رياضة

بفوز وحيد.. سلة الجيش تنهي مشاركتها في غرب آسيا

| مهند الحسني

لم تكن مشاركة سلة نادي الجيش في بطولة غرب آسيا موفقة على صعيد النتائج الرقمية على أقل تقدير، لكون الفريق مني بثلاث خسارات قاسية لم تكن تخطر على البال، وإن كنا على يقين سابق بأن الخسارات كانت متوقعة أمام أندية تتفوق علينا بكل شيء، غير أننا لم نكن نتوقع أن تكون قاسية وبفوارق كبيرة، لكون فريقنا يضم ستة لاعبين يعتبرون بمنزلة العمود الفقري للمنتخب الأول، وهم في جاهزية عالية، ورغم كل ذلك لم يتمكن الفريق من أن يكون نداً قوياً، لكن وكما يقال إن لكل شيء أسباباً ومسببات، فإن خسارات سلة الجيش لم تأت من عبث، فهناك أسباب كثيرة ساهمت فيها يأتي في مقدمتها عدم تمكن الفريق من ضم لاعب أجنبي لصفوف الفريق، رغم أن الإدارة حاولت بشتى الوسائل الممكنة توفير رعاية لهذا اللاعب، غير أن محاولاتها باءت بالفشل، وتقرر مشاركة الفريق معتمداً على لاعبيه المحليين، إضافة إلى أن الفريق لم يتحضر لبطولة قوية سوى بضعة أيام نظراً لضيق الفترة الفاصلة بين انتهاء التزام لاعبي الجيش مع المنتخب، وانطلاقة مباريات البطولة، حيث لم يتمكن مدربه خالد أبو طوق من خلق توليفة منسجمة بين لاعبي الخبرة والشباب، وكان الفريق أمام فرصة تاريخية للحصول على نتائج أفضل، لو نجح في ضم لاعب أجنبي، وامتلك مقومات التحضير المثالي، الذي يوازي حجم البطولة وقوتها، وظـروف إعـداد أفضل مما قدم إليه.

نظرة فنية
الخسائر في هذه البطولة ليست مقبولة تحت أي تسمية، فأن تلعب وتخسر فذلك أفضل بكثير من أن تكون صيداً سهلاً.
ولكن لا بد أن نسأل أنفسنا! على من كنا قادرين على الفوز ولم نفز.
على الأندية الإيرانية المتطورة، التي تعد أحد معاقل اللعبة آسيوياً، أم على الأندية اللبنانية لو شاركت والتي تصرف على أنديتها ما تعجز منظمة الاتحاد الرياضي العام عن صرفه.
فهل يصدق ويتصور البعض أن تكلفة الدوري الإيراني وصلت الموسم الماضي إلى ثلاثين مليون دولار، إضافة إلى أن المعسكرات الخارجية والمباريات القوية لأنديتنا ومنتخباتنا باتت ضرباً من ضروب المستحيل في ظل الشح المادي وضيق ذات اليد التي تعانيها رياضتنا.
لسنا مدّاحين لسلة الجيش، ولكننا في الوقت نفسه لن نكون من الجناة عليها، وعلينا أن نتحدث بواقعية، لأننا نؤمن بأن المقارنات تظهر المفارقات، وهنا ظلم كبير لممثلنا الجيش الذي كان أقل الأندية من حيث فترة التحضير، والإمكانات المادية، والمعسكرات الخارجية، والمباريات الودية، وكانت بداية مبارياته في البطولة جيدة لكن سرعان ما تظهر الفوارق بسبب المحترفين الأجانب.

لغة الأرقام
التقى الجيش في أولى مبارياته مع فريق بتروشيمى الإيراني بطل النسخة الماضية التي جرت في بيروت، وقدم فريقنا أداء قوياً في بداية المباراة، لكنه تراجع وخسر اللقاء بفارق عشرين نقطة (93-73).
في لقائه الثاني التقى مع صاحب الأرض والجمهور فريق نفط بغداد، وقد توسمنا أن يكون اللقاء ندياً لكن فريقنا لم يكن بمستواه المعهود، وكان محترفو نفط بغداد بمنزلة العلامة الفارقة، وخسر الجيش بنتيجة (88-60) وفي لقائه الثالث والأصعب أمام بطل الدورة فريق شميدور الإيراني مني الجيش بخسارة ثقيلة بواقع (80-55)، بينما نجح في مباراته الأخيرة بتحقيق الفوز على فريق قلنديا الفلسطيني بعد مباراة ظهر فيها فريقنا بصورة جيدة، وقدم أداء قوياً أشرك مدربنا جميع اللاعبين، وتمكن من الفوز بنتيجة (84-67).
وقد حل الجيش في المركز الثالث وضمن تأهله للنهائيات بعد القرار الأخير الذي أصدره الاتحاد الآسيوي بتأهل أربعة أندية فقط للنهائيات التي لم يحدد بعد مكانها وموعدها.

رأي
بعد نهاية مباراتنا الأخيرة بالبطولة اتصلت «الوطن» مع المدير الفني للفريق الكابتن أبي دوجي الموجود ببغداد، الذي أكد أن المشاركة مفيدة جداً، وكان هدفنا التأهل للمرحلة الثانية بالاعتماد على لاعبين وطنيين على الرغم من وجود لاعبين أجنبيين اثنين مع كل فريق.
جميع المباريات التي خضناها كانت بدايتنا جيدة وكنا نتقدم بالشوط الأول، ولكن يبقى اللاعب الأجنبي هو الفيصل الذي يساهم في هذه الفوارق الرقمية، وفي المرحلة الثانية من بطولة آسيا سنسعى بكل طاقاتنا لتوفير لاعبين أجانب مع الفريق، لأن المهمة ستكون أصعب وأقوى.

نداء
سلة الجيش باتت بين أقوياء القارة الآسيوية، واللعب في النهائيات لن يكون سهلاً، ويتطلب توافر كل مقومات التحضير المثالي الذي يوازي، فالعمل على التعاقد مع لاعبين أجانب يجب أن تبدأ الإدارة فيه خلال الأيام القليلة القادمة، والسعي لتوفير معسكر خارجي يتضمن مباريات قوية ومفيدة قبل مشاركته القوية، وإدارة نادي الجيش اعتادت أن تكون سبّاقة في توفير كل ما يلزم جميع فرقها لتظهر بصورة جيدة تليق بسمعة ناد كبير كالجيش.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن