رياضة

اتحاد الكرة يستعد للدوري والمندوبون يقترحون … دعم لاعبي الشباب و«الميركاتو» الشتوي ساخن

| ناصر النجار

عقد اتحاد الكرة اجتماعاً لرؤساء ومديري فرق أندية الدرجة الممتازة لبحث شؤون الدوري الممتاز والاستماع إلى مقترحات الأندية في هذا الخصوص.
واللافت في الاجتماع غياب بعض رؤساء ومديري الأندية ما أثار حفيظة اتحاد الكرة بشأن سبب هذا الغياب في اجتماع مهم يقرر مصير الدوري، وقال رئيس اتحاد الكرة إن الغائبين خسروا إيصال مقترحاتهم، فضلاً عن أن المعلومة قد لا تصلهم بالشكل الصحيح وهناك إجراءات قد يتخذها اتحاد الكرة بالمتخلفين عن حضور الاجتماع.
وفي الخوض بالمناقشات والمداخلات فبقيت الطروحات على ما هي عليه من الأوضاع السائدة سابقاً، ولا ندري أين نجد مصلحة الدوري الممتاز ما دامت الأندية تريد تفصيليه على قياسها؟
ولمسنا بطريقة غير مباشرة صراعاً خفياً بين الأندية الغنية والفقيرة، فالأندية الغنية تحاول تجيير كل القرارات لمصلحتها، بينما تحاول الأندية الفقيرة والمستورة الحال أن تحتمي باتحاد كرة القدم لوقف المبالغة بالعقود المالية للاعبين والمدربين على حد سواء.
لذلك لم نجد هذا الحرص على الدوري الممتاز من منطلق الحياد التام وصولاً إلى المصلحة العامة.

ضوابط معقولة
أمام هذا الواقع فالكرة في ملعب اتحاد الكرة ليجد الصيغة المناسبة للدوري الممتاز التي تصب في مصلحة الدوري والأندية على حد سواء.
واتجه اتحاد الكرة لحسم هذا الموضوع إلى نقطتين أساسيتين، أولاهما: منع الاحتكار وثانيتهما: دعم الشباب.
ففي منع الاحتكار لم يسمح للأندية بالتعاقد مع أكثر من سبعة لاعبين جدد، ونتمنى أن يتحول القرار يوماً ما إلى عدم السماح للأندية بالتعاقد مع أكثر من سبعة لاعبين من خارج النادي.
وشدد اتحاد الكرة على أنه بدءاً من الموسم القادم لن يسمح بالتعاقد زمنياً لأقل من سنتين، وكما هو الحال في الدوريات العالمية، سُمح للاعبين في الانتقال من ناد لآخر في (الميركاتو) الشتوي الذي يبدأ في الشهر الثاني من العام القادم، ولا يحق للاعب المعار هذه الميزة.
أما في برنامج دعم الشباب ففرض اتحاد الكرة على الأندية إشراك خمسة لاعبين من مواليد 1999-2000 ضمن فريق الرجال على أن تكون مشاركتهم حقيقية بنسبة 1500 دقيقة للاعبين الخمسة في الموسم الواحد، مع العلم أن اتحاد الكرة رفع سقف الكشوف إلى 27 لاعباً بعد أن كانت الكشوف في السابق مقتصرة على 25 لاعباً.

المعايير الآسيوية
سيتم تطبيق المعايير الآسيوية للأندية حتى يتم تأهيلها للمشاركة في البطولات الآسيوية والعربية، وسيتم اعتماد هذه المعايير على أرض الواقع في الدوري الممتاز مستقبلاً، ولن تقبل مشاركة أي ناد في الدوري الممتاز ما لم يكن مطبقاً المعايير الآسيوية، وقد نجدها مطبقة فعلياً بعد موسم أو موسمين، كذلك بالنسبة للمدربين فهناك مقترح بتطبيق معيار الشهادة الآسيوية العالية (بروفيشنال) بدءاً من الموسم القادم وهي المعتمدة آسيوياً في كل بطولاته، ولم يتم اعتماد أي مدرب لأي فريق من فرق الدرجة الممتازة ما لم يكن حاصلاً على هذه الشهادة.
أما ما يخص تراخيص الأندية الممارسة لكرة القدم فقد حدد الشروط التالية لمنح ترخيص بمزاولة كرة القدم، ولا ندري إن كان الاتحاد سيعيد النظر بالأندية المنتسبة حالياً، ويوقف الأندية التي لا تنطبق عليها شروطه.
والشروط هي: أن يكون لدى النادي مقر وملعب تدريبي مع وجود وسائل التواصل من (بريد إلكتروني وفاكس وهاتف أرضي وجوال).
أن يكون لدى النادي مدير فني للإشراف على كل ما يتعلق بكرة القدم ولكل الفئات وأن يكون لدى النادي مدرب يحمل إحدى الشهادات الآسيوية المعتمدة بكل الفئات (لكل فئة درجة من الشهادة) أعلاها A وأدناها C.
أن يكون للنادي خمسة فرق كروية (رجال، شباب، ناشئون، أشبال، صغار) وأعتقد أن هذا القرار هو الأفضل بين كل القرارات لأنه يبني الكرة السورية بشكل جيد فنياً وتنظيمياً وإدارياً، فالواجب هنا أن نبحث عن النوع لا عن الكم، فكم فريق لدينا (خلبياً) وكم من فريق جمع لاعبين من فرق الأحياء الشعبية بطريقة عشوائية للمشاركة بدوري الدرجتين الأولى والثانية، وكم من فريق لم يشارك بدوري الشباب لأنه لا يملك لاعبين من هذه الفئة العمرية.
لذلك أجد من الضروري تطبيق العمل بتراخيص الأندية على جميع الأندية المنتسبة لنحصل على كرة قدم علمية منظمة بكل الدرجات والفئات.
والفكرة التي يجب أن نقتنع بوجودها ومن الضروري تطبيقها، أن كرة القدم في العالم تؤمن بوجود منافسين قلائل، كما هو في الدوري الإنكليزي والإسباني والإيطالي والألماني وغيرها، فالفرق المنافسة على البطولة محصورة دائماً بين ثلاثة فرق أو خمسة على الأكثر، أما بقية الفرق فتلعب أدواراً أكثر أهمية في عملية صناعة كرة القدم، هذه الفرق تبني اللعبة بشكل صحيح فإما أن تصبح منافسة يوماً ما وإما أنها تبيع لاعبين من صناعتها، وكله يصب في التطور المفترض على الصعيد الفني لهذه الدوريات، وهو يصب بلا شك بمصلحة المنتخبات.
ولنعكس هذا الأمر على كرتنا فنجد التالي: حسب ما يصلنا من أخبار من الأندية عن تعاقداتها الكبيرة، فإن الأندية الراغبة في دخول خط المنافسة هي: حطين وتشرين والاتحاد، ويمكن أن ينضم إليها الجيش أو الوحدة، والأمر متعلق بالكتلة المالية الموضوعة لتأسيس فريق منافس وهي تتراوح حسب العقود وما نسمع عنها والرواتب والنفقات بين 500 مليون ليرة إلى مليار ليرة وهذا المبلغ (أظن أنه غير مبالغ فيه) وخصوصاً أن بعض اللاعبين صارت أسعارهم أكثر من أربعين مليون ليرة وبعض المدربين يطلبون ضعف هذا المبلغ.
واستناداً إلى ما سبق فإن الفرق الطامحة إلى المنافسة لن تكون كثيرة، فهل ستبقى بقية الفرق على الهامش وتتنافس على أدوار الترضية ومراكزها؟
الحل يكون بعدم انجرار هذه الأندية نحو هذه المبالغات في الأسعار والعقود والبحث عن لاعبين موهوبين شبان يتم البناء عليهم إضافة إلى بعض اللاعبين المخضرمين أو من أصحاب الخبرة، والفكرة هنا أن الخسارة أمام فريق منافس واردة في كلا الاحتمالين ولا ضير إن كانت الخسارة بفارق هدفين أو ثلاثة أو أكثر.
والتركيز هنا يجب أن يكون على فرق الدرجة الأولى، وهذه يجب أن تبني فرقها من الشباب تحديداً، فالحرية دفع العير والنفير وصرف أكثر من مئة وعشرين مليوناً ولم يحصل على مبتغاه، ولو أنه بنى فريقاً من الشباب منذ هبوطه إلى الدرجة الأولى لحصل على فريق يشار إليه بالبنان ولم يكن ليتكلف المال الذي دفعه في موسم واحد، وربما كسب بيع لاعب أو أكثر من فريقه، وهذا الكلام نضعه بعهدة إدارة النادي لتدرسه، فليس شرطاً العودة السريعة إلى الدوري الممتاز، لأن الشرط هو العودة الواثقة المبنية على أسس علمية وفق الإمكانيات المالية، وهذا ما وجدناه تماماً في نادي المحافظة الذي ضرب بالاحتراف (المجنون) عرض الحائط، وها هو يعيد بناء فريقه من أبناء النادي ومواهبه وشبانه.
نشير أخيراً إلى أن اتحاد الكرة سيطبق معايير (الفيفا) في عملية تسجيل اللاعبين.

مواعيد
قرعة دوري الدرجة الممتازة يوم 8/8 والدوري يوم 20/9 تسبقه مباراة كأس السوبر بين الجيش والوثبة يوم 13/9.
قرعة شباب الدرجة الممتازة يوم 20/8 والدوري للشباب والناشئين (فرق الممتاز) يبدأ يوم 21/8.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن