سورية

ترقب بياناً أممياً باسم غوتيريس بخصوص الجولان المحتل اليوم … الجعفري لـ«الوطن»: قيمة قرار ترامب تساوي «صفر» وأنهى دور أميركا كوسيط سلام

| الوطن

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، أن الأمين العام للمنظمة الأممية أنطونيو غوتيريس وجّه بإصدار بيان ضد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بـ«سيادة» كيان الاحتلال الإسرائيلي على الجولان العربي السوري المحتل باسمه شخصياً، على أن يتم إصداره اليوم، وأكد الجعفري أن قيمة قرار ترامب من الناحية القانونية تساوي «صفر»، وهو أنهى من خلاله دور أميركا كوسيط سلام.
وأمس، التقى الجعفري، في نيويورك، مع غوتيريس، وأبلغه بموقف الجمهورية العربية السورية الرافض والمندد بتصريحات ترامب، وطلب الجعفري من الأمين العام للأمم المتحدة، «إصدار موقف رسمي لا لبس فيه»، يؤكد من خلاله على الموقف الراسخ للمنظمة الأممية تجاه قضية الاحتلال الإسرائيلي للجولان العربي السوري، مشدداً على أن الشعب السوري مجمع اليوم وأكثر من أي وقت مضى على رفض الموقف الأميركي وعلى التصدي للاحتلال الإسرائيلي للجولان المحتل بكل الوسائل الممكنة والتي يقرها القانون الدولي والشرعية الدولية. وأكد الجعفري، لـ«الوطن»، أنه «كان واضحاً جداً عدم اتفاق غوتيريس مع ما خرج من واشنطن بخصوص الجولان»، وأكد الأمين العام للجعفري، «أن الدبلوماسية لا تمارس بالتغريدات على تويتر ولا ترد الدول على ذلك بتغريدات مضادة».
وقال الجعفري: إن غوتيريس أكد له أنه هو من وجه الناطق باسمه بإصدار البيان الأممي بخصوص الجولان يوم الجمعة الفائت، كما وجه الأمين العام وبحضور الجعفري بإصدار بيان ثانٍ باسم الأمين العام للأمم المتحدة، على أن يتم إصداره اليوم.
واعتبر الجعفري أن «مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر ميؤوس من دوره بحكم كون رئاسته فرنسية، وفرنسا تشارك الأميركيين عدوانهم العسكري والسياسي والإنساني على سورية وكانت طرفاً في العدوان الثلاثي على سورية في 14 نيسان 2018»، وتابع: «أرسلت رسالة رسمية شديدة اللهجة باسم الحكومة السورية إلى رئيس مجلس الأمن أبلّغه بموقف دمشق وطالبت المجلس باتخاذ الإجراءات بموجب الميثاق وأحكام القانون الدولي».
وقال الجعفري: «آثرنا أن لا نقدم شكوى في مجلس الأمن حتى لا تعقد جلسة ويحرفوا الموضوع عن اتجاهه ويضعفوا مرجعية القرار 497 لعام 1981، لأن نواياهم غير سليمة والرئاسة فرنسية ألمانية وهم أعداء لسورية بالمطلق».
وحول حقيقة الحديث «الإسرائيلي» عن تثبيت اعتراف ترامب بـ«سيادة» كيان الاحتلال على الجولان العربي السوري أمس خلال زيارة نتنياهو إلى واشنطن، قال الجعفري: «نعم سيقومون بذلك»، لكنه أكد أن قيمة قرار أميركي كهذه تساوي «صفر»، وأضاف: «لا أثر قانونياً للاعتراف الأميركي، لكنه تصعيد خطير فهو أنهى دور الأميركيين كوسيط سلام ولم يعد هناك ما يسمى وسيط أميركي نهائياً، وما خرج عنهم هو إعلان حرب كونهم يسقطون الإجماع الدولي القانوني على مفهوم سيادة الدول»، وأردف: «الهاجس يكمن في أن تشجع واشنطن أتباعها الصغار على الذهاب في الموقف نفسه من الجولان السوري المحتل وتضغط عليهم سياسياً في عملية التصويت على مشاريع قرارات الجولان في المحافل الدولية، وعلى الرغم من أي تغيير إن حصل لن يؤثر على النتيجة النهائية المؤيدة لسورية الجولان».
وأشار إلى أن «توقيت القرار الأميركي حالياً، يأتي نظراً للمشاكل الكثيرة التي يواجهها ترامب في الداخل الأميركي، الأمر الذي يجعله بحاجة لمساندة كاملة من اللوبي اليهودي المالي والإعلامي، علاوة على أن ترامب يدغدغ مشاعر الملايين من مؤيديه المتطرفين في صفوف الإنجيليين ممن يعتقدون بأن تلبية مطالب إسرائيل هي واجب ديني»، وأوضح «أن المحامي الخاص لترامب اعترف ضده وكذلك كل من طردهم ترامب من وظائفهم يقفون ضده، ولديه مشاكل داخلية كثيرة، وهو يحتاج رضا اللوبي اليهودي لحلها».
كما لفت إلى أن ترامب، يريد إيصال رسالة إلى اللوبي اليهودي بأنه «يحارب روسيا وإيران في سورية».
واعتبر الجعفري، أن أهم ما في المشهد الحالي هو الربط بين موضوع الجولان والوضع في شمال شرق البلاد، فميليشيات «قوات سورية الديمقراطية -قسد» تطالب دمشق الاعتراف بالإدارة الذاتية قبل الشروع في مفاوضات، أي إنهم يريدون مع حلفائهم الأميركيين فرض سياسة «الأمر الواقع»، والبيان الأميركي بخصوص الجولان تحدث أيضاً عن «الأمر الواقع»، وهناك شيء في الدبلوماسية اسمه «الأمر الواقع» أي الاعتراف بواقع مزيف وليس بالحق أو القانون».
وأصدرت «قسد» مؤخراً بياناً طالبت فيه الاعتراف بما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية كأمر واقع، كشرط للدخول في حل سياسي للأزمة السورية!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن