ثقافة وفن

«ملامح من حياة منذورة للكفاح» … الدكتورة نجاح العطار وذاكرة سورية في البقاء والثبات .. سيرة من التمسك بالمبادئ الراسخة في الثقافة السورية

| إسماعيل مروة

مضت في رحلة الدكتورة نجاح العطار، وهي في مواقع عليا في الثقافة والأدب.. مواقع صنعتها ببلاغتها ولغتها وتفوقها، وأخرى صنعتها برؤيتها الثقافة الثاقبة التي حددت المفاصل في الثقافة وعملت فيها على تعزيز الثقافة السورية الحضارية والعربية الماثلة بوضوح بعيداً عن الآنية والمصلحية النفعية الشخصية.. وما كان لنا أن نعرف هذه الرحلة المفعمة بالعمل الجاد والدؤوب لولا ما حفظته لنا الدكتورة العطار في الذاكرة الفردية والجمعية على السواء، لتظهر أن الحياة وإن تبدلت ملامحها تبقى رحلة موقف، قد يعبر عنه بوسائل شتى، لكنها في النتيجة النهائية تفصح عن الشخص وقناعاته التي يحملها من بيئة وأسرة ووطن.

العنوان دلالة ومحتوى
إن سعدت بلقاء الدكتورة العطار والاستماع إليها فستعرف ذلك المخزون اللغوي والبلاغي والحضاري عندها، هذا المخزون الذي لا يعرف غير الحب والانتماء والأصالة وسيلة للتعبير عن الذات، ولا إجهاد للنفس في البحث عن لغة أو تعبير، لأن الموقف واللغة من مكونات روحها وذاتها.
وقد اختارت لكتابها الأخير صدوراً عنواناً معبراً ولافتاً «ملامح من حياة منذورة للكفاح» فهي بداية ملامح من حياة وليست الحياة كلها، والملامح يراها المتابع، لأنها ليست كتابات أو استعراضات، بل ملامح التقطها أصحابها من إعلاميين وأدباء في لقاءات كانت مع السيدة الدكتورة في مختلف مراحل الحياة، وفي المواقع المتعددة التي شغلتها وأنارتها.
أما هذه الحياة التي تمثل اللقاءات بعض ملامحها، منذورة للكفاح، والنذر يكون طوعاً من الإنسان فهي بصدق انتمائها ومعرفتها وإيمانها قامت برهن حياتها ونذرتها للكفاح من أجل سورية وثقافتها، وكان لها ما أرادت، وتقبلت سورية نذرها بقبول حسن، وهل أصدق من هذا العنوان، وهذه الحياة تستمر في مختلف المنعرجات والمراحل منذ عقود، شهد جيلي منها أربعة عقود من الثقافة والوعي، ضمت هذه العقود أهم المنعطفات وأكبر المخاطر في تاريخ سورية الحديث من مواجهة الإخوان في ثمانينيات القرن العشرين إلى الحرب الكونية على سورية والمستمرة منذ عام 2011؟
وفي كل مرحلة من المراحل بقيت الدكتورة العطار على نذرها، وأعطت المثال الوطني الثابت الذي لا تغمره دهشة ما يجري، ولا ينساق إلى حدث طارئ، لأنها نذرت هذه الحياة لوطن، ولم تشأ أن تغير في نذرها أو تبدل، وكتبها الكثيرة الصادرة من قبل ترصد هذه المسيرة، والكتاب اليوم يستدعي الشهود.

صورة المحتوى
أهمية هذه الملامح في أنها ليست من رصد صاحبها وحده في رحلته الطويلة الغنية، بل هي رصد مشترك لا يخضع لرغبة الإنسان وحده، فهي حوارات، والحوارات فيها آخر، هذا الآخر يجهز، ويتابع، ويحرص على الإحراج، ويريد سبقاً، ويريد كشفاً، سواء كان هذا الآخر سورياً أو غير سوري، سواء كان الآخر في مجلة فكرية متخصصة تهتم بالشأن العميق ثقافياً وفكرياً أو كان صحيفة سياسية يومية يشكل الحوار فيها نوعاً من المتابعة السياسية الآنية، وفي كل هذه الحوارات كانت رؤية الدكتورة العطار المنذورة للكفاح هي هي، تشبه كلماتها، وتتمثل رؤاها التي انطلقت منها، وقد توزعت هذه الملامح جغرافياً ورؤيوياً على ثلاثة وخمسين لقاء كانت موزعة بشكل أنيق، وبمعدل حوار سنوي في قضايا السياسة والثقافة والفكر، وهذا يحمل دلالة مهمة، وهي إن الدكتورة العطار، والتي يطلب منها، وحتى اليوم حوارات لغنى التجربة،ونصاعة اللغة والصورة، ومصداقية الرحلة تعزف عن الحديث بمناسبة وبغير مناسبة، وكم من مبتدئ يمكن أن يجري هذه الحوارات عددياً في عامين ويراها قليلة! أقول عددياً لأنني لن أدخل في إطار الغنى المعرفي فهذا أمر محال أمام أديبة لغتها مزامير داود، وتجربتها الوطنية والسياسية هي نذر كما نذر إبراهيم عليه السلام لا يتحول ولا يتغير.

من الهامش إلى العمق
حين تتولى الدكتورة العطار وزارة الثقافة، وهي من أوائل السيدات العرب اللواتي كلفن بمنصب عالٍ تنهال عليها الحوارات، وطلبات الحوار وتشير الدكتورة في مقدمتها إلى أن هذه اللقاءات التي أجريت حاولت التركيز على الجانب الخاص أولاً، ومن ثم انطلقت من الهوامش إلى العمق، وخاصة بعد اكتشاف المحاورين من أي بلد أو منشأ تلك الخبرة الكبيرة وتلك الأديبة المتفردة التي كانت خياراً ضرورياً لثقافة سورية وعربية.
«بدأ صحفيون كثر يقبلون عليّ من سورية ومن البلاد العربية يريدون أن يعرفوا ما لم يكونوا يعرفون عن حياتي الخاصة – يعرفونني كاتبة وليس أكثر- ومن كثرة ما طرحوا من أسئلة متشابهة في المرحلة الأولى رأيت أن أختصر ما أمكن من الإجابات حتى لا يكون هناك تكرار»
والتحول في الحوار رصدته الدكتورة العطار وسجلته:
«هذا كان في البداية ثم تتالت المقابلات، وتغير نمط الأسئلة إلى حد كبير حين بدؤوا يكتشفون حجم المهمة التي أنهض بها في إطارها الثقافي والسياسي والاجتماعي. والإنجازات التي تحققت لذلك احتفظت بمعظمها لأنني وجدت أنه من المفيد أن أضعها بين يدي القراء للتعرف على جزء من تجربة طويلة».
في هذا التقديم حديث عن منهج إعادة نشر الأحاديث، لأن أحدنا قد يفتقد حديثاً أو جزءاً إن كان متابعاً أو يملك أرشيفاً، فالمسؤول شخصية عامة خدمية أكثر منه شخصية خاصة، ومن هنا تشير الدكتورة إلى أنها لم ترفض أي نوع من الأسئلة، فمن حق الصحفي والمجتمع أن يعرف الشخص الذي يتولى مسؤولية ما، ولكن ليس من حق المسؤول أن تتضخم أناه، فيعيد نشر القضايا الشخصية بقضّها وقضيضها على الناس ليؤكد أهميته في موقعه، من هنا كانت فكرة الاختصار والتواضع لصالح القضايا الثقافية والسياسية والاجتماعية، ومجمل الإنجازات.. فالحوارات والكتاب وثيقة مرحلة مهمة في تاريخ سورية زادت عن ربع قرن، ويجدر بنا أن نعود إليها لنناقش ما تم إنجازه، وربما ما بني عليه، والحكم على المسيرة العلمية فيما إذا كانت قد تطورت، وبني على ما تم إنجازه، أم إنه لم تتم الاستفادة من مجمل ما تم إنجازه، والعودة إلى نقطة الصفر!
وهذه الإشارة الذكية تعطي مؤشراً للصحفي في الاعتناء بالقضايا العامة على حساب الخاصة، لأن القضايا العامة هي التي تبقى من فكر المسؤول وعمله في الشأن العام «لقد مكثت بالفعل في منصبي وزيرة للثقافة أمداً طويلاً سمح لي بتحقيق منجزات حقيقية في ميادين الثقافة عامة، وكان ذلك برعاية كريمة متواصلة، ومتابعة موجهة من القائد الراحل، حدّد فيها مفاهيمه الواعية لمعنى الثقافة، ولدورها الكبير في حياة الأمم»
وفي هذا المقطع المقتطف من المقدمة تظهر قضايا عديدة ما كانت لتصدر عن شخص آخر غير الدكتورة العطار:
– التواضع، والإقرار بأن الإنجاز الذي يتحدث عنه المثقفون عن مرحلتها ليس وليد صدفة، وليس إعجازاً، فبداية تحدد الحقبة الطويلة التي قضتها وزيرة للثقافة وهي التي جعلتها تنفذ مشروعاتها ورؤاها الثقافية.. وكأنها تجيب كل من يعجب من إنجازاتها بأن، ذلك يعود لطول المدة والطمأنينة، وهذا صحيح لكنه مع الدكتورة العطار وحدها، فكثيرون هم الذين قضوا مدداً طويلة في موقع ما، ولكنهم لم يقدموا ما قدمته، ولم يقدموا جزءاً يسيراً منه، لأنها استطاعت أن تحدد نوعاً من التطابق بين الشخصي والعام وهما الثقافة والأدب.
ربطت الدكتورة العطار النجاح بتلك التوجيهات والتوجهات التي كانت تستلهمها من القائد الراحل، وتقوم هي على تنفيذها وتعزيزها، وفي هذا المجال نقف عند حسن التنفيذ، وعند الإخلاص في تحقيق الرؤى التي حددها من أجل الثقافة ودورها المجتمعي هذه الرؤى التي استطاعت أن تغير من النظرة إلى الثقافة وأهميتها لا تتأتى الضرورة لثقافة لا تقطع مع الماضي، ولكن لا تتضمنه، بل تكون استمراراً متغيراً متطوراً له.. نعترف لقد همشت الثقافة في حياتنا أمداً طويلاً ولم نكن بقادرين على شدة إيماننا بها على الخروج من مأزق تهميشها..».
الحال في الواقع الثقافي كان تهميشاً واختلافاً في الرؤى، ومن هنا تأتي صعوبة النهوض بالفعل الثقافي، وهذا باختصار مجمل إنجاز الدكتورة نجاح العطار في الخروج من مأزق الثقافة والارتقاء بها في معارج متنوعة.

مستلزمات الأدب
وللثقافة رسالتها ومستلزماتها، وكذلك للأدب، فالأدب رسالة تحمل الفن، وتحمل هموم الوطن، لذلك تحدد الدكتورة العطار مهام الأدب المتغيرة من حال إلى حال، ففي أوقات السلم والرخاء تختلف مهام الأدب عن تلك التي يجب أن تتوفر في أيام المحن والحروب، وفي حديثها تعرض لما تعرضت له سورية من حروب مع العدو الصهيوني، وإلى مؤامرات تعرضت إليها سورية، وبما أن المنصب الثقافي له دوره ويقوم على ما ذكرت سابقاً على توجيه سياسي لخدمة الوطن، فإن المهام التي يتطلبها الظرف مختلفة، وما أحوجنا اليوم إلى قراءة هذه الرؤية ومعرفتها واستيعابها وسورية تتعرض لحرب لا جدال فيها، ولا يختلف عاقلان على مؤامرتها وبُعد غاياتها وأهدافها، وليس من حق الأديب أن يبتعد عن معالجة قضايا الناس والوطن.. في أيام المحن وأيام النضال لا يستطيع الكاتب أن يكتب على هواه كما لا يستطيع أن يعيش على هواه، على الصعيد العملي يلزم كإنسان بأمته التي تحارب أو ستحارب، وعلى صعيد الكلمة يلتزم بها أيضاً ويتبنى قضاياها، ويدع ما يرضيه لما يرضيها، وكما يحمل البندقية يحمل الكلمة، يريدها أن تكون النار التي تشعل الفتيل، والمهاد الذي عليه يعيش المحارب في الخط الأول.
أما أن يلهو عن ذلك كله وباسم الفن، بشكليات الفن، ويدع التعبير متأثراً بتيارات نشأت في مجتمعات مخالفة، وأن ينكفئ على الذات، ويتنرجس حولها، ويسير في طريق مسدود لا يحمل رؤيا أصيلة، ولا يرتبط بالخط النضالي، فإنه بذلك يحكم على نفسه بالتخلف والضمور وقد تخلف هذا الأدب، وضمر وشحب الآن».
ما أحوجنا اليوم لاسترجاع هذا النص المقتطع من كتاب الدكتورة العطار، لأنها تقدم رؤية واضحة في دور الأدب وأهميته، وضرورته في معركة الوجود عند المعركة أو الاستعداد للمعركة، والوطن والأمة لا يقبلان من الأديب صمتاً ولا ضموراً ولا ابتعاداً، ولا يقبل من الأديب أن يهرب إلى فكرة الفن للفن، بل الفن لرسالة وغاية، وقد كانت هذه الرسالة واضحة، ووصلت في النهاية إلى تحذير الأديب نفسه من أنه إذا اعتمد الفن والهروب والانكفاء فإن أدبه يضمر ويفقد قيمته ودوره، وبالتالي يفقد بريقه ولا يسير بصاحبه إلى سدة الخلود والبقاء الأدبي.
الكلمة رصاصة، والأدب بندقية، ولا مجال للإنسان الأديب أن يختار مذاهب ومدارس ليهرب من أداء واجبه نحو وطنه..
إن الحاجة لمثل هذا النص والرؤية ماسة في أيامنا، فإذا كان الأديب ملزماً وملتزماً بالابتعاد عن الفن للفن، وملزماً بالانخراط في قضايا أمته وعدم الانكفاء، فمن باب أولى نجده ملزماً بالانخراط في مقاومة أي ح رب أو مؤامرة، ويمكننا أن نجري جردة بسيطة اليوم لنكتشف أن الأدباء تخلوا عن مهامهم، ولم ينكفئوا على أنفسهم فقط، بل انحازوا ضد الأوطان، خالطين بين أمة وأشخاص، وزاعمين أن المصالح الذاتية الخاصة لهم يمكن أن تتحول إلى قضايا أمة، فأشعلوا الفتيل بالوطن كرمى لمصالحهم، والأدهى أن عدداً من هؤلاء الكتاب والمثقفين كانوا جزءاً من السلطة، ووراء كثير من المصائب! وشتان ما بين الكاتب الذي تحدثت عنه د. العطار وهو جندي بكلمته في المعركة ضد العدوان وبين ذاك المثقف الذي تحول إلى رصاصة في صدر الوطن مهما كانت الأسباب والجهة.
إن هذا الفهم والتحديد الذي تقدمه الدكتورة العطار هو الذي كان وراء إنجازات واستقطاب للمثقفين، حتى غير السوريين منهم.

من الهم الثقافي
إن هذه الملامح هي خلاصة عقود لذلك نأخذ أمثلة بعينها تعطي المنظور الذي تحدده الدكتورة العطار، وذلك بهدي القيادة السياسية ودعمها كما أشارت في المقدمة، والإجابة تظهر دون أدنى شك هذه الرؤية المتوافقة بين القيادة والجهة التنفيذية، والتي ما كانت لتكون لولا وجود رؤية لدى المعني بالتنفيذ، وهنا المقصود السيدة الوزيرة «لننشر الثقافة أولاً، ولنمكن الناس من وسائل تلقيها وممارستها، وعندئذ يتكون في المجتمع وعي ثقافي يلعب دوره التقدمي بغير شك، المهم أن ننزل شعار الثقافة للنخبة، ونرفع شعار الثقافة للجماهير».
وفي هذا المقطع المقتطف من أحد حوارات الدكتورة العطار، والذي اخترته بعناية نجد أن الجهة الثقافية الوصائية لا تتنازل عن دورها، ولا تتهرب من مسؤولياتها، فالمطلوب من الجهة المسؤولة أكبر مما هو مطلوب من الجماهير بكثير، ويتمثل ذلك باتباع إجراءات تتولاها الدولة لتصبح الثقافة جماهيرية، ويتحول المجتمع إلى مجتمع مثقف.. ولو تمت متابعة هذه السياسة الثقافية لأصبح المجتمع مثقفاً ومتنوراً وما كان بالإمكان أن نجد فكراً متطرفاً وبعيداً عن التنوير.

ملمح حضاري
ولأن الثقافة مظهر حضاري، فإن مفهومنا يتسع عند الدكتورة العطار، فهي حضارة وتحضير للمجتمع، لذلك لم تكن الثقافة كتاباً يقرأ، بل ظاهرة اجتماعية وفنية وقيمية، منقول عن المسرح والسينما ما يؤكد موشورية الرؤية الثقافية وعمقها «نوافذنا المشرعة على الحضارة الإنسانية كثيرة وكبيرة ومنها نافذتا المسرح والسينما، إن العزلة الثقافية لا تخلق مناخاً صحياً للعقل الثقافي السليم، بل إن هذه العزلة هي شر ما يمكن أن تصاب به أمة».
إجابة واضحة وصريحة لدور الفنون المسرح والسينما، وليست الثقافة بالعزلة، والعزلة هنا كما أفهمها من حديث ا لدكتورة العطار ليست بالحصار والابتعاد القسري، وإنما بعزلة قد تفرضها الثقافة نفسها أو الجهة الوصائية، حينها تعود الثقافة إلى اجترار ذاتها، والنكوص إلى ثقافة مجتمعية سائدة يتم استخراجها من جديد لتكون مشوهة وغير قادرة على مسايرة الركب الحضاري.
إن الثقافة هي نوافذ مشرعة كما تراها، وهي مشروع متكامل للتفاعل مع الآخر، مع الفعل الحضاري في شتى الميادين السينمائية والمسرحية وغيرها.

خلاصة التجربة
من الصعوبة بمكان أن يتم تلخيص أو اختصار أو استيعاب رحلة ثقافية فنية استمرت عقوداً، والمختار منها زاد على خمسمئة صفحة، ولكن المطلوب منا أن نعود إلى هذا الكتاب، وإلى أرشيف الأحاديث لنستخلص الأسباب التي جعلت الدكتورة العطار في رؤيتها منارة ثقافية وأدبية، والسبل التي انتهجتها في رفع السوية الثقافية مستهدية برأي القيادة ودعمها، وذلك مستمر بثقة الرئيس بشار الأسد ودعمه لمشروع الدكتورة العطار لتطبيقه على أرض الواقع بغية جعل الثقافة فعلاً جماهيرياً، بل وتحويل الجماهير من متلق إلى فاعل ثقافي في ضوء ما يتلقى من نور وتنوير وثقافة.
رحلة تشاركية مع الآخر المحاور الذي يسأل أو يتهم أو يشاكس أو له غرض يريد من خلاله أمراً ما، تدونها الدكتورة العطار وتتركها وثيقة للأجيال القادمة للدلالة على الثقافة السورية ومكوناتها خلال عقود ماجت بالأحداث، وكان بالإمكان أن تحقق لسورية أبعاداً مختلفة لو أن التعاقب أورث سياسة متوازنة تجاه الثقافة تتمم ولا تلغي، فلنقف عند هذه الأحاديث التي آمل أن يتم تتويجها بحديث طويل يمثل سيرة حياة الثقافة لأديبة عميقة صاحبة رؤية، شاركت ورسمت وعاشت سورية وثقافتها وتحولاتها وبقيت ثابتة لا تغير قناعاتها في الثقافة والأمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن