شددت على أن شبه الجزيرة تمت إعادتها إلى الوطن وليس ضمها إلى روسيا … بوكلونسكايا: واشنطن تطبق سياسة ازدواجية المعايير بشأن الجولان والقرم
| مازن جبور
اعتبرت النائبة في مجلس الدوما الروسي، ناتاليا بوكلونسكايا، أن أميركا تطبق سياسة ازدواجية المعايير، فيما يخص الجولان العربي السوري المحتل وشبه جزيرة القرم، مؤكدة أن هذا الأمر «غير مجد ونابع عن قيادة فاسدة».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قالت بوكلونسكايا، حول الحديث الأميركي بأن إعلان الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بـ«سيادة إسرائيل» على الجولان المحتل سيعطي لروسيا الشرعية لضم شبه جزيرة القرم: «أريد أن أشدد أن شبه جزيرة القرم تم إعادتها إلى الوطن وليس ضمها إلى روسيا»، وأضافت: «القرم كانت وما زالت وستبقى أرضاً روسية».
واعتبرت، أن «هناك تطبيقاً لسياسة الازدواجية في المعايير، من خلال السماح لمجموعة من الناس بكل شيء ومنع مجموعة أخرى من فعل أي شيء، كذلك تقديم الحق لبعض الشعوب للتصرف وفق أهوائهم وتطبيق تشريعاتهم التي يريدونها، وعدم السماح لمجموعات أخرى بالتصرف بحقوقهم»، واعتبرت أن هذا الأمر «غير مجد ونابع عن قيادة فاسدة».
وأضافت: «للأسف الشديد نحن نرى تداعيات استخدام المعايير المزدوجة في أنحاء العالم، متماثلة حتى فيما يخص وضع الأطفال الجرحى نتيجة الصراعات».
وتابعت: «أعتقد أن أميركا ستواصل استخدام القرم في التصريحات الاستفزازية، وستستمر باللعب بهكذا أمر، ولكن ليس إلى وقت طويل، نظراً لأن الحياة المعاصرة لسكان شبه جزيرة القرم تمنحهم الحق في التعبير عن رأيهم بحرية».
يذكر أن ترامب أعلن في 25 آذار الماضي الاعتراف بـ«سيادة» كيان الاحتلال الإسرائيلي على الجولان المحتل، الأمر الذي لاقى رفضاً وتنديداً دولياً واسعاً وحتى من حلفاء الولايات المتحدة الأميركية.
وتترأس بوكلونسكايا وفداً يزور دمشق حالياً، ويضم كلاً من مساعدها إيفان سولافيوف، ونائب وزير الصحة في جمهورية القرم، نيكولاي دركاش، ومنسق لتوزيع الأطفال السوريين الجرحى في مستشفيات موسكو، ومنسق لتوزيع الأطفال الجرحى السوريين في مستشفيات سان بطرسبورغ.
وأشارت بوكلونسكايا في تصريحها إلى أنه تم عقد محادثات بين رئيس القرم سيرغي أكسينوف ووزير الاقتصاد والتجارة الخارجية سامر الخليل في وقت سابق، وتلقى رئيس القرم خلالها طلباً باستقبال نحو 50 جريحاً ومريضاً من الأطفال السوريين إلى شبه جزيرة القرم.
وقالت: «وأنا وعدت بتشكيل فريق عمل لزيارة سورية ومتابعة الموضوع، واليوم التقينا مع مدير عام مستشفى المجتهد واتفقنا على نقطتين اثنتين: الأولى، أن نأخذ معنا حالياً إلى روسيا الأطفال الذين هم في حالات صعبة للغاية والذين أوراقهم جاهزة من جوازات سفر وغيرها، والثانية، الجانب السوري سيقوم بإعداد الأوراق المطلوبة للأطفال الآخرين من أجل أن يتم إرسالهم إلى روسيا بعد اكتمال الأوراق».
وأوضحت بوكلونسكايا، أن الأطفال الذين سيتم أخذهم حالياً مع الوفد إلى روسيا، هم طفلتان، إحداهما لديها مشاكل في العيون، ومطلوب إجراء عملية جراحية تخصصية، والطفلة الثانية تحتاج لعملية جراحية في الأذن، ولفتت إلى أن أوراق هاتين الطفلتين وجوازات سفرهما وجوازات سفر المرافقين جاهزة ولذلك سيتم أخذهم فوراً.
وذكرت، أن هناك طفلاً مصاباً إصابة بليغة في رجله نتيجة انفجار وهو في حالة صعبة للغاية، لكن ليس لديه جواز سفر، وبينت أن الوفد يعمل وبالتعاون مع الجهات السورية لإعداد أوراقه بالسرعة القصوى لأخذه إلى روسيا مع الوفد.
وأضافت: إنه إن لم يتم التمكن من أخذه الآن فإن الوفد سيعود إلى سورية منتصف الشهر الجاري لاصطحابه إلى روسيا للعلاج.
وبينت بوكلونسكايا، أنه تم أمس الحديث مع مدير عام مستشفى المواساة عن عشرة أطفال آخرين ليتم إعداد أوراقهم وإرسالهم إلى روسيا للعلاج، وأكدت استعدادهم لمواصلة مثل هذا العمل والقيام بالإجراءات التي تسمح لهم بالقيام بمثل هذه الأعمال بشكل منتظم.
وأوضحت أنه بالنسبة للعسكريين السوريين الجرحى من جراء الحرب فهناك وفد آخر مسؤول عن مناقشة هذا الموضوع، وبينت أن القرم ستقدم قائمة بأسماء المنشآت والمراكز الطبية لديها، وأن الجانب السوري سيقدم قائمة بأسماء الجرحى وستتم متابعة الجهود للتوصل إلى النتائج المرجوة من ذلك.
ولفتت إلى أنه تم التوصل أمس إلى اتفاق مبدئي للتعاون بين مستشفى المجتهد وأحد الأطباء الروس المتخصصين وستتم متابعة البحث والتنسيق للتوصل إلى اتفاق نهائي.
وأشارت بوكلونسكايا إلى أنها قدمت اقتراح لمدير مستشفى المجتهد بأن يقوم الجانب الروسي بتوريد معدات ولوازم طبية كمساعدات خيرية لسورية.