انطلاقاً من العلاقات الأخوية بين سورية وإيران وتعزيزاً للعلاقات الإستراتيجية التي تجمع قيادتي وحكومتي وشعبي البلدين عقد أمس ملتقى رجال الأعمال السوري الإيراني في خطوة باتجاه تعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين.
بدورها أشارت معاونة وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية رانيا أحمد إلى أن المتتبع لمسار العلاقات السورية الإيرانية ولاسيما خلال الأشهر الأخيرة يلاحظ حراكاً فاعلاً ونشطاً في الجانب التجاري والاقتصادي.
وفيما يتعلق بالجانب الاستثماري لفتت أحمد إلى اتفاقية التعاون الاقتصادي الإستراتيجي طويل الأمد كمكون جديد ومهم على صعيد البنية التشريعية الداعمة لعلاقات التعاون الاستثنائية، مشيرة إلى تطلع الحكومة السورية إلى تحقيق حضور قوي وفاعل للشركات الإيرانية في عملية إعادة إعمار سورية والذي لا بد وأن يتسع بشكل أكبر مع صدور قانون الاستثماري الجديد.
بدوره لفت مدير عام هيئة الاستثمار السورية مدين دياب إلى دور الاستثمار في إعادة الإعمار وأهمية توجيهه نحو مساره الصحيح كي يعوض الاقتصاد السوري ما خسره في الحرب ويؤسس لمرحلة جديدة أقوى، مشيراً إلى أن الاستثمار يحتاج إلى تطوير البيئة المؤسساتية وفق المشروع الوطني للإصلاح الإداري لذا تم وضعه في أعلى سلم الأولويات خلال مرحلة إعادة الإعمار.
ولفت إلى ضرورة تشجيع المستثمرين والشركات الاستثمارية وقطاع الأعمال لتنمية العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات، مبيناً أن هذا الملتقى وإحداث غرفة التجارة المشتركة السورية الإيرانية وتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الترويج للاستثمار بين هيئة الاستثمار السورية ومنظمة الاستثمار والمساعدات الفنية والاقتصادية الإيرانية ما هو إلا ترجمة لصدق النوايا بفتح آفاق جديدة في قطاع الأعمال والمنشآت والتجارة بين البلدين، آملاً أن تكون ثمار هذا الملتقى بحجم الطموح المرتجى الذي تسهم نتائجه في ارتقاء العلاقات المصيرية بين البلدين.
من جهته أشار سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق جواد ترك أبادي إلى أن مشاركة سورية في المعارض الدولية أمر يعلن عن مرحلة إعادة الإعمار وإعادة الدورة الاقتصادية السورية، لافتاً إلى المشاركة الفعالة للشركات الإيرانية في ذلك.
وبين أن البعض ينظر إلى سورية على أنها بوابة لتصدير البضائع والخدمات، مشيراً إلى أن هذه الزيارة ليست للتجارة فقط بل لتحقيق التكامل والتعاون الاقتصادي، وأكد ضرورة جعل المرحلة القادمة مرحلة اقتصادية مهمة وكسر الحصار الاقتصادي.
وأكد أن إيران على استعداد لنقل التقانة في مجال صناعات الأدوية بالنسبة للأدوية التي تحتاج إلى تقنيات عالية على الأخص أدوية السرطانات، مضيفاً: «لدينا هذه الإمكانية ونحن على استعداد وأعلمنا الجانب السوري باستعدادنا للدخول في شراكة ونقل التقانة في هذا المجال إلى سورية».
وفي تصريح لـ«الوطن» أكد مدير هيئة الاستثمار السورية مدين دياب أن الملتقى هو ترجمة حقيقية لمذكرة التفاهم التي تم توقيعها ما بين هيئة الاستثمار السورية ومنظمة الاستثمار والمساعدات الفنية والاقتصادية الإيرانية لترويج الاستثمار بين البلدين، كما أنـه يقرب وجهات النظر بين الجانبين لتطويـر قطاع الأعمال وخلق شراكات، مشــيراً إلى أنه يخدم مرحلة إعادة الإعمار من خلال المشاريع المطروحة بمختلف القطاعات التي تلبي احتياجات الاقتصاد السوري وتؤمن اسـتدامة الموارد.
وأشار مدير مؤسسة الباشق المنظمة للملتقى تامر ياغي إلى العمل منذ عام 2014 على أن يكون السوق الإيراني السوق الشريك في مرحلة ما بعد الحرب، مبيناً أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين لم ترتق إلى مستوى العلاقات السياسية، لافتاً إلى أن هذه الخطوة تعد الأولى في معرض إعادة الإعمار السوري الإيراني.