رياضة

لهذه الأسباب استقال ثلاثة مدربين في دوري السلة

| مهند الحسني

من المعروف أن بناء كرة السلة وتطويرها يعودان لخبرة من يقودها من مدربين، فكلما كان الأساس متيناً كان البناء صالحاً وقوياً، لكن الأمر مختلف في سلتنا حيث ينظر البعض إلى المدرب كرجل مرحلة لا أكثر، ولا ينظرون إليه كركن أساسي ومهم في عملية التطوير، وعليه تقع مهام جسام أهم من حصد النتائج وتحقيق البطولات، لذلك نرى أن الثقافة الاحترافية في إدارات أنديتنا شبه معدومة، والمعالجات قاصرة وغير منطقية.

معالجات خاطئة
يقول الشاعر: (لكل شيء إذا ما تم نقصان) لذلك لابد من تسليط الضوء على بعض الهفوات والهنات التي شهدناها في دوري سلة الرجال هذا الموسم، التي تركت الكثير من إشارات الاستهجان لدى أهل اللعبة، وجل هذه الأمور يتعلق بموضوع عدم استقرار أغلبية مدربي أنديتنا، وعدم وجود خط دفاع عنهم، وعن حقوقهم، حيث شهد دوري الرجال تغيير ثلاثة مدربين دفعة واحدة، وهذا التغيير كان كافياً لظهور حالة عدم الاستقرار الفني في هذه الأندية، حيث استقال مدرب الحرية علاء جوخه جي، وتولى المهمة عماد شبارة، واستقال مدرب سلة النصر هيثم جميل، وتولى أشرف دركزلي، واستقال مدرب سلة الكرامة نضر الشيخ زين، وتولى تدريب الفريق خلفاً له المدرب نبيل فياض، ويبدو أن قضية المدربين، وكثرة التبديل والتغيير في هذه الفرق كانت أحد أهم مساوئ وسلبيات الدوري الحالي، وفي ذلك أسباب عديدة، وأغلبها أسباب غير مقنعة، وتعبر عن فقدان الثقافة السلوية الاحترافية التي تدعيها إدارات أنديتنا التي ما زال عملها عشوائياً بعيداً كل البعد عن مفهوم الاحتراف الحقيقي.

أسئلة بلا إجابات
وقبل الدخول في هذه الأسباب ثمة أسئلة باتت تؤرق بعض الغيورين على مدربينا، هل تساءل أحد من القائمين على اللعبة عن الأسباب الحقيقة لاستقالة هؤلاء المدربين؟ وهل فتش أحد المسؤولين عن سلتنا عن أسباب حالة عدم الاستقرار التي يعاني منها مدربونا بشكل عام؟ وهل سأل البعض أين دور لجنة المدربين في اتحاد السلة التي لم نر لها منذ أشهر طويلة أي شيء على أرض الواقع؟ ولماذا يتألق مدربونا في تجاربهم الخارجية على حين يكونون شماعة أخطاء أنديتنا المحلية والحلقة الأضعف؟

بدايات
البداية الخاطئة تؤدي دوماً إلى نتائج سوداء، وأغلب أنديتنا لم يفكر بشكل احترافي في اختيار المدرب، لذلك جاءت التبديلات في معظمها خاطئة، أغلب الأندية تبحث عن المدرب الأقل سعراً، لأنها لا تفكر بالمدرب الأكثر خبرة ونجاحاً في الدوري، وتفسيراً لهذه الحالات العشوائية إن إدارات أنديتنا الهاوية تعتقد أن أيسر الأمور إقالة المدرب، وأيسرها أيضاً التعاقد مع مدرب آخر، لذلك لابد من أن تغير الأندية من نظرتها إلى العملية الفنية وطريقة تعاطيها مع مدربينا باعتبارهم الأساس في كرة السلة، فإذا كان اختيارنا للمدرب صحيحاً ومنطقياً يتناسب مع الطموحات، يجب الصبر عليه، وتقديم كل وسائل الدعم له، وحتماً النتائج الجيدة سوف تأتي لاحقاً، وللأسف فإن بعض الفرق خسرت بعض مبارياتها عمداً لأنها تريد إزاحة المدرب.

النتائج
التغيير في فريق الكرامة كان بسبب ضغط الجمهور بعد خسارته أمام الحرية، ومع ذلك فالبديل لن يصحح المسيرة والتغيير في فريق النصر كان خاطئاً، والمفترض بإدارة النادي التمسك بالجميل حتى نهاية الدوري لكونه من خيرة مدربينا الوطنيين، وخصوصاً أنه قدم لنا فريقاً متميزاً منافساً، وهو أفضل من يقود النصر بالوقت الحالي، وحده فقط التغيير في الحرية كان نافعاً بعض الشيء لكن ما تم توفيره للمدرب الجديد كان يحلم به المدرب السابق، ما يعني أن هناك أموراً مبيتة.

خلاصة
لابد أن يكون للجنة المدربين دور مهم في الدفاع عن كرامة وحقوق المدربين من خلال إشراكها في عملية توقيع العقد بين المدرب وناديه، والواجب أن يتضمن توفير أبسط بديهيات العمل التدريبي له، ومنحه كل الصلاحيات اللازمة في انتقاء واستبعاد من يراه مناسباً من دون أي تدخلات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن