سورية

استبعد إعادة دمشق العلاقة مع الحركة … مرجانة: «حماس» تتبنى فكر «الإخوان المسلمين» وانحازت إلى الإرهابيين

| موفق محمد

استبعد رئيس لجنة العلاقات الخارجية والعربية والمغتربين في مجلس الشعب بطرس مرجانة، أن تعيد دمشق العلاقة مع حركة «حماس» الفلسطينية، لأن الأخيرة تتبنى فكر حركة «الإخوان المسلمين» الذي يريد إلغاء الآخر بالكامل.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال مرجانة: «هم (حماس) انحازوا إلى طرف الإرهابيين وزودوهم بكل اللوجستيات المطلوبة لهم خلال الأزمة، ووضعوا كل إمكانياتهم المتوفرة داخل سورية، وحتى جلبوا إمكانيات من خارج سورية ووضعوها في خدمة العصابات الإرهابية التي كانت تقتل الشعب السوري، فكيف يمكن أن آخذ قراراً بعودة العلاقة مع هذه الحركة، فهذا لن يحدث بالتأكيد».
ومع اندلاع الأزمة في سورية في منتصف آذار 2011، وقفت «حماس» إلى جانب الإرهابيين وشكل عناصر منها تنظيم «كتائب أكناف بيت المقدس» الإرهابي في مخيم اليرموك جنوب دمشق، كما انخرط عناصر منها في تنظيمات إرهابية أخرى في سورية ونقلوا تجربة الأنفاق في قطاع غزة إلى سورية، وذلك رغم احتضان دمشق لسنوات طويلة لقيادات الحركة ودعمها لها في المحافل الدولية العربية والإقليمية والدولية.
وعلى خلفية ذلك ساءت العلاقة بين دمشق والحركة وانقطعت العلاقة بين الجانبين وغادر في عام 2012 رموز الحركة سورية واتخذوا من تركيا وقطر اللتين دعمتا الإرهاب في سورية مقرا لهم.
وأول من أمس نقلت وكالة «سانا» للأنبا ء عن مصدر إعلامي، تأكيده أنه لا صحة لكل ما تتم إشاعته ونشره من تصريحات حول عودة أي علاقات مع حركة «حماس»، مضيفاً: إن موقف سورية من هذا الموضوع موقف مبدئي بني في السابق على أن حماس حركة مقاومة ضد «إسرائيل» إلا أنه تبين لاحقا أن الدم الإخواني هو الغالب لدى هذه الحركة عندما دعمت الإرهابيين في سورية وسارت في المخطط نفسه الذي أرادته «إسرائيل».
وتابع المصدر: وعليه فإن كل ما يتم تداوله من أنباء لم ولن يغير موقف سورية من هؤلاء الذين لفظهم الشعب السوري منذ بداية الحرب ولا يزال.
وترددت في العامين الماضيين أنباء عن وساطة إيرانية بين الحركة ودمشق، أكدها رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية السابق في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي في تشرين الثاني من العام 2017.
وقال بروجردي حينها رداً على سؤال وجهته «الوطن» له خلال زيارته إلى دمشق: «دائماً ندافع عن محور المقاومة وحركة حماس منها وأجرينا محادثات مع الحركة خلال السنتين الأخيرتين إن شاء اللـه فستسمعون عن نتائجها مستقبلاً».
وقال مرجانه: «حماس لها خط ولها سياسة ولها منهجية تختلف عن سياسات ومنهجية الحكومة السورية.. لها رؤية باتجاه معين والدولة السورية لها رؤية تختلف تماما عن رؤية حماس، ولا يمكن أن يكون هناك تقارب على الأقل في الوقت الحالي».
وشكك مرجانة أيضاً في أن يحصل تقارب بين دمشق و«حماس» في المستقبل «لأن منهجية حماس تختلف عن منهجية الدولة السورية وإستراتيجية «حماس» تختلف عن إستراتيجية الدولة السورية، وهذا الاختلاف لا يحمل أي إمكانية للتقارب بين الجانبين».
وأوضح مرجانة أن السبب الرئيسي في الاختلاف بين دمشق و«حماس»، يتمثل في أن الأخيرة تتبنى فكر حركة «الإخوان المسلمين» الذي يريد إلغاء الآخر بالكامل.
وأكد مرجانة، أن موقف دمشق المتمثل بعدم إعادة العلاقة مع «حماس» لن يؤثر في موقفها الداعم للقضية الفلسطينية ولنضال ومقاومة الشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه المشروعة.
وقال: «موقف دمشق مع الشعب الفلسطيني. مع استعادة حقوقه وعودته إلى وطنه الأساسي فلسطين، وهذا الموقف من حركة «حماس» لن يؤثر في موقف دمشق الثابت في داعم الشعب الفلسطيني، والشعب الفلسطيني يعرف بأن سورية دولة وشعبا وحكومة وقيادة هي معه وتناصره وتسانده في استعادة حقوقه العدالة وعودته إلى وطنه».
وأضاف: «سورية تؤمن بحق العودة للفلسطينيين، وحقهم بوطنهم الأساسي فلسطين، هذا موقف مبدئي للدولة السورية لا تتراجع عنه، ومن يؤيد مطالب وحقوق الشعب الفلسطيني فهو صديق للدولة السورية»، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني هو من يقاوم العدو الإسرائيلي وهو من يدفع الثمن.
وأعرب مرجانة عن اعتقاده بأن موقف دمشق المتمثل بعدم إعادة العلاقة مع «حماس» لن يؤثر في علاقاتها مع طهران، وقال: «نحن أعطينا حماس حجماً أكبر مما هي عليه.. سيطرتها على قطاع غزة هي سيطرة مؤقتة، فهناك حكومة فلسطينية يجب أن تكون هناك.. وبالتالي لا أعتقد أنه سيكون هناك خلاف مع طهران حول حماس».
وأضاف: «إيران تتحاور دائماً مع الحكومة السورية ولا تتخذ مواقف من الحكومة السورية أو من تصرفات الحكومة السورية. إيران هي دولة صديقة للدولة السورية وبالتالي حواراتنا معها لا تنطوي على خلافات و«حماس» لن تكون وسيلة للخلاف بين الدولة السورية وإيران».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن