رياضة

المشاحنات في فريق كرة القدم

يعتبر العمل مع الفريق واحداً من أكثر الأمور صعوبة وتعقيداً في عمل المدرب، نظراً لما قد يظهر من مشاحنات أو منازعات شخصية بين اللاعبين والتي قد ترجع نتيجة لعدم الثقة أو الألفة بينهم وتكون مظاهر المشاحنات إما بشكل علني أو خفي حين يتبين للفرد وجود توتر في العلاقات بين الأشخاص ويتضح هذا من متابعته وملاحظاته لما يدور في العيون، أو لما يحدث من حالة عدم قبول وعدم رغبة في التعاون أو التدريب مع لاعب ما إلا إذا اضطرته الظروف لذلك، والمشاحنات العلنية أكثر حزناً وتمتد آثارها الجانبية حيث تشمل عدداً كبيراً من أفراد الفريق، غير أنها سريعاً ما تنتهي بتصفيتها وعلاجها بالحكمة والعقل. وفي هذه المشاحنات أو المنازعات ينقسم أفراد الفريق إلى جبهتين كل واحدة منها تؤيد طرفاً من أطراف النزاع الأمر الذي يترتب عليه تمسك كل جبهة بموقفها. وهو ما يؤدي في نهاية الأمر إلى حدوث التدهور والتصدع في تماسك الفريق مستعيناً في هذا العمل البنّاء بجهود وخبرات الأخصائي النفسي الذي يسعى إلى زحزحة أو خلخلة كل جبهة وإثنائها عن موقفها حتى يتمكن من توجيه طاقتهم والوصول للهدف المنشود.

المشاحنات بين المدرب والفريق!
المستهدف من إثارة هذه المشاحنات يكون المدرب بالذات، نتيجة لعدم مقدرته على التنسيق بين متطلبات واحتياجات الفريق وما يقابلها من إمكانات وقدرات أو بسبب عدم استطاعة المدرب الوفاء برغبات أو احتياجات الفريق كما قد تكون المشاحنات نتيجة لعدم مناسبة أسلوب المدرب القيادي لطبيعة الفريق وتكون النتيجة المترتبة على ذلك هي أن يوجه أفراد الفريق هجومهم وعدوانيتهم على المدرب وقد يصل مستوى المشاحنات إلى أعلى درجة والتي تبرز في حدوث مواجهة مباشرة بين اللاعبين والمدرب قد تصل إلى نقطة اللا عودة وفيها يكثف أفراد الفريق عدوانيتهم نحو المدرب. ويرجعون إليه السبب لعدم توفيقهم في المباريات بل قد تصل الأمور إلى ما هو أخطر من ذلك حيث تبلغ المعارضة حداً يتمثل في اتفاق جميع أفراد الفريق على تعمد الخسارة في أي مباراة وهنا يوصف النزاع بأنه وصل إلى درجة تمثل الخلل والانحراف في أخلاقيات اللاعبين.
وعلى المدرب أن يدرك أن علاج هذه المشاحنات لا يتم بسهولة بل يحتاج إلى فترات زمنية طويلة وجهود مستمرة لإحلال الجو العاطفي الإيجابي بين أفراد الفريق محل العدوانية والتوتر والانفعال وذلك بتجنب استخدام أساليب الكبت والقهر التي تؤدي عند استخدامها لنتائج عكسية بالمرة تتمثل إما في زيادة المعارضة أو زيادة في السلبية والخضوع.
ويعتبر توقيت نشأة أو ظهور المشاحنات على درجة كبيرة من الأهمية فإذا ظهرت المشاحنات أو النزاعات أثناء موسم المسابقات ولم يتوافر الوقت لحسمها فلن يتبقى للمدرب أو المسؤولين سوى بديل واحد يعتمد على كيفية الاختيار بين أقل الضررين والمتمثل في تدخل أحد الأطراف مثل الطبيب أو الأخصائي النفسي للقيام بالمساعي الحميدة للتقريب بين وجهات النظر وتحديد عوامل الاختلاف والتقريب لعوامل الاتفاق وفي أي الحالات يجب على المدرب الالتزام بالصبر والمثابرة ورباطة الجأش منعاً لتفاقم المشكلة حتى لا تصل إلى حد أكثر تدهوراً مما هي عليه في ذلك الوقت. وهناك أمثلة كثيرة وواقعية توضح وتُظهر مثل هذه النوعية من المشاحنات التي قد تظهر بين المدرب والفريق الذي يتولى تدريبه.
وقد ينشأ نزاع بين أحد المدربين المشهود لهم بالكفاءة والفريق الذي يتولى تدريبه نتيجة لعدم اتفاق أو انسجام اللاعبين مع الأسلوب الذي يتبعه هذا المدرب. وخصائصه الذاتية الشخصية فقد استلم هذا المدرب الفريق من زميل سابق كان على النقيض تماماً في أسلوب التعامل. إذ كان ملتزماً بالأسلوب الديمقراطي في التعامل مع اللاعبين. وبدأ اللاعبون في إحداث مناوشات مع هذا المدرب الجديد تمثلت في عدم موافقتهم على كل الملاحظات الفنية التي يبديها بشأن مستوى إعداد الفريق وما ترتب على ذلك من عدم رضا هذا المدرب على مستواهم لدرجة الإساءة إلى بعضهم، ونتيجة لتصرفات هذا المدرب سواء حدث انقسام لأفراد الفريق إلى جبهتين جبهة تؤيد وتنظر بعين الاحترام والتقدير للمدرب كرجل متخصص ومدرك لطبيعة عمله، بينما المجموعة الأخرى كانت مستاءة من هذا المدرب، بسبب إهانته لهم وكانوا يصفونه بعدم الكفاءة الفنية ويرجعون إليه تدهور نتائجهم. وهنا يتدخل المستشار النفسي ويستطيع توحيد طاقاتهم لتحقيق هدف الفريق.
المدرب الوطني قصي الماضي

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن