ثقافة وفن

الفارس عدنان عزام يتحدث لـ«الوطن»عن رحلته الجديدة من دمشق إلى موسكو … هدفي إيصال حقيقة صورة وصوت سورية إلى العالم بعيداً عن الإعلام المعادي

| هيثم يحيى محمد

الكاتب والفارس المتألق عدنان عزام قرر أن يخوض (مغامرة) جديدة بعد نحو ثلاثين عاماً على مغامرته الأولى التي استمرت أربع سنوات من الترحال على ظهر فرس عربي أصيل من بلد لآخر.. الرحلة (المغامرة) الجديدة ستكون أيضاً على ظهر فرس عربي أصيل وخط سيرها هذه المرة دمشق- موسكو مروراً بالعراق وإيران ولمدة ثمانية أشهر حاملاً معه وطنه بصمود شعبه وبسالة جيشه وشجاعة وحكمة قائده في حربه وانتصاره على الإرهاب وداعميه.
كيف ولدت فكرة هذه الرحلة؟ وما أهدافها وأبعادها؟ وما الصعوبات والعقبات المتوقعة على امتداد خط سيرها؟ وأسئلة أخرى كانت محور لقائنا الصحفي مع السيد عزام. فماذا كانت إجاباته قبل أيام قليلة على الانطلاق؟
التحرك على الساحة العالمية

كيف بدأت فكرة رحلتكم على ظهر جواد بعد هذا العمر وبعد أكثر من ربع قرن على رحلتكم الأولى؟
رحلة الإنسان هي رحلة عطاء منذ البداية وحتى النهاية أو اللانهاية لأن الإنسان ينتهي جسداً لكن تبقى أفكاره حية والترحال إحدى أدوات نقل المعرفة ومن خلاله يمكن تقديم الأفكار والحجج والثقافات، فالترحال فكري وسياسي ووطني وهو وسيلة للتفاعل مع العالم الذي لا يسمح بالفراغ ونحن في سورية وللأسف ليس لنا حضور على الساحات والمنابر العالمية فالدبلوماسي السوري لا يكفي وحده لإعطاء فكرة عن بلده ولا بدّ من خلق جيش شعبي إعلامي ودبلوماسي للتحرك على الساحة العالمية وأنا أقوم كفرد بذلك لكن لابد من رعاية الدولة لمشروع كهذا.. ومن جهتي فكرت بمشروع هذه الرحلة منذ عام 2017 بعد أن تأكدت من نصر محور المقاومة، وسورية التي هي عماده أو أحد أركانه، على الإرهاب حيث قررت أن أضع كل خبرتي التي حصلت عليها في رحلتي الأولى بداية الثمانينيات وكان لي شرف وداع القائد الخالد حافظ الأسد عند انطلاقتي بها من دمشق.. والتي تراكمت بعد ذلك خلال الرحلة وبعدها لكي أوصل صوت سورية إلى العالم فسورية معروفة في كل العالم لكنهم في الإعلام المعادي وغيره يقدمونها كما يريدون (دولة مفككة وفاشلة – دولة حروب- دمار.. إلخ).
نحن نريد أن نوصل عنها للآخرين كما نعرفها منذ عشرات السنين، فهي دولة الأبجدية والحضارة والشعب المبدع الذي عرف كيف يصنع لنفسه مكاناً على رقعة شطرنج العالم رغم قلـّة مساحة بلده وقلـّة عدد سكانه.. سورية رغم الواقع الذي تعيشه موجودة على كل محطات الإعلام العالمية ومن خلال هذه الرحلة نريد أن نوصل صورة سورية وصوتها شعباً وجيشاً وقيادة كما هي وكما نعرفها وليس كما يقدمها أعداؤها.. أما بالنسبة للعمر فأنا أعتبر نفسي أنني ما زلت في الثامنة عشرة من العمر، ولدي الرغبة الجامحة والمثابرة لأعيش كل التجارب التي من خلالها أستطيع أن أخدم بها وطني، أنا إنسان وطني وهذا كل ما يهمني.

التفاعل مع شعوب الدول المؤيدة
ما الأهداف والأبعاد الرئيسيّة لرحلتكم الجديدة من دمشق إلى موسكو مروراً بالعراق وإيران؟
أنت تعرف أنه في العراق كما في إيران وروسيا هناك العديد من التيارات التي تحاول أن تشوّش على العلاقة بين هذه الدول وبلدنا سورية وخاصة في إيران وروسيا، يعني هناك العديد من التيارات الإيرانية والروسية المعادية للسياسة الرسمية الإيرانية والروسية بالوقوف في الخندق السوري أو إلى جانب سورية، لأنه يوجد العديد من اللوبيات التي لها علاقة بالصهيونية والإمبريالية العالمية، وهذه حقائق وأرقام وليست تعليقات بروباغاندية إعلامية، كل من يريد التأكد من ذلك بإمكانه الدخول إلى عالم النت والبحث عن هذه الأرقام وهذه اللوبيات.

وأريد من خلال السفر والترحال إلى العراق وإيران وروسيا، التفاعل مع شعوب هذه الدول المؤيدة لسورية وإعطائها دفعاً للاستمرار بمواقفها لنقول لهم إن الشعب السوري يقدر مواقفهم وللقول لهم إنهم اتخذوا القرار الصحيح بأنهم لو لم يأتوا إلى سورية للحرب على الإرهاب على الأرض السورية لكانوا وجدوا أنفسهم مضطرين لمحاربته على أرضهم لأن من يعرف ويقرأ السياسة الإمبريالية الصهيونية يعرف تماما أن إيران والعراق وروسيا دول موضوعة على لائحة الحرب المقرر شنها عليهم كما هي تشن الآن على سورية.
يعني عندما اتخذت قيادات الدول هذا القرار لم يكن للوقوف إلى جانب سورية فقط وإنما كان للدفاع عن أراضيها، فأنا أريد التفاعل مع هذه التيارات وإعطائها جرعة كبيرة من المعنويات للاستمرار بهذا الموقف، وأريد أن أتواصل مع بعض العائلات التي فقدت شهيداً زوجاً أو ابناً على الأرض السورية وأن أحمل لهم هدايا من الشعب السوري وأقول لهم إن دماء أبنائهم هي دماء طاهرة ومقدسة اختلطت بدماء أبناء سورية.
فيلم سورية أسطورة صمود

ما أهم مايتضمنه برنامج الرحلة من البداية حتى النهاية؟
برنامج الرحلة سيكون التواصل مع أكبر عدد من الناس.. من الأفراد من المؤسسات الثقافية والاجتماعية والسياسية على طول الطريق من دمشق إلى موسكو.. معي فيلم (سورية أسطورة صمود) باللغة العربية وباللغة الفارسية (الإيرانية) واللغة الروسية، سأحاول عرضه في كل الأماكن المتاحة وكما قلت في السؤال السابق الالتقاء بأسر الشهداء والالتقاء بكبار المسؤولين في هذه الدول، سيكون لي الشرف الكبير لو استطعت لقاء الرئيس العراقي وسماحة المرشد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام علي الخامنئي أو الرئيس الإيراني، وسيكون لي شرف لقاء الرئيس بوتين وإهدائه الفرسين العربيتين الأصيلتين اللتين سأصل بهما بإذن اللـه إلى موسكو في شهر تشرين الأول أو تشرين الثاني القادمين.
ما الصعوبات والعقبات التي تتوقعونها على امتداد خط سيرها؟
بالتأكيد سيكون هناك بعض الصعوبات اللوجستية، ولكن أنا بطبعي لا أفكر بالصعوبات، بقدر ما أفكر بالحلم الكبير وبالرحلة التاريخية التي سأقوم بها بإذن الله، وبالصبر والمثابرة يتحقق كل شيء، فنحن بالتأكيد نفكر بهذه الأمور الإيجابية وبالجانب الإيجابي للرحلة وسنتغلب بإذن اللـه على كل الصعوبات.

رعاية عدة جهات
من الجهات الراعية والداعمة لكم لإنجازها؟
أحيي من القلب وأشكر كل الجهات الراعية والداعمة لهذا المشروع وأولها القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي ممثلة بالرفيق هلال هلال الأمين العام المساعد والدكتور مهدي دخل اللـه رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام المركزي وكل الرفاق أعضاء القيادة المركزية من دون ذكر الأسماء… لأن هذا الدعم هو دعم كبير بالنسبة لي، ويدل على أن حزب البعث العربي الاشتراكي منفتح على الأنشطة الشبابية أو الاجتماعية أو أنشطة المجتمع المحلي، ولديه الرغبة بالعودة أو بالاستمرار بالعمل في صفوف الجماهير.
الداعم الثاني هي الجمعية السورية للخيول العربية الأصيلة وعلى رأسها الرئيس الفخري باسل جدعان وأيضاً وزارات الخارجية والسياحة والإعلام والزراعة ومحافظة دمشق ونادي المحافظة والعديد من الشخصيات الوطنية ورجال أعمال وثقافة وفكر ومنهم أنت الأخ العزيز الإعلامي هيثم يحيى محمد ولكل هؤلاء الشكر الجزيل.

جاهزون للانطلاق السبت القادم.
هل استكملتم كل التحضيرات اللازمة للانطلاق في العشرين من الجاري؟
نعم أنا جاهز للانطلاق في هذه الرحلة يوم العشرين من نيسان الحالي من الساحة الرمز ساحة الأمويين من أمام السيف الدمشقي ومن أمام مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الوطنية ومن مواجهة قاسيون القمة الشامخة التي من خلالها نرى القمة الأكثر شموخاً وهي مقام الرئاسة السورية التي باركت هذه الرحلة وبشكل رسمي على الفرسين العربيتين الأصيلتين نيازك الشام وأماني الجولان..
وهنا أشير إلى أن نيازك الشام قدمتها وزارة الزراعة وأماني الجولان قدمتها مزرعة عبدالله السدّه وسيكون معي في الرحلة سيارة مرافقة عليها أعلام الدول التي سنمرّ بها ومقالات إعلامية وبيان صحفي عن الرحلة بلغات الدول التي سنمر بها وسوف يرافقني كل من عبد اللـه الأحمد من وزارة الزراعة ووسيم المحمد من القيادة المركزية لحزب البعث.. حيث سيقوم وسيم بتصوير الرحلة وتوثيقها.
وهنا أقول أتمنى أن يحضر الكثير من السوريين إلى ساحة الأمويين في العشرين من هذا الشهر لنكون معاً قبل الانطلاق ونغني الأناشيد الوطنية التي سيقدمها كورال نادي محافظة دمشق وفرقة العاديات من السويداء.. كما أتمنى أن يحضر فريق سورية العالم من طرطوس أم الشهداء التي كان لي شرف إطلاق مشروع (سورية العالم) منها وأن نخلق في وداع هذه الرحلة حلماً جماعياً يصبّ في مصلحة الوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن