الخبر الرئيسي

التقى السيد الخامنئي والرئيس روحاني في زيارة عمل إلى طهران بعد أقل من شهر على «اتفاق التعاون الاقتصادي الإستراتيجي طويل الأمد» … الرئيس الأسد: مصالح شعوب المنطقة تتطلب من حكوماتها التوقف عن الانصياع للغرب

| الوطن

تأكيداً للعلاقات المميزة بين البلدين، قام الرئيس بشار الأسد أمس بزيارة هي الأولى من نوعها منذ بداية الحرب على سورية إلى العاصمة الإيرانية التقى خلالها كلاً من قائد الثورة الإسلامية في إيران آية اللـه السيد علي الخامنئي، والرئيس حسن روحاني.
وأوردت رئاسة الجمهورية على حساباتها الرسمية على وسائل التواصل، أنه وفي زيارة عمل قام بها الرئيس الأسد إلى العاصمة الإيرانية طهران التقى السيد الخامنئي وتطرق اللقاء إلى تطورات الأوضاع في المنطقة، حيث أشار الرئيس الأسد إلى أن تحقيق مصالح شعوب المنطقة يتطلب من حكوماتها التوقف عن الانصياع إلى إرادة بعض الدول الغربية، وعلى رأسها أميركا، وانتهاج سياسات متوازنة تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، وخاصة أن التجارب أثبتت أن الخضوع وتنفيذ إملاءات الغير نتائجه أسوأ بكثير من أن تكون الدول سيدة قرارها.
وهنأ الرئيس الأسد الخامنئي والشعب الإيراني الصديق بالذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية التي شكلت على مدى العقود الأربعة الماضية أنموذجاً يحتذى في بناء الدولة القوية القادرة على تحقيق مصالح شعبها والمحصنة ضد التدخلات الخارجية بمختلف أشكالها، والمبدئية في وقوفها إلى جانب شعوب المنطقة وقضاياها العادلة.
ووفق البيان الرئاسي استعرض اللقاء علاقات الأخوة الراسخة التي تجمع بين شعبي البلدين، حيث تم التأكيد على أن هذه العلاقات كانت العامل الرئيسي في صمود سورية وإيران في وجه مخططات الدول المعادية التي تسعى إلى إضعاف البلدين وزعزعة استقرارهما ونشر الفوضى في المنطقة ككل.
من جانبه هنأ السيد الخامنئي الرئيس الأسد والشعب السوري والجيش والقوات المسلحة بالانتصارات التي تحققت على الإرهاب، وأشار إلى أن هذه الانتصارات وجهت ضربة قاسية للمشروع الغربي والأميركي في المنطقة ما يستوجب المزيد من الحذر مما قد يدبرونه في المرحلة المقبلة كرد فعل على فشلهم، وأكد استمرار وقوف بلاده إلى جانب سورية حتى استعادة عافيتها الكاملة والقضاء على الإرهاب بشكل نهائي، موضحاً أن سورية وإيران هما العمق الإستراتيجي لبعضهما البعض.
وشدد الجانبان خلال اللقاء على أن سياسة التصعيد ومحاولة نشر الفوضى التي تنتهجها بعض الدول الغربية، وخاصة ضد سورية وإيران، لن تنجح في ثني البلدين عن الاستمرار في الدفاع عن مصالح شعبيهما ودعم قضايا المنطقة وحقوقها العادلة.
بعد ذلك التقى الرئيس الأسد بنظيره روحاني وشكر إيران قيادة وشعباً على كل ما قدمته لـسورية خلال الحرب، فيما أكد الرئيس روحاني أن وقوف الشعب الإيراني إلى جانب سورية كان انطلاقاً من موقف مبدئي بدعم الشرعية التي تقاوم الإرهاب.
وقال روحاني: إن انتصار سورية هو انتصار لإيران وللأمة الإسلامية بأكملها، مشيراً إلى أن طهران ستستمر بتقديم ما يمكنها للشعب السوري لاستكمال القضاء على الإرهاب والبدء بإعادة الإعمار.
ووفق رئاسة الجمهورية أيضاً، عبر الجانبان عن ارتياحهما للمستوى الإستراتيجي الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة.
كما تناول اللقاء الجهود المبذولة في إطار مسار أستانا لإنهاء الحرب على سورية، حيث وضع الرئيس روحاني الرئيس الأسد في صورة لقاء سوتشي الأخير الذي جمع الدول الثلاث الضامنة في إطار عملية أستانا (في 14 الجاري)، وكان هناك تطابق في وجهات النظر حول سبل تحقيق التقدم المنشود في هذا الإطار بما يحفظ وحدة الأراضي السورية واستقلالها وسيادتها والقضاء على الإرهاب في أراضيها كافة.
واتفق الرئيسان الأسد وروحاني خلال اللقاء على مواصلة التنسيق بين الجانبين على المستويات كافة بما فيه مصلحة الشعبين الصديقين.
وسبق زيارة الرئيس الأسد التوقيع في دمشق في 28 الشهر الماضي على 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامجاً تنفيذياً لتعزيز التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي والعلمي والثقافي والبنى التحتية والخدمات والاستثمار والإسكان وذلك في ختام اجتماعات الدورة 14 من أعمال اللجنة العليا السورية الإيرانية المشتركة التي عقدت بدمشق.
وكانت أبرز أوراق التعاون الموقعة اتفاقية التعاون الاقتصادي الإستراتيجي طويل الأمد ومذكرة تفاهم لاجتماعات اللجنة المشتركة العليا وقعهما عن الجانب السوري رئيس مجلس الوزراء عماد خميس وعن الجانب الإيراني إسحاق جهانغيري النائب الأول لرئيس الجمهورية الإيرانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن