سورية

أكد أن جولة «أستانا» القادمة يجب أن تناقش جرائم أردوغان … المقداد: لم يعد هناك أي عائق من جانب دمشق إزاء بدء عمل لجنة مناقشة الدستور … حذر الدول التي تنوي إرسال جنود جدد إلى سورية

| وكالات

حذر نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، الدول التي تنوي إرسال جنود جدد إلى مناطق سيطرة الاحتلال الأميركي في سورية من عواقب هذه الخطوة، وأكد أن من يعتقد أنه يستطيع أن ينتصر على سورية من خلال الإرهاب فهو واهم وسيدفع الكثير من الأموال هباء.
وبينما أعرب المقداد عن ثقته بأن الأصدقاء الروس يبذلون كل جهودهم من أجل إقناع النظام التركي بالتخلي عن أطماعه التوسعية وعن دعمه للمخططات المعادية لسورية، أكد أنه لم يعد هنالك أي عائق على الإطلاق من جانب دمشق إزاء بدء عمل لجنة مناقشة الدستور الدستورية.
وقال المقداد في مقابلة نشرها موقع «العهد» الإلكتروني اللبناني: «منذ البداية، كانت تقف خلف الأزمة السورية الدوائر الصهيونية و«إسرائيل» بشكل أساسي، والولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية التي كانت تحاول فرض واقع جديد على دول هذه المنطقة».
وأضاف: «هم يعتقدون أنه عند إخضاع سورية لإرادتهم، فإن كل المنطقة ستخضع لهم، ففشلت هذه المحاولات»، مشيراً إلى أنهم حاولوا أن يحاربوا سورية وأن يدعموا كل المجرمين والقتلة والإرهابيين والمسلحين لمدة سنة وكانوا يراهنون أن السنة الثانية ستحقق لهم ما يريدون، ومضت السنة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة ولم يحققوا أي شيء.
وأكد المقداد، أن الذي لا يمكن تجاهله، هو أن ما حققوه هو قتل ودمار للسوريين وإلهاء لهذه المنطقة عن عدوها الأساسي وهو الصهيونية وتحرير الأراضي العربية المحتلة، وقال: لقد «حاولنا طيلة الفترة الزمنية الماضية في اتصالاتنا مع المبعوثين الخاصين السابقين (المبعوثين الأمميين الخاصين إلى سورية) والآن مع غير بيدرسون أن نعمل من أجل التوصل إلى حلول يعتقد البعض أنها تقود إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى سورية».
وأضاف: «طبعاً نحن لا نثق إطلاقاً لا بنوايا الولايات المتحدة الأميركية ولا بحلفائها ولا بأدواتها ونحذر أنه من يعتقد بأنه يستطيع أن ينتصر على سورية من خلال استعمال سلاح الإرهاب فهو واهم وهو مخطئ وسيدفع الكثير من الأموال هباء».
وتعليقاً على زيارة بيدرسون إلى دمشق الثلاثاء الماضي، قال المقداد: «الآن هذه هي الزيارة الرابعة لـــ(بيدرسون) إلى دمشق، وكنا قد تناقشنا سابقاً في الطرق التي ستؤدي إلى تشكيل جيد للجنة الدستورية. استطعنا في هذا اللقاء عملياً أن نتوصل إلى الكثير من الحلول إن لم يكن إلى معظم الحلول للمسائل الإجرائية التي كانت تقف عائقاً أمام تحقيق الهدف النهائي وبدء عمل اللجنة الدستورية».
وأوضح المقداد، أنه «لا يستطيع الآن أن يحدد بشكل دقيق ما الجوانب التي توصلنا إلى حلها مع بيدرسون لأن الأخير يحتاج إلى مراجعة بعض الأطراف على الساحتين الدولية والإقليمية لاتخاذ القرار النهائي.
لكن المقداد أكد أنه لم يعد هنالك أي عائق على الإطلاق من جانب الجمهورية العربية السورية إزاء بدء عمل لجنة مناقشة الدستور، مشيراً إلى أن هنالك بعض القضايا الفنية والتقنية المتعلقة ببعض الجوانب وأن دمشق ستتابع التشاور حولها خلال الساعات والأيام القليلة القادمة.
وشدد المقداد على أن سورية لم ولن تقف عائقاً أمام أي عمل يمكن أن يقود في نهاية المطاف إلى وقف سفك الدماء الذي تقوم به الولايات المتحدة الأميركية والحكومة التركية وبعض الأطراف العربية التي وصل الأمر ببعضها إلى إرسال مندوبيها إلى الأرض السورية وإلى أراض تحتلها بعض القوات الأجنبية وبعض المجموعات المرتبطة بالاحتلال والاستعمار الأميركي كما هي بعض التنظيمات السياسية الكردية.
وأكد المقداد أن هؤلاء «يجب أن يعرفوا أن سورية ستبقى واحدة وأنها ستقاوم كل هذه المحاولات».
وحذر المقداد الدول التي ترسل قوات جديدة إلى سورية، وقال: «أنا أؤكد لمن يفكر الآن بإرسال قوات جديدة إلى سورية والتي نتابعها الآن في وسائل الإعلام، أنهم مخطئون من جهة وبأنهم يضحون بقواتهم ويرسلونها دون أي مبرر لكي تحول دون وقف سفك الدماء على الأراضي السورية»، متسائلاً: «ماذا يفيد هذه الدول من إرسال هذه القوات إلا خضوعها للإدارة الأميركية وخضوعها لرغبات «إسرائيل»، نحن نربأ بهذه الدول بألا تستمر في تدميرها لسورية وأن تحافظ على أرواح جنودها وعسكرها.
وعن جولة محادثات «أستانا» التي من المقرر أن تجري في بداية الشهر القادم قال المقداد: إنه «في كل الاجتماعات الثلاثة عشر السابقة التي عقدت، كان كل اجتماع يشكل خطوة متقدمة على الاجتماع الذي سبقه، سيناقش في الاجتماع القادم في نور سلطان (العاصمة الكازاخية) التي سميت بذلك بعد أستانا، بشكل عملي تقييم لما حدث».
وأضاف: «مثلًا، وقف إطلاق النار في إدلب لم يتحقق نتيجة الجرائم التي ترتكبها حكومة رجب طيب أردوغان بحق شعبنا في إدلب ودعمها للمجموعات الإرهابية وبما في ذلك تنظيم «جبهة النصرة» المسجل كياناً إرهابياً على لوائح مجلس الأمن، يجب أن تناقش مثل هذه المواضيع لأنه لا يجوز أن يستمر هدر الدم السوري من قبل هذه الأطراف بلا معنى، إلا انتقاماً من فشلهم في إخضاع سورية لما يريدون وهذا مستحيل، يجب أن يعرفوا أن ذلك لن يتحقق إطلاقاً ولو كان ثمن ذلك آخر طفل سوري، هذا الأمر يجب أن يعرفوه ويجب أن يتراجعوا ويجب أن يحافظوا على إمكانياتهم المادية بدل أن يفرطوا بها في أماكن لا مصلحة لهم بها».
وأكد المقداد، أن عهود الاستعمار والهيمنة انتهت، ويجب أن يعرفوا أن الشعب السوري وشعوب المنطقة الحرة ومحور المقاومة لن يقبل بذلك.
وحول الانتكاسة التي شهدها أردوغان في الشارع التركي بعدما خسر انتخابات بلدية اسطنبول، قال المقداد: «أنا أقول بكل وضوح وبكل صراحة ليست لدينا أوهام حول نوايا أردوغان، فهو إيديولوجياً ذو نزعة متطرفة ونعرف إلى أي من التوجهات الدينية المتطرفة ينتمي، كما نعي بأن التعليمات الغربية له وخاصة (أنها) ما زالت تصدر، وهو يريد إرضاء كل هذه النزعات سواء الأميركية أو الصهيونية، أعلن ذلك أم لم يعلن، لكن هذا هو ولاؤه الحقيقي».
وأضاف: «يجب أن يعرف أردوغان أن الشعب التركي الذي أسقطه في انتخابات معركة اسطنبول قادر أيضاً على إسقاطه من منصبه ونحن نراهن على وعي وحكمة الشعب التركي ولا نراهن إطلاقاً لا على أردوغان ولا على حزبه حزب العدالة والتنمية في ممارسة الحكمة في التعامل مع القضية السورية».
وحول العلاقات السورية الروسية، أكد المقداد، أن تلك العلاقات هي علاقات إستراتيجية تخدم البلدين، وقال: «نحن نثق بأن الأصدقاء الروس يعملون ويبذلون كل جهودهم من أجل إقناع أردوغان بالتخلي عن أطماعه التوسعية وعن دعمه للمخططات المعادية لسورية والتي لا تعني أي مصلحة للشعب التركي الذي حاولنا أن نقيم أطيب العلاقات معه قبل اندلاع هذه الأحداث في سورية، لكن تبين أن المنحرف لا يمكن أن يصبح معتدلًا في يوم من الأيام».
وأضاف: «علينا أن نتابع النضال وأن نتابع ضغط الأصدقاء على أردوغان من أجل أن يوقف سفك دماء الأتراك والسوريين وهذا الوضع غير المستقر في المنطقة».
وأكد المقداد، أن دمشق لا تحاول الإضرار بحياة الشعب التركي، ولا تحاول الإضرار بالاقتصاد التركي، بل تعمل على إقامة أفضل العلاقات مع هذا الشعب.
وحول علاقة دمشق بالرئيس اللبناني ميشال عون قال المقداد: «علاقتنا مع الرئيس عون ممتازة وهو سيزور سورية في الوقت الذي يراه مناسبا ونحن نرحب به».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن