عربي ودولي

تهدئة هشة في غزة.. والمقاومة: «معادلة النار بالنار قائمة» … الحكومة الفلسطينية تدين العدوان وتطالب المجتمع الدولي بوقفه

| فلسطين المحتلة - محمد أبو شباب - وكالات

يسود قطاع غزة تهدئة هشة أعلنتها الفصائل الفلسطينية وصمت عنها الاحتلال الذي لم يعلن رسمياً الموافقة على التهدئة التي ترجمت عملياً بوقف المقاومة الفلسطينية إطلاق رشقات من القذائف الصاروخية على المستوطنات بدءاً من صباح يوم أمس.
وبدورها أدانت الحكومة الفلسطينية عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة المحاصر مطالبة المجتمع الدولي بوقفه.
وأوضح المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان أمس نقلته وكالة «وفا» أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بظل الحصار الجائر منذ 12 عاماً ومواصلة قصفه والغارات عليه جزء من حربه المفتوحة على الشعب الفلسطيني.
وطالب المحمود المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والتحرك الفوري لوقف عدوان الاحتلال على القطاع.
ومن جانبه طالب مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر.
ونقلت وكالة «وفا» عن منصور قوله: إن نحو مليوني فلسطيني يعيشون تحت الحصار الإسرائيلي في غزة في ظل مواصلة الاحتلال اعتداءاته عليهم وتعريض حياتهم للخطر، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال صعدت من عدوانها في الساعات الماضية واستهدفت المناطق السكنية بمئات الصواريخ وكثفت وجود قواتها العسكرية على أطراف القطاع مع التهديد بالعدوان.
وطالب منصور بمحاسبة قوات الاحتلال على قمعها مسيرات العودة وكسر الحصار في القطاع الذي أدى إلى استشهاد 273 فلسطينياً وإصابة أكثر من 30 ألفاً آخرين بجروح بينهم إعاقات مستديمة، مشيراً إلى أن تقرير مجلس حقوق الإنسان الأخير أكد أن «إسرائيل» ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
ودعا منصور المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف اعتداءات الاحتلال الوحشية على الشعب الفلسطيني مشدداً على ضرورة قيام مجلس الأمن بواجبه بإلزام «إسرائيل» باحترام القانون الدولي وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
من جانبه قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف لــ«الوطن» إن: الفصائل الفلسطينية استجابت لجهود القاهرة والأمم المتحدة وقررت وقف إطلاق النار مع الاحتلال طالما التزم الاحتلال بالتهدئة، وأن معادلة الرد بالرد ما زالت قائمة.
وأشار خلف إلى أن الاحتلال يتحمل تبعات التصعيد وعمليات القصف العدوانية التي طالت القطاع المحاصر.
وقالت مصادر محلية فلسطينية: إن طائرات الاحتلال نفذت أمس الأول وأمس أكثر من 50 غارة جوية، استهدفت خلالها مباني سكنية ومقرات أمنية ومدارس تعليمية ما أدى إلى تدميرها، وسط تنديد فلسطيني باستمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وقد ردت المقاومة الفلسطينية على العدوان وقصفت بعشرات القذائف الصاروخية المستوطنات التي تقع في غلاف قطاع غزة، والتي أعلن عن تعطيل الحياة فيها أمس خوفاً من الهجمات الصاروخية الفلسطينية، كما واصل جيش الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية للقطاع ونشر العشرات من الدبابات والمدرعات على مقربة من القطاع.
على صعيد متصل قال وزراء في كيان الاحتلال: إنهم لم يوافقوا على التهدئة في غزة في ظل الهجمات المستمرة من الفصائل الفلسطينية، مؤكدين في الوقت ذاته أن الساعات القادمة ستحدد مسار التهدئة في غزة، وهدد وزراء الاحتلال بقصف أهداف جديدة في القطاع.
وكشفت وسائل إعلام عبرية عن شروط وضعها الاحتلال للاستجابة للتهدئة، وهي وقف مسيرات العودة والإرباك الليلي والتعهد بعدم الاقتراب من السلك الزائل مع فلسطين المحتلة عام 48 خلال مسيرة مليونية الأرض والعودة التي ستنظم السبت القادم، إلا أن هذه الشروط قوبلت بالرد وتم إطلاع الوفد الأمني المصري عليها.
بدورها اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي التي أعلنت عن حالة الاستنفار في صفوف عناصرها أن أي تهدئة لا تتضمن وقف العدوان بالكامل ورفع الحصار لن تلتزم بها قوى المقاومة، لافتة إلى أنها لن تخضع لأي معادلات جديدة يريد الاحتلال فرضها، وأنها جاهزة كما كل القوى المقاومة لأي حماقات قد يرتكبها الاحتلال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن