ثقافة وفن

ماذا يجب أن أفعل اليوم؟ كيف سأرتب نهاري؟

| غالية اسعيد

ما الأولويات التي يفترض أن أضعها بداية يومي؟
أوووه أشعر بالضياع… ولا همة لي للقيام بأي عمل…
من منا لم يسأل نفسه هذه الأسئلة المتكررة كل يوم وعند كل صباح، تتسلل إلينا هذه الكلمات والأفكار لتزعج بعضنا، وتسر بعضنا الآخر، قد تزعج من يعاني من ضياع وتردد في أجزاء نهاره ولا يدري على أي نغم يغني، وقد تسعد منا من أسس نهاره وقاوم روتينه وجعل من دقائق يومه متعة لا تتكرر كل يوم…
إلى الآن أظن أن كلامكِ جميل ولكن…. ماذا أفعل بعدوي اللدود…. الملازم والملاحق لي في كل جزئيات حياتي…
أحدثك عن الروتين… القاتل الصامت.. سارق المتعة والألوان..
هل لي بأجوبة لديكِ عن نصر عليه؟
عزيزي القارئ: لمجرد اعترافك بوجود قاتل ممتص للمتعة بحياتك فهذا بحد ذاته نصف الإنجاز، دعني الآن أقدم لك بعض ما استخلصه العلم لمشاهدتك على النصف الآخر…
إذا كنت مغرماً بنفس الروتين القديم، فقد يكون الوقت قد حان لتجربة شيء جديد.
كل ما قد وجد الآن قبالة ناظريك هو لمساعدتك وهو ما يمكنك القيام به بسهولة بغض النظر عن المكان الذي تعيش فيه، وحتى لو بمزانية مالية ضيقة.. لا يهم.
جرب أحد هذه الأشياء الجديدة اليوم، وستكون سعيداً بذلك…
1. تحرك من جغرافية مكانك… أي غير المكان المعتاد عليه فهذا سبب لكي تكتشف معالم جديدة وأشياء جديدة.
2. جرب تعلم عشر كلمات أو عشر عبارات إذا كانت ذاكرتك تتقبل الأمر ولكن… بلغة جديدة، ماذا عن الإيطالية أو البرتغالية أو اليابانية مثلاً.
3. جرب مصداقة دفتر يومياتك وشاركه أحداثك ومواقفك التي سارت معك طوال اليوم… أظن أن التجربة ستكون ممتعة.
4. حسناً.. ما رأيك في تجربة مأكولات جديدة لم يسبق لك أن جربتها؟
5. سيكون لطيفاً لو استمتعت برفقة كتاب أو رواية شيقة ومثيرة لدماغك.
6. قل مرحباً لأحد الجيران الذين لا تتحدث معهم عادة، ستكون تجربة مفيدة لكسر حاجز الروتين.
7. أتوقع أنك بحاجة لتجربة تغير شكلك الخارجي، لا بأس ببعض الألوان الجديدة (سيكون جميلاً تجربة الأزرق أو البرتقالي أوووو).
8. كن صديقاً ودوداً لتمارينك الرياضية.. ستحبها صدقني.
9. أدخل إلى عالمك الجديد صديقاً مختلف عن مفاهيمك القديمة، سيحدث أثراً طيباً بحياتك.
10. تحدث إلى ذاتك حديثاً محبباً لطيفاً ودوداً مغموراً بالحب والثناء والشكر العميق لها على كل ما قدمته لك.
حسناً أظن أن ما قدمته لي قد يكون مفيداً ولطيفاً، ولكن من منا لا يحب كسر الروتين وهذا الوحش المرعب؟ ولكن هناك شبح أعظم منه قد يغتالنا بسرعة أكبر هل سمعتِ بشبح القلق.
طبعاً.. ومن منا لم يحاور القلق في معظم تجاربه؟ لطالما عانى البشر من نفس المشاكل، أنت لست وحدك، فقد ناضل الناس مع ذات المشكلة لسنوات طويلة؟
في كل يوم يسيطر على ملايين الأشخاص مشاعر غامرة من الخوف والقلق، ويخرجون من السعادة والحياة على الجانب الآخر.
خلقنا للتغلب على العقبات وللنجاح ولم نخلق للفشل، تذكر هذه العبارة دائماً.
الشعور بالقلق والروتين والإرهاق هو جزء طبيعي من الحياة ،لأن عدم توافر هذه البينات دليل على خلل في الحياة، من دون القلق والروتين لن يخلق مجال للإبداع والتفكير لتجاوز الأمر… فكر بها.
لدينا القدرة على السيطرة على أفكارنا، بشكل رهيب وعدم ترك سياق العمل لها لتسيطر علينا.
تذكر دائماَ تتغير الأشياء بسرعة عندما تبدأ في فعل شيء ما، ربما تشعر بالإرهاق بالشروع في العمل ولا تعتقد أن لديك الطاقة أو الوقت لإنهائه، ابدأ بالسماح لنفسك باللعب خارج كل سيناريو سلبي ناتج عن مشروع فاشل.
توقف هناك…
اجلس على أريكتك المفضلة، تناول شرابك اللذيذ بكل حب، ولا تجعل هذه الأفكار تغمرك في الواقع، عادة ما تزيد الأمور سوءاً، عندما تدعها تسيطر عليك.
الأشخاص الناجحون هم الذين يفهمون أن كل تجربة جيدة كانت أم سيئة هي قيمة تضاف إلى خبرة ليس أكثر…. فكر بالأمر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن