سورية

الفوضى والقتل العشوائي يخيمان على المدينة … «قسد» تطبق «شريعة الغاب» في الرقة

| وكالات

باتت مدنية الرقة الخاضعة لسيطرة «قوات سورية الديمقراطية- قسد» مدينة «منكوبة» في ظل غياب سلطة القانون وانتشار القتل العشوائي والانتقام المضاد بشكل يومي، وتطبيق مسلحي «قسد» لقوانين «شريعة الغاب» السورية، بحسب وكالة «سبوتينك» الروسية للأنباء.
وقالت الوكالة في تقرير لها: إن القتل العشوائي المتصاعد في الرقة وسيادة شريعة الغاب، جعل حالها كما المثل الشعبي الشامي: «الطاسة ضايعة»، حيث ازدادت في الآونة الأخيرة جرائم القتل الكيفي التي يقوم بها مسلحو «قسد».
وذكرت، أن دورية من قوات «الأسايش» التي تعتبر الذراع الأمنية لـ«قسد»، قامت أمس الأوّل، بقتل الشاب صدام فواز الكليب من أبناء عشيرة «الوهب» والبالغ من العمر 25 عاماً من دون أسباب واضحة، ليتبع عملية القتل هذه إطلاق نار كثيف وأصوات انفجارات في أحياء المدينة.
وبعد مقتل الشاب، قام أقرباؤه بمهاجمة دورية لـ«قسد» واشتبكوا مع مسلحيها وطعنوا أحدهم، ليتم نقله إلى المشفى، وتبعه أحد أقرباء الشاب المقتول على يد مسلحي الدورية إلى المشفى، وأجهز عليه.
وأكدت «سبوتنيك» أن رئيس مخفر «الأسايش» في قرية الكالطة شمال الرقة لقي حتفه أيضاً الثلاثاء الماضي نتيجة انفجار قنبلة يدوية أثناء عبثه بها.
وأوضحت، أن أحد مسلحي «قسد» ويدعى غانم الزعيتر قام بقتل رفيقه من عشيرة «الغيار» بسبب مشاجرة عابرة وقعت مؤخراً، بينما قتل الاثنين المدعو حسن الفريح وهو أحد عناصر الاستخبارات التابعة لـ«قسد» من مجهولين بالقرب من مكاتب السيارات على دوار حزيمة.
وذكرت الوكالة، أن اشتباكاً وقع منذ ثلاثة أيام بين مسلحين من «قسد» على أثر طلب البطاقة الشخصية في أحد الحواجز التابعة لهم في مزرعة الغسانية شرقي الرقة، أدى إلى إصابة أحد مسلحيها إصابات خطرة.
وأكدت، أن الكثير من هذه المشكلات تقع يومياً في مدينة الرقة لأن أكثر من نصف مسلحي «قسد» من أنباء المحافظة كانوا من مسلحي ميليشيا «الجيش الحر» قبل انتقالهم إلى تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، ثم إلى تنظيم داعش الإرهابي.
وأوضحت ان هذا هو سبب الخلافات الدائمة بين مكونات «قسد» وبروز سمات الانفلات والتهور في استخدام السلاح.
واستولت «قسد» على مدينة الرقة في منتصف تشرين الأول من العام 2017 بعد عقد «التحالف الدولي» المزعوم الذي تقوده واشنطن والداعم لـ«قسد» صفقة مع داعش قضت بخروج الأخير منها دون قتال إلى دير الزور لمقاتلة الجيش العربي السوري.
ومنذ منتصف شهر كانون الثاني الماضي، ثارت العشائر العربية في ريف الرقة الجنوبي الغربي ضد «قسد» وأحرقت مقراتها ومقرات القوات الأميركية المحتلة بعد طردهما من المنطقة، إثر قيام «قسد» بقتل شاب وطعن ثلاثة آخرين من أبناء العشائر.

وبحسب الوكالة، فإن «قسد» دفعت بقوات «الأسايش» وبمسلحين مما يسمى «لواء أويس القرني» الذين قاتلوا ضمن صفوف ميليشيا «الحر» وداعش والذين أعادت القوات الأميركية المحتلة دمجهم في صفوف «قسد»، للتنكيل بأبناء الرقة من العشائر العربية، حيث تم تطويق الريف الغربي للمدينة واعتقال أكثر من 1500 من أبناء تلك العشائر تعرض معظمهم للتعذيب الوحشي.
ومنذ ذلك الحين بدأت المقاومة الشعبية ضد «قسد» وأدواتها، تأخذ منحى جديداً تجلى في عمليات التفجير المتكررة التي تعرضت لها، على حين اتبعت «قسد» سياسة الاعتقال والقتل والتعذيب نفسها الذي كان ينتهجها تنظيما «النصرة» وداعش الإرهابيان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن