رياضة

الإعداد النفسي الخاص لرياضة السباحة

| المدرب الوطني: قصي الماضي

تتضح أهمية الإعداد النفسي للسباح عند إجراء مقارنة بين سباحين يمتلكان المواصفات المهارية والبدنية نفسها عندها تكون الغلبة للسباح المميز بمستوى إرادي عال يعرف بالصفات الإرادية أو المعنوية، فالسباح المتمتع بتلك الصفات يكون قادراً على التركيز الأقصى والشديد لكل صفاته البدنية والمهارية والمعنوية خلال السباق، إذ يمكنه التغلب على الإجهاد وبمقدوره مجابهة المنافس محققاً أفضل الإنجازات الرقمية، وتبرز الصفات الإرادية بشكل أكثر تميزاً في مواقف السباقات منها في ظروف التدريب. نظراً لأن المسابقة ما هي إلا نوع من التدريب العالي الشدة في جوانب عدة (بدنية، مهارية، عقلية، معنوية) ويمكن تنمية الصفات الإرادية مثل (الصبر، المثابرة، رباطة الجأش، امتلاك زمام الأمور) والإصرار على تحقيق الهدف وذلك بعدة وسائل منها:
• الزيادة المتدرجة لمعدلات القوة، السرعة، التحمل بقصد تأخير ظهور التعب أو الإجهاد.
• محاولة تصعيب ظروف إنهاء المقطع الأخير من السباق للتدريب على تأخير ظهور التعب، وتنمية صقل التحمل.
• الابتعاد عن الحمل الزائد كي لا ينعكس على كفاءة ومقدرة أجهزة السباحين الفيزيولوجية.
• السعي للاشتراك المستمر في السباقات أياً كانت، رسمية، تجريبية، فالمسابقات هي المجال الحقيقي لتنمية الصفات الإرادية.
• خلق ظروف تدريبية وإن تعذر الأمر إجراء مسابقات تكون شبيهة إلى حد كبير بظروف المسابقات، كأن يتم القفز إلى الماء بواسطة صافرة من إذن البدء، ويتم قياس الزمن بواسطة ساعة زمنية معتمدة، والتدريب في مسبح له الشروط والمواصفات نفسها التي ستجرى عليها مسابقات البطولة المقبلة.
• تهيئة ظروف في التدريب أصعب من تلك التي تحدث في المسابقات كأن تقطع المسافة المطلوبة بزمن أقل من تلك التي تحدث في السباق المعتاد أو أن تقطع المسافة المطلوبة باستخدام أثقال خفيفة أو مقاومات مختلفة.
• استخدام أساليب نفسية تعتمد على التصور لمراحل سير السباق، والتحليل العميق لجميع ظروف السباق والبطولة بما فيها خصائص الفريق التابع له السباح، وكذلك الفريق المنافس والخطة المستخدمة من جانبنا في البطولة والمواقف المستجدة عليها وإمكانية معالجتها، وإيجاد الطرق الكفيلة للتغلب عليها.
• على المدرب تنمية الصفات الإدارية في كل المواقف بصورة عامة، فعلى السباح أن يقوم بتحديد مستوى قدراته الحالية والمتوقعة وإمكانياته المحتملة خلال المسابقة التي سيشترك فيها، وتشاوره مع المدرب في استخدام الأسلوب الخططي المناسب وما هو المطلوب منه لتحقيق الرقم المفروض تحقيقه، وهنا نشير إلى عدم جواز نقد المدرب للسباحين خلال عملية الإحماء قبل المسابقات نظراً للحالة الانفعالية الشديدة الموجودة لدى السباح، وبدلاً من التوجيه يمكن استخدام أسلوب المتابعة الذاتية من السباح لنفسه ومدى التزامه بتنفيذ البرنامج التدريبي اليومي الموضوع له أم لا، فالنقد الدائم يهدم القدرة والابتكار والإبداع لدى السباح.
– إن الصفات الإدارية مثل امتلاك زمام الأمور ورباطة الجأش تعتبر قواعد راسخة لإمكانية الممارسة للرياضة طوال مدى حياة السباح الرياضية فهذه الصفات تساعد على التركيز في اهتماماته وتوجيه عواطفه والمحافظة على هدوئه وطمأنينته تحت كل الظروف، ويعتبر سلوك السباح وتصرفاته وأفعاله في مختلف المواقف أمراً بالغ الأهمية في جميع الأمور المتوقع حدوثها أو المفاجئ منها إذ يجب عدم تجاوز انفعالاته لتصل إلى حد غير مقبول أو زائد. ولذلك يجب على السباح الالتزام والتمسك بالصبر وبتمالك النفس والسيطرة على هدوئه وعدم الانجرار نحو الانفعال.
• وهنا تجدر الإشارة إلى أن السباح المميز فراس معلا كان يستخدم أقصى طاقاته البدنية والمهارية والوظيفية للأداء بأعلى مستوى إنجاز ممكن، ويستطيع إبعاد وتحييد كل العوامل التي تؤثر فيه بشكل سلبي قبل وأثناء وبعد المسابقات. ولديه القدرة على التكيف بأدائه في مختلف الظروف والأجواء، ويقنع نفسه بأن الحالة المناخية لن تكون سبباً في عدم أدائه بالشكل الأمثل، كما أنه يصغي لكل توجيه فني ويلتزم فيه، ويستطيع الخروج من أي حالة نفسية قبل المسابقة، لذا فهو يعتبر خير مثال يحتذى به ورمزاً لكل سباح ورياضي، فهو حالة رياضية خاصة فهو ما زال حتى الآن يتدرب ويستعد للمشاركة في بطولات العالم للماسترز القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن