أكد أن بلاده لن ترهبها التهديدات ولن تتنازل عن حقوقها … السفير الإيراني لـ«الوطن»: حريصون على أمن واستقرار المنطقة والإدارة الأميركية فاشلة
| سيلفا رزوق
اعتبر سفير إيران لدى سورية جواد ترك أبادي، أن الإدارة الأميركية وبهذه السياسة والطروحات التي يقودها دونالد ترامب تعتبر إدارة «فاشلة»، مشدداً على أن بلاده لن ترهبها كل التهديدات الأميركية، ولن تتنازل عن أي حق من حقوقها، وستكيل من يعاديها الكيل نفسه، وتتصدى لأي نوع من أنواع الحصار عليها.
وفي تصريحات خاصة لـ«الوطن» خلال حفل توقيع كتاب «إيران النووية» الذي أقيم في مقر المستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق، قال أبادي: إن المواقف التي اتخذها ترامب تسببت بإنقاص المكانة التي ينبغي أن تتمتع بها الاتفاقيات والعهود الدولية، لافتاً إلى أن بلاده لا تنظر لما يراه الجانب الأميركي وما يحاول تسويقه.
وأضاف: إن «إيران تعتبر الإدارة الأميركية وبهذه السياسة والطروحات التي يقودها ترامب فاشلة».
وأكد أبادي موقف بلاده الداعي إلى تثبيت ما جرى الاتفاق عليه دولياً بخصوص الملف النووي الإيراني، ورأى أن من حق بلاده وفقا للاتفاق أن تمارس حقوقها كما نص عليه الاتفاق ذاته، مشدداً على أن بلاده لن ترهبها كل التهديدات الأميركية، ومذكراً بأن التهديد بالحصار كان سبق أن فرض على إيران لكنه لم ينفع، حيث استمرت إيران بالتطور والتقدم.
وأضاف في هذا السياق: «إن التهديد بفرض عقوبات لن يخيفنا، والتهديد بإغلاق المضائق وإغلاق التجارة لن يرهبنا، وليفعلوا ما يشاؤون لأن إيران مصممة على مبادئها، ولن تتنازل عن أي حق من حقوقها، وسنكيل من يعادينا الكيل نفسه، وسنتصدى لأي نوع من أنواع الحصار، و«التعسير» لحياة الإيرانيين وحقهم، ونتخذ المواقف التي تجعل إيران قادرة على التمتع بحقوقها كاملة، وطهران لن تتنازل عن أي حق من حقوقها».
السفير الإيراني وصف المواقف الخليجية الداعية لتدويل الملاحة بالخليج بـ«العرجاء»، لأن اقتصاد هذه المنطقة ينبغي أن يكون واحداً، ولا يمكن تقسيمه، «ويجب أن تكون هذه المنطقة منعمة بخيراتها، وإيران حريصة على هذه النقطة، وموقفها ثابت بالحفاظ على أمن واستقرار هذه المنطقة، وهي قادرة على حفظ أمنها».
وعبر أبادي، عن ارتياحه لمواقف البلدان الصديقة لإيران وهي الصين وروسيا، ووصفها بالمواقف «القوية»، مؤكداً استمرار التواصل والتعاون المشترك بينها وبين أصدقائها، في شتى المجالات.
وبخصوص ما يجري في إدلب، جدد أبادي موقف بلاده الداعم للحكومة السورية في ممارسة حقها بالسيادة على كامل أراضيها، معتبراً أن أي تدخل ومن أي جهة تحاول أن تمد من عمر الأزمة السورية، «لن يثمر إلا عن تراجع وعودة عن مواقفها الخاسرة بكل تأكيد، لأن قرار الدولة السورية هو قرار حق، بأن تكون السيادة السورية كاملة على أراضيها، وأن تحل المشكلات بين السوريين من خلال حوار سوري سوري، وعلى الأراضي السورية».
أبادي أشار في تصريحه إلى أنه وفي مقابل السياسة الأميركية الساعية لنهب الثروات، وفرض إرادتها على الشعوب، هناك أفكار نيرة وقراءات صحيحة وقيادات عظيمة في المنطقة استطاعت أن تنتصر للأمة وتنتصر للحقيقة وأن تتخذ الموقف المشرف الذي سيكتب بالتاريخ، مشيراً إلى موقف الرئيس بشار الأسد، الذي انتصر لوطنه وشعبه وللحقيقة، ووقف وقفة البطولة التي تصدت لقوى العبث التي كانت تريد تخريب سورية، سواء بالإرهاب، أو بمسميات متعددة، لكن بقيادة الرئيس الأسد، وجهود أبناء سورية كلهم، وشجاعة الجيش السوري، تمكن السوريون من الانتصار، والوقوف بوجه المؤامرة.
وتحدث أبادي عن كتاب «إيران النووية»، وأشار إلى أن هذا الكتاب استطاع أن ينال التأييد من المؤسسة المتخصصة في إيران، من أجل صحة المعلومة والدقة التي حظي به، لذلك تعتبر الدراسة التي قدمها هذا الكتاب الأكثر دقة والأكثر مصداقية باللغة العربية.
ويوثق الكتاب الذي كان ثمرة عمل 15 عاماً بذله الدكتور طالب إبراهيم، تاريخ البرنامج النووي الإيراني منذ نشأته الأولى في زمن الشاه، وكيف تم دعمه غربياً لمواجهة الاتحاد السوفييتي آنذاك، ثم تطوير البرنامج السلمي من خلال الإمكانات والعقول الإيرانية المحلية في زمن انتصار الثورة الإسلامية في إيران، ومراحل التفاوض وصولاً إلى شرح أسس حل الأزمة التي دخلتها إيران بشأن برنامجها النووي.
مؤلف الكتاب اعتبر في تصريح لـ«الوطن»، أن البرنامج النووي الإيراني جعل إيران رقماً صعباً على مستوى التوازنات والقوى الإقليمية والدولية، وهي حليف نستطيع الاعتماد عليه، والمستقبل سيثبت أن إيران ستكون حجر الزاوية لبناء أي نظام للأمن الإقليمي على مستوى الشرق الأوسط وعلى المستوى الدولي.