ثقافة وفن

الراحل «عمر حمدي» عنوان ومضمون ملتقى الفن التشكيلي الأول في الحسكة

| الحسكة - دحام السلطان

برعاية وزير الثقافة محمد الأحمد أحيت مديرية الثقافة في الحسكة التظاهرة الثقافية الفنية التي انطلقت من على خشبة المركز الثقافي العربي بمدينة الحسكة، وتضمنت فعاليات ملتقى الفن التشكيلي الأول الذي حمل اسمه دورة الفنان التشكيلي الراحل عمر حمدي.
وتناول الملتقى تعددية ثقافية وفنية متنوعة من مختلف الأنشطة الفنية التي حرصت مديرية الثقافة على تنفيذها في معرض الفن التشكيلي الذي أقيم في الملتقى واستقطب أكبر قدر من أعمال الفنانين التشكيليين من الذين كان لهم حضور وبصمة إبداعية على الساحة الفنية التشكيلية منذ نشأتها الأولى، إضافة إلى تناول عدد من المحاضرات التخصصية التي تُعنى بالفن التشكيلي وورش عمل تخصصية أيضاً بهذا الفن، وتكريم أسر عدد من الفنانين الذين رحلوا عن الدنيا، وأدباء من الذين كانت لهم إسهامات إبداعية وقاموا بوضع اللبنة الأولى في تأسيس الحركة الثقافية والفنية في محافظة الحسكة خلال العقود الفائتة من القرن الماضي.
وبيّن مدير الثقافة في الحسكة محمد الفلاج أن ملتقى اليوم تناول وقفة أساسية مهمة من أساسيات الفعل الثقافي والفني، ألا وهو الفن التشكيلي الذي نحن بصدده اليوم والذي تمتاز محافظة الحسكة وتزخر به بوجود قامات فنية إبداعية متميزة، كان لديها الباع الطويل والإمكانات الكبيرة والإبداعية المؤثرة في تفعيل الحركة الثقافية الجزرية، فكان لابد من تقديم كل ما يمكن تقديمه من دعم لهم انطلاقاً من أهمية هذا الفن التشكيلي الذي كان ولا يزال المعبّر الرئيس عن الحالة الإنسانية بالتعبير الفني وبالطرق الجمالية عن كل ما تحتويه الروح الإنسانية والنفس البشرية.
وأشار الفلاج إلى حرص مديرية الثقافة على جمع أكبر قدر ممكن من الأعمال الفنية لجزء كبير من فناني المحافظة واحتضانها في معرض واحد وتقديمها للجمهور بعد توثيقها وأرشفتها، لافتاً إلى أن الملتقى يتضمن فعاليات ثقافية منوعة كالمعارض وورش العمل والمحاضرات الفنية المتخصصة التي ستستمر على مدى سبعة أيام.
وضم معرض الفن التشكيلي نحو 30 لوحة فنية من متقنيات أعمال عدد من الفنانين التشكيليين في المحافظة، وكانت كلها أشبه بمهرجان لوني عكس معانيه كل ما تحتويه النفس البشرية من معاني الخير والمحبة والتآخي والأصالة والتراث الفلكلوري للشعب السوري بكل ألوانه، عبّر عنها الفنانون من خلال مدارسهم الفنية التشكيلية التي ينتمون إليها، فكان المعرض الأكثر شمولية والأغزر فنياً والأكثر تنوعاً منذ سنوات الحرب على سورية.
وأكد الفنان التشكيلي عرفان حمدي شقيق الفنان الراحل عمر حمدي أن الفنان الراحل هو ابن سورية وقد قدم في الجانب الفني الكثير وكانت له بصمة جلية مع رفاقه الفنانين التشكيليين في ترسيخ واقع الفن التشكيلي بالمحافظة، وتكريمه اليوم بعد رحيله هو تكريم الإبداع والتميّز، مبيّناً مشاركته بلوحتين فنيتين عبرتا عن معاناة الإنسان السوري وهو يبحث عن الخلاص الذي دفع البعض منهم ثمن ذلك روحه وغرق في بحور العالم.
وقال الفنان التشكيلي عيسى النهار: إن ملتقى الفن التشكيلي هو تظاهرة فنية جميلة تأذن بتعافي الحراك الفني والثقافي في المحافظة، وأن الهدف من المعرض الفني ومن الورش الفنية هو تعزيز حالة العمل الجماعي والتواصل والاستفادة المتبادلة بين الفنانين المشاركين من الناحية الفنية والتعبيرية واللونية والمدرسية.
وأوضح الفنان التشكيلي فايز السالم أن أهمية الملتقى تأتي من غزارة التنوع البصري للمدارس المشاركة فيه والتي عبرت من خلال اللوحات المعروضة عن أفكار مبدعيها وطرقهم في تحويل الفكرة إلى رسم ولون، كما يشكل الملتقى فرصة للالتقاء والابتعاد عن العزلة والاستفادة من التجارب الفنية.
وبيّن الفنان التشكيلي دلخواز إبراهيم الذي شارك بلوحة تراثية لامرأة تعزف على البزق أن الفنان حمدي من الفنانين العالميين، الذي رحل بجسده ولكن أعماله لا تزال شاهدة على عظمة إنجازاته وتحظى بتقدير ومحبة رواده ومحبيه، وأن الملتقى مساحة للاستفادة المتبادلة من تجارب الفنانين المشاركين وأفكارهم ورؤاهم.
وأكد الفنان التشكيلي سلمان منيتي أن المحافظة حظيت خلال الفترة الماضية بإقامة مجموعة من المعارض الفردية لعدد من الفنانين، ولكن يبقى للعمل الجماعي أثر أكبر وأفضل لدى الفنان والجمهور وهذا ما لمسناه بتنوع وغزارة وجمالية الأعمال المشاركة في الملتقى.
وبهذه المناسبة قدمت فرقة المسرح القومي في المحافظة عملاً مسرحياً بعنوان «الفنان» الذي جسد من خلاله الفنان باسل حريب شخصية الفنان الرحالة الذي يبحث بين دول العالم عن أجمل لوحة يرسمها ليختتم فيها مجده الفني، إلا أنه في النهاية يكتشف أن لا لوحة أجمل وأحلى من أرض وطنه وبلاده ووجه أمه.
كما قدمت فرقة برمايا للفنون الشعبية مجموعة من الدبكات والرقصات الفلكلورية والمنوعة المستمدة من تراث المحافظة العريق والتي أعد لها وأخرجها الفنانة رمثا شمعون.
وبهذه المناسبة كرمت مديرية الثقافة عائلتي الفنانين الراحلين عمر حمدي وصبري روفائيل نظراً لجهودهما الكبيرة في دعم وترسيخ حالة الإبداع الفني التشكيلي في المحافظة منذ بداياته الأولى، إضافة إلى الأديب والباحث أحمد الحسين، الذي أكد أن ملتقى اليوم هو تتويج وحصيلة للحراك الفني والثقافي منذ عقد الخمسينيات من القرن الماضي وإلى عصرنا الحاضر، مبيّناً أن التكريم حالة وجدانية جميلة ترسخ في النفس وتعزز فيها ضرورة استمرار العطاء والتضحية والبذل لتقديم الأفضل والأجمل لسورية المجد والتاريخ والحضارة والعطاء.
كما أقيمت في صالة مكتبة المركز الثقافي ورشة عمل للرسم الحي شارك فيها عدد من الفنانين التشكيليين في المحافظة، وستستمر فعاليات الملتقى لغاية يوم الثلاثاء المقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن