الشراء زاد ثلاثة أضعاف عن الموسم الماضي … مدير «السورية للحبوب» يتوقع شراء مليون طن قمحاً من الفلاحين هذا الموسم
| علي محمود سليمان
صرّح مدير عام المؤسسة السورية للحبوب يوسف قاسم لـ«الوطن» بأن الكميات التي تم تسويقها من موسم القمح للعام الحالي وصلت حتى تاريخه إلى أكثر من 562 ألف طن، فيما كان التسويق في العام الماضي لنفس هذا اليوم قد وصل إلى 188 ألف طن قمحاً، أي إن الشراء تحسن عن العام الماضي بحوالي ثلاثة أضعاف، مع العلم أن هذه الفترة تعد ذروة الموسم في التسويق وتمتد لقرابة العشرين من الشهر الحالي.
وتوقع يوسف أن تصل الكميات المسوقة لمليون طن من القمح في الموسم الحالي، وذلك حسب معطيات الحصاد في المحافظات والمساحات المزروعة بالقمح، علماً أن الموسم الماضي انتهى بتسويق 349 ألف طن قمحاً.
وأشار قاسم إلى أن محافظة الحسكة تصدرت الترتيب بالنسبة للكميات المسوقة كما هي العادة لكونها المحافظة الأكثر إنتاجاً، حيث تم تسويق 275 ألف طن، تليها محافظة حماة بـ128 ألف طن ومحافظة حلب بـ90 ألف طن، ومحافظة حمص بـ30 ألف طن قمحاً، ودرعا بـ17 ألف طن وباقي المحافظات من 6 آلاف طن وما دون، منوهاً بأن التحسن في محصول العام الحالي مرتبط بعدة عواملها أهمها عامل الأمان الذي عاد للمناطق الزراعية بفضل الجيش العربي السوري ما شجع الفلاحين للعودة لزراعة أراضيهم بالمحاصيل وأهمها محصول القمح، وهو ما ساهم بزيادة المساحات المتاحة للزراعة مقارنة مع الأعوام الماضية، بالإضافة إلى الموسم المطري الوفير الذي كان هذا العام، والذي انعكس على جميع المحاصيل الشتوية وعلى رأسها القمح.
وبخصوص ما تم صرفه من مبالغ لتسويق القمح أفاد مدير السورية للحبوب أنه تم استلام 125 مليار ليرة، وتم توزيع 101 مليار ليرة على المحافظات، حيث يجري تسديد ثمن الأقماح للفلاحين بمدة لا تتجاوز 72 ساعة وفي بعض المحافظات تم التسديد خلال 24 ساعة، مع الذكر أن هذا العام شهد لأول مرة استلام السلفة المالية الأولى قبل بدء عمليات الحصاد لتشجيع الفلاحين، حيث خصصت الحكومة مبلغ 400 مليار ليرة سورية لتسويق موسم القمح للعام الحالي.
ولفت قاسم إلى أن نسبة الشوائب والأجرام في المحاصيل التي تم استلامها كانت منخفضة نوعاً ما، مع ملاحظة ارتفاع نسبة الشعير في محافظة الحسكة، وارتفاع نسبة السونة في محافظتي ريف دمشق والسويداء، ولكن ضمن الكميات المقبولة، مشيراً إلى أن عمليات الاستلام تكون بشكل أكبر للدرجة الثانية والثالثة لكون أنخاب الدرجة الأولى تسوق للمؤسسة العامة لإكثار البذار.
وحول ما تم تسريبه عن حدوث مشاكل في بعض مراكز الاستلام أوضح قاسم أنه بمجرد وصول السيارة المحملة بالمحصول على المركز يجري العمل على تفريغها بعد وضعها على القبان الإلكتروني في اليوم نفسه، ولكن فقط في محافظة الحسكة ونتيجة الازدحام الكبير الذي حدث على أبواب المراكز أدى لبعض المنغصات، ولكن تم معالجة الموضوع بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية، حيث يتم يومياً تسيير سيارات ما بين مؤسسة الحبوب ومؤسسة الأعلاف بحوالي 550 سيارة.
أما حالات الانتظار خارج المراكز وعلى الطرقات فهي خارج سلطة مؤسسة الحبوب، وأدت لانتظار بعض السيارات لحوالي الستة أيام، وقد تمت متابعة الموضوع من جميع الجهات المختصة وإدخال جميع السيارات المتراكمة بحسب شهادة المنشأ المعطى لها وتم حل المشكلة وجميع التجاوزات، مع دعوتنا لكل الجهات المختصة لدعمنا لتسير عمليات الاستلام بالشكل الأمثل.
وبين أن عدد مراكز الاستلام ارتفع إلى 43 مركزاً بعد افتتاح مركز في محافظة القنيطرة وآخر إضافي في محافظة دير الزور، ومركز إضافي في محافظة حلب، حيث تصل سيارات محملة بمحصول القمح من جميع المناطق السورية من دون استثناء، ونتيجة ضغط العمل يجري نقل الكميات المستلمة إلى الصوامع بشكل فوري لتخفيف الضغط عن مراكز الاستلام، وسوف تستمر هذه المراكز بالشراء من الفلاحين حتى انتهاء توريد آخر حبة قمح للمراكز، وخاصة في المناطق التي تعتمد على الحصاد اليدوي.
أما فيما يتعلق بعقود استيراد القمح فأشار قاسم إلى تقديم العروض للإعلان الأخير سيكون في الثامن من الشهر الجاري لاستيراد 200 ألف طن قمح، مع استمرار وصول بواخر محملة بالقمح من العقود القديمة، ويتم العمل حالياً على تعزيز المخازين الإستراتيجية.