رياضة

كأس الأمم الإفريقية بنسختها الثانية والثلاثين – مصر 2019 – 2 … المصريون يتقدمون الركب وللبقية نصيب

| خالد عرنوس

اثنان وستون عاماً هو عمر بطولة كأس الأمم الإفريقية التي انطلقت عام 1957 وتقام نسختها القادمة بعد أيام قليلة على الأراضي المصرية وقد أقيمت خلال 32 نسخة حفلت بالكثير من الأرقام والأحداث التي يعشق القارئ الغوص فيها وخاصة أنها من البطولات المحببة في الوطن العربي بسبب وجود بعض المنتخبات والنجوم العرب المشاركين فيها، ويتصدر الأشقاء المصريون الكثير من أرقام البطولة لاسيما أنهم الأكثر تتويجاً والأكثر حضوراً وقد كان المنتخب المصري من المؤسسين لها وحمل أول ألقابها ورغم بعض الهنات للكرة المصرية بين الحين والآخر وتفوق آخرين عليه في العقود الثلاثة الأخيرة إلا أنها استعادت زعامتها للبطولة وتقدمت معظم الأرقام عبر منتخبها الملقب بالفراعنة أو نجومها.. في السطور التالية نقدم بعضاً من هذه الأرقام.

مصر.. أم إفريقيا
مصر أم الدنيا.. هي العبارة الشهيرة للأشقاء الذين يتغنون بها تعبيراً عن تاريخها العريق ويمكننا إطلاقها على مسيرة أرض الكنانة في كرة القدم الإفريقية، فعلى صعيد الأندية تتقدم ركب المتوجين بكؤوس بطولاتها، أما على صعيد المنتخبات فالمنتخب المصري هو زعيم الكأس القارية حيث سبق له التتويج ببطولتها 7 مرات، ويكفي القول إن المنتخب المصري هو صاحب أول فوز في تاريخها وأول تتويج ولاعبه نور الدالي هو صاحب أول هدف ونجمها المدرب الشهير فيما بعد توج أفضل لاعب في نسختها الأولى، وقد أصبح فيما بعد أول من يتوج بالكأس لاعباً ومدرباً.
وبما أن المنتخب المصري كان من المؤسسين فقد ظهر في 23 بطولة (رقم قياسي) وخاض أكبر عدد من المباريات مسجلاً أكبر عدد من الانتصارات وسجل لاعبوه أكبر عدد من الأهداف.

للمرة الخامسة
وتتقدم أرض الكنانة على الجميع في عدد من الأمور ومنها استضافتها للبطولة للمرة الخامسة هذا العام بعد نسخ 1959 و1974 و1986 و2006 وعدا خسارتها في نصف نهائي 1974 فقد توجت باللقب في المرات الثلاث الأخرى، استضافت غانا البطولة 4 مرات أعوام 1963 و1978 و2000 و2008 وتوجت باللقبين في النسختين الأوليين، في حين استضافت تونس البطولة 3 مرات 1965 و1994 و2004 وتوجت بالأخيرة بلقبها الوحيد، وأقيمت النهائيات مرتين في كل من السودان ونيجيريا وساحل العاج وجنوب إفريقيا والكاميرون والغابون وغينيا الإستوائية، وكانت الأخيرتان استضافتا بطولة 2013 (تنظيم مشترك) في حين استضافت نيجيريا وغانا نسخة 2000.

الأهم
كل الأرقام تبقى في سجلات أي مسابقة في كرة القدم إلا أن الأهم هو التتويج بالألقاب وهنا تتصدر مصر على هذا الصعيد في العرس الأسمر حيث حازت اللقب 7 مرات إضافة إلى وجودها في مربع الكبار في 8 مناسبات أخرى، فقد توجت بالكأس أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 و2010، وحلت وصيفة عامي 1962 و2017 وجاءت ثالثة 1963 و1970 و1974، ورابعة أعوام 1976 و1980 و1984.
وحضرت كل من غانا ونيجيريا في مربع الكبار 14 مرة إلا أنهما تتأخران عن الكاميرون التي بلغت مربع الكبار 9 مرات فقط ذلك أنها توجت باللقب 5 مرات علماً أن آخر من توج بين الأربعة الكبار، ففازت باللقب أعوام 1984 و1988 و2000 و2002 و2017، وخسرت النهائي 1986 و2008 وحلت ثالثة 1972 ورابعة 1992، وإذا كانت مصر توجت أربع مرات خارج أرضها فإن ألقاب الكاميرون الخمسة كانت خارج ملاعبها.
وتوجت غانا باللقب 4 مرات أعوام 1963 و1965 و1978 و1982، وكانت أكثر من خسر النهائي (5 مرات) أعوام 1968 و1970 و1992 و2010 و2015، أما نيجيريا فقد توجت 3 مرات (1980 و1994 و2013) على حين إنها أكثر من احتلت المركز الثالث بواقع 7 مرات.

الأكثر فوزاً
وتتقدم مصر الجميع بعدد المشاركة في النهائيات رغم غيابها ثلاث مرات متتالية عقب تتويجها باللقب الأخير 2010 وظهر أبناء الكنانة في 24 نسخة يليهم أفيال ساحل العاج بـ22 مشاركة ونجوم غانا السود بـ23 نسخة، وخاض الأشقاء العدد الأكبر من المباريات (96 مباراة) يليهم الغانيون بـ95 مباراة وحققوا خلالها 54 فوزاً وكذلك بفارق فوز واحد عن الغانيين، يليهم العاجيون بـ90 مباراة إلا أنهم اكتفوا بـ39 فوزاً، وخاض النيجيريون 86 مباراة (46 فوزاً) مقابل 80 مباراة للكاميرونيين فازوا بنصفها، والأخيرون يحملون الرقم القياسي للتعادلات بواقع 25 تعادلاً مقابل 24 لكل من ساحل العاج وتونس، وتعتبر ساحل العاج والكونغو الديمقراطية الأكثر تلقياً للهزائم بـ27 مرة مقابل 25 مرة لمصر وغانا والجزائر.
وسجل المصريون 157 هدفاً (رقم قياسي) يليهم العاجيون بـ131 ثم غانا بـ125 ونيجيريا 123 هدفاً والكاميرون 119 هدفاً وهي المنتخبات التي تخطت 100 هدف في البطولة، وتحتل ساحل العاج الصدارة من حيث تلقي الأهداف فقد اهتزت شباكها 97 مرة مقابل 96 للكونغو الديمقراطية وتلقت مصر وتونس 87 هدفاً بالمركز الثالث وهو عدد الأهداف التي سجلتها تونس في مشاركاتها الـ18.

سلسلة تاريخية
كان المنتخب المصري أول من توج باللقب وأول من احتفظ بلقبه في النسخة الثانية ولم يفعل ذلك سوى الغاني عامي 1963 و1965 قبل أن يكررها الكاميروني 2000 و2002، وفي بطولة 2010 أصبح منتخب الفراعنة أول من يفوز بالكأس ثلاث مرات متتالية.
وقبل خسارته لنهائي النسخة الأخيرة أمام الكاميرون حقق المنتخب المصري سلسلة طويلة من المباريات دون هزيمة بلغت 24 مباراة (في النهائيات) وبدأت بالتعادل مع الكاميرون في ختام الدور الأول لبطولة 2004 وانتهت بالتعادل مع بوركينا فاسو قبل أن يفوز بركلات الترجيح في نصف نهائي 2017 وبالمقابل فإن السلسلة الأسوأ للمنتخب الشقيق فكانت خوض 6 مباريات دون فوز بين 1988 و1992 حيث خسر مباريات متتالية في نسختي 1990 (شارك بفريق شاب) و1992 والطريف أن أربع هزائم الأخيرة جاءت دون تسجيل أي هدف.
وعلى الرغم من تتويجه مرتين (2000 و2002) إلا أن المنتخب الكاميروني خسر في نهاية الدور الأول للنسخة الأولى وبالتالي بلغ 12 مباراة دون هزيمة مع نهاية الدور الأول لبطولة 2004.

نجمان
بالطبع هناك الكثير من الأرقام الفردية في البطولة وستكون لنا وقفة معها في عدد قادم، لكننا اليوم نتحدث عن إنجاز خاص لنجمين مصريين لهما وضع خاص في تاريخ الكرة المصرية، الأول هو محمود الجوهري الذي خاض النسخة الأولى لاعباً وتوج باللقب واختير حسب الخبراء (فيما بعد) كأفضل لاعب فيها وقاد المنتخب مدرباً للفوز بلقب 1998 ليكون أول من يتوج بالكأس لاعباً ومدرباً قبل أن يقلده النيجيري ستيفن كيشي الذي توج لاعباً مع الجيل الذهبي 1994 ثم 2013 مدرباً.
أما الثاني فهو حسن شحاته اللاعب الدولي الشهير والملقب بالمعلم والذي لم يكتب له الفوز بالبطولة لاعباً وقد شارك في 3 نسخ (1974 و1976 و1980) إلا أنه فعلها مدرباً وبطريقة غير مسبوقة عندما قاد الفراعنة للتويج ثلاث مرات متتالية ليكون الأول من يحقق هذا الإنجاز ويحسب لشحاته أنه المدرب الوحيد الذي لم يخسر في النهائيات (18 مباراة)، وسبق للمدرب الغاني تشارلز جيامفي التتويج باللقب 3 مرات مع منتخب بلاده بشكل متفرق (1963 و1965 و1982) ولم يكتب له المشاركة كلاعب علماً أنه اعتزل اللعب الدولي عام 1961، وبدوره لم يخسر جيامفي في البطولة إلا أنه اكتفى بـ11 مباراة.
يذكر أن الفرنسي هيرفي رينار هو الوحيد عدا الجوهري وجيامفي الذي توج باللقب مرتين وينفرد عنهما بأنه فاز بالكأس مع منتخبين مختلفين ففاز مع زامبيا بلقبها الوحيد 2012 ثم أعاد ساحل العاج إلى منصات التتويج 2015 وهو يستعد لخوض النهائيات القادمة مع منتخب المغرب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن