
وكانت حلب شهدت في الآونة الأخيرة تداعي أركان العديد من الأبنية المتضررة بأفعال الإرهابيين، وذهب ضحيتها عشرات الأشخاص معظمهم من الأطفال والنساء، ما استدعى استنفار الجهات المعنية في المحافظة لحل أكبر مشكلة تهدد السكان.