عربي ودولي

شابتها أعمال عنف خلفت 4 قتلى.. وجرت وسط قلق أردوغان من خسارة مدن كبرى … أكثر من 57 مليون شاركوا في الانتخابات المحلية التركية

| رويترز – روسيا اليوم – سانا

بدأت الانتخابات المحلية التركية أمس في وقت ساور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القلق من خسارة حزبه «العدالة والتنمية» في عدد من المدن الكبرى التي ستؤثر بصورة كبيرة في الوضع في تركيا اقتصادياً وسياسياً.
وقام أكثر من 57 مليون ناخب بالإدلاء بأصواتهم أمس في الانتخابات المحلية وهي أول انتخابات من نوعها بعد إقرار النظام الرئاسي، وقد شابتها أعمال عنف خلفت 4 قتلى وأكثر من خمسين جريحا في جنوبي شرقي تركيا.
وفي ظل انكماش الاقتصاد في أعقاب أزمة العملة العام الماضي عندما فقدت الليرة ما يزيد على 30 بالمئة من قيمتها، بدا بعض الناخبين على استعداد لمعاقبة أردوغان.
خاقان ناخب يبلغ 47 عاماً قال بعد تصويته في أنقرة: «ما كنت سأصوت اليوم في حقيقة الأمر لكن عندما شاهدت مدى فشلهم قلت ربما حان الوقت لتوجيه ضربة لهم (حزب العدالة والتنمية)، الجميع غير راضين، الجميع يعانون».
وأغلقت صناديق الاقتراع أبوابها أمس في تمام الساعة 17:00 بتوقيت اسطنبول في جميع ولايات البلاد، وسيتم الإعلان عن نتائج الانتخابات عقب رفع اللجنة العليا للانتخابات حظر نشرها على وسائل الإعلام. وبحسب المعطيات الأولية، فقد وصلت نسبة المشاركة في المدن التركية الكبيرة لحوالي 80 بالمئة.
وأدلى الناخبون بأصواتهم في 194 ألفاً و390 صندوقاً انتخابياً، موزعين على جميع أنحاء ولايات تركيا الـ81، لاختيار القائمين على الإدارات المحلية للولايات والأحياء والقرى في البلاد، لولاية مدتها 5 سنوات.
ويخوض هذا السباق 1389 مرشحاً عن 12 حزباً سياسياً بمن فيهم مرشحون مستقلون، للظفر برئاسة 30 بلدية مدينة كبرى، و51 بلدية مدينة، و519 بلدية أحياء ضمن المدن الكبرى، و403 بلديات أقضية و386 بلدية ناحية.
كما انتخب الأتراك أمس مخاتير آلاف الأحياء والقرى، و227 ألفاً و624 عضواً للمجالس المحلية وهيئات المخاتير في البلديات.
وكان زعيم «حزب العدالة والتنمية» أردوغان، أكثر الساسة تجوالاً قياساً بسابقيه في الولايات التركية، حيث نظّم خطابات جماهيرية في 57 ولاية و14 قضاء خلال 48 يوماً من إطلاق حملته الانتخابية.
وتشير معظم استطلاعات الرأي إلى أن حزب أردوغان الذي سبق أن وصف هذه الانتخابات بأنها مسألة «حياة أو موت» سيمنى بخسارة كبرى في أنقرة إلى جانب إمكانية خسارته في اسطنبول وعدد آخر من المدن الرئيسية ما يعني إمكانية تلقيه ضربة قاصمة في ظل انكماش اقتصاد البلاد وسياسات قمع الحريات التي يتبعها النظام التركي بحق شعبه مضافاً إليها دعمه للإرهاب في سورية.
وفي السياق ذاته أكدت صحيفة «دي فيلت» الألمانية وجود «حالة من الرعب» والقلق بين صفوف «حزب العدالة والتنمية» من الهزيمة في الانتخابات وقالت: الأجواء السائدة بين صفوف الحزب الحاكم في تركيا قبيل الانتخابات البلدية ليست الترقب فقط كما هو معتاد ولكن الرعب والقلق خوفاً من هزيمة مدوية.
ويخوض حزب أردوغان الانتخابات داخل «تحالف الشعب» الذي يجمعه بحزب الحركة القومية مقابل «التحالف الوطني» المعارض ويتألف من حزب الشعب الجمهوري أبرز أحزاب المعارضة، وحزب الخير على حين حزب الشعوب الديمقراطي ثالث أكبر حزب من حيث عدد النواب في البرلمان لم يعين مرشحين في اسطنبول وأنقرة وإزمير في خطوة لدعم تحالف المعارضة.
وفي غضون ذلك ألقت أعمال عنف في جنوبي شرقي تركيا بظلالها على الانتخابات، وقال متحدث باسم حزب السعادة الإسلامي الصغير: إن عضوين بالحزب، وهما مسؤول في مركز للاقتراع ومراقب للانتخابات، قتلا بالرصاص في إقليم ملطية، وأشارت تقارير إعلامية إلى أن السلطات ألقت القبض على شخص. وفي ديار بكر، ذكر مصدر طبي أن شخصين أصيبا أحدهما في حالة حرجة بعد أن تعرضا للطعن خلال شجار بين مرشحين.
واتخذت الحكومة إجراءات أمنية مكثفة ونشرت 553 ألفاً من أفراد الشرطة وقوات الأمن لتأمين الانتخابات.
ووصف أردوغان الانتخابات بأنها خيار وجود لتركيا وانتقد منافسيه وقال: إنهم يدعمون الإرهاب بهدف إسقاط البلاد، وحذر من أن مرشح المعارضة إذا فاز في أنقرة، فإن السكان «سيدفعون الثمن».
ونفى معارضوه هذه الاتهامات وتحدوا وصفه للانتخابات بأنها مسألة بقاء وقالوا: إن أردوغان قاد البلاد إلى الوضع الراهن.
وقال كمال قليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري خلال تجمع انتخابي في اسكي شهر: «ما هي مسألة البقاء؟ إننا ننتخب رؤساء البلديات، ما علاقة هذا ببقاء البلاد»؟
وفي إشارة إلى أردوغان، قال قليجدار أوغلو: «إن كانت هناك مسألة بقاء في تركيا، فإنها بسببك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن