سورية

أكدت أن عملياته كانت عشوائية وغير مشروعة … «رايتس ووتش» تطالب «التحالف» بدفع تعويضات لأسر ضحاياه في سورية

| الوطن - وكالات

طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس، «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، بمعالجة الضرر اللاحق بالمدنيين أثناء عملياته في سورية، لافتة إلى أن تلك العملية كانت عشوائية وغير مشروعة ولا تميز بين الأهداف العسكرية والمدنيين.
وقالت المنظمة الحقوقية غير الحكومية، بحسب تقارير لشبكات إخبارية معارضة: إن محققين مستقلين أفادوا بأن غارات التحالف الجوية قتلت 7 آلاف مدني على الأقل في عمليات عسكرية في العراق وسورية منذ أيلول 2014.
وذكرت المنظمة، أن التحالف دفع نحو 80 ألف دولار أميركي لضحايا هجوم وقع في كانون الثاني 2019 قتل على إثره 11 مدنياً، بينهم 4 أطفال من العائلة نفسها، في حين لم يدفع «التحالف» أي تعويضات لمجزرة أودت بحياة 63 مدنياً في محافظة الحسكة أقصى شمال شرق البلاد في 2017-2018.
ونقلت المصادر عن نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش»، لما فقيه قولها: «رغم انتهاء القتال الفعلي ضد داعش، تستمر معاناة المدنيين المتضررين من غارات التحالف. ينبغي للتحالف توسيع نطاق المدفوعات التي قدمها في كانون الثاني لتشمل المدنيين المتضررين من أفعاله السابقة في سورية».
ونوهت المنظمة، إلى أن «التحالف الدولي» لم يجر تحقيقاً شاملاً في الهجمات التي أودت بحياة مدنيين ولم يُنشئ برنامجاً للتعويضات، وأشارت إلى أن بعض الهجمات كانت عشوائية وغير مشروعة ولا تميز بين الأهداف العسكرية والمدنيين. ورد «التحالف الدولي» على استفسارات المنظمة الحقوقية، مشيراً إلى «عدم تقييمه الخسائر في صفوف المدنيين في 3 من هذه الهجمات، لكنه سوف يفعل ذلك»، وادعى أنه باشر بتقييم هجوم 12 حزيران 2018.
ولفتت المنظمة إلى أنه لم يقدم أي عضو في «التحالف» تعويضات أو مدفوعات تعزية في سورية، رغم اعتراف البعض بأن هجماتهم قتلت مدنيين، في حين تزعم بريطانيا أن غاراتها في الرقة والموصل لم تؤذ المدنيين، في حين أقرّت أستراليا مؤخراً بوقوع ضحايا مدنيين في غاراتها الجوية على العراق. وطالبت «هيومن رايتس ووتش» الولايات المتحدة بالعمل على وضع عملية موحدة لمدفوعات التعزية وأن تتواصل قدر الإمكان مع المجتمعات المحلية المتأثرة لشرح العملية وتعميمها، كما يجب أن توفر العملية وسائل آمنة وملائمة لتقديم المطالبات باللغة المفضلة للشخص.
وفي هذا السياق، قالت فقيه: «بالنسبة إلى المدنيين الذين عانوا تحت حكم داعش لإعادة بناء حياتهم، ينبغي للائتلاف (التحالف الدولي) تقديم مدفوعات تعزية إلى العائلات التي تضررت من عملياته العسكرية. سيكون توفير بعض المساعدة لضحايا الغارات الجوية مقابل معاناتهم خطوة مهمة».
الجدير ذكره أن «التحالف الدولي» المزعوم، تسبب بمقتل الآلاف من أبناء مناطق شرق الفرات بذريعة محاربة تنظيم داعش، ودمر مدينة الرقة بالكامل والتي وعد بإعادة إعمارها إلا أنه لم يحرك ساكناً حتى الآن.
وما زالت فرق الإنقاذ تكتشف العديد من المقابر الجماعية في الرقة من جراء غارات «التحالف الدولي»، وتنتشل مئات الجثث من تحت أنقاض الدمار الذي تسبب فيه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن