رياضة

شخصية الحكيم

| محمود قرقورا

عندما حقق المدرب أيمن حكيم نتائج لافتة خلال رحلة التصفيات المونديالية الفائتة قلت إن النتائج التي سجلها منتخب سورية لا يحققها كبار مدربي العالم مقاطعة مع نوعية اللاعبين والظروف والإمكانيات، فماذا نريد أكثر من التعادل مع أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وإيران والفوز على الصين وأوزبكستان وقطر وكلها منتخبات الصف الأول، فضلاً عن امتلاك الشخصية والهيبة!
تلك النتائج لم تكن مترافقة مع العروض هذا صحيح، ولكن تحقيق إحدى معادلتي الأداء والنتيجة حد أدنى مطلوب في عرف اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وهذا افتقرناه في الإمارات خلال نهائيات العرس القاري السابع عشر عندما لم نفك رموز فلسطين وعندما انخفض الأداء للحضيض أمام النشامى الأردنيين، فكان الخروج من الباب الخلفي لعرس القارة الصفراء وسط حالة استياء جماهير الكرة في بلدنا التي لم تهضم حتى الآن ما حدث.
في الأمس القريب ساءت نتائج المنتخب الأولمبي وتنبأ المتابعون بخيبة كروية جديدة فتم الاستغناء عن المدرب حسين عفش وتصدى أيمن حكيم للمهمة بظروف صعبة، فالمعنويات منخفضة والوقت لا يسمح، ولكن الصدمة كانت إيجابية، فالودية القوية مع إيران حملت فوزاً أزال الهم ورفع المعنويات لخوض معترك التصفيات بكل قوة.
هناك في الكويت حقق أولمبيونا فوزاً ضرورياً على قيرغيزستان كان وقوداً ضرورياً لمواجهة المستضيف الأزرق الكويتي ونجح الأولمبي بامتياز، وأمام الأردن كنا قريبين من خطف النقاط الثلاث، ولكن النقطة بالنهاية كانت كافية لنكون من بين أفضل المنتخبات التي احتلت المركز الثاني وهكذا تأهلنا للأهم بانتظار المهم.
مرة أخرى ينجح الحكيم في فرض نفسه بقوة ليرد على المشككين، ومرة أخرى يحقق المطلوب بظروف قاهرة.
ومرة جديدة يكسب الرهان.. والآن نتطلع بشغف للنهائيات القارية تحت 23 عاماً ومن حقنا التفكير بالتأهل لأولمبياد 2020 في طوكيو، وهذا لم يتحقق بأرض الملعب خلال محاولاتنا كلها، ونعتقد أن التنافس على لقب القارة ليس مستحيلاً إذا ما توافرت معسكرات الإعداد والمباريات التجريبية النوعية وهذا ما نأمله ونطمح إليه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن