الخبر الرئيسي

نصر اللـه يكشف عن تنسيق إيراني روسي كبير في الميدان والسياسة … موسكو تكرس نفسها لاعباً أساسياً في المنطقة و«إس400» تصل إلى أنقرة

| الوطن - وكالات

مع هبوط طائرة الشحن الروسية الرابعة، والمحملة بأجزاء جديدة من أنظمة «إس 400» الصاروخية في مطارات أنقرة، كرست موسكو نفسها اللاعب الأساسي الأهم في المنطقة، وثبتت حقيقة تغيير خريطة تحالفات الإقليم وتوجهاته، وفقاً لنتائج المعركة التي فرضها الغرب على السوريين، والتي أفضت إلى تقدم حلف على آخر خسر في معركته كل الأدوات التي استخدمها، من إرهاب وغيره.
المتغيرات الميدانية في سورية، وانحسار الملفات العالقة في إدلب وشرق الفرات، دفعت بأمين عام حزب اللـه حسن نصر اللـه إلى التأكيد أن دور الحزب في دعم سورية لا يزال على حاله، و«لكن لا داعي للوجود هناك بأعداد كبيرة طالما لا ضرورات عملية لذلك».
نصر اللـه وفي حوار مع قناة «المنار» أجراه أول من أمس، كشف عن حقيقة الاتصالات والتحالفات القائمة في سورية، بعيداً عن أوهام بعض الأنظمة العربية وفضائياتها، وأعلن أن ما يسمعه الإيرانيون والسوريون من الروسي، أنه غير مقتنع حتى الساعة بوجوب أو ضرورة خروج حزب اللـه أو المساعدة الإيرانية وبقية أفرقاء محور المقاومة من سورية»، ورأى أنه «حتى الساعة لا مصلحة لروسيا أن تخرج إيران من سورية»، معتبراً أن «الروس يحاولون تدوير الزوايا، والوصول إلى تسوية معينة تمنع مواجهة بين إسرائيل من جهة وحزب اللـه أو إيران من جهة ثانية في سورية»، وتابع «هناك حالة تنسيق كبيرة بين الروسي والإيراني في الموضوع الميداني، وأيضاً السياسي، وهناك لقاءات وزيارات متبادلة كثيرة»، مؤكداً أن «إيران وروسيا أقرب إلى بعض من أي وقت مضى، والتقارب كبير في الرؤية وان لم يكن هناك تطابق»، لافتاً إلى أن كل ذلك جاء «بفضل سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب».
حديث أمين عام حزب اللـه عن حقيقة وطبيعة العلاقة والتحالف الإيراني الروسي في الميدان السوري، تزامن مع معطى سياسي لافت انعكس في تركيا، مع وصول منظومة «إس 400» إلى أنقرة، وحمل دلالات ومتغيرات مهمة، ظهرت في ردود الأفعال الأميركية السريعة، لتعلن أنقرة عن اجتماع عسكري تركي أميركي قريب، لبحث إنشاء ما يسمى «المنطقة الآمنة» شمال سورية، في محاولة أميركية لاستعادة التواصل مع النظام التركي إلى سابق عهده، بعد الانتقادات التي وجهت له بخصوص صفقة «إس400».
بالمقابل كان لافتاً موقف زعيم حزب «الشعب الجمهوري» أبرز الأحزاب المعارضة في تركيا، كمال قليجدار أوغلو، الرافض لممارسة مجلس الشيوخ الأميركي الضغط على الرئيس دونالد ترامب لحمله على فرض عقوبات ضد أنقرة، بسبب شرائها منظومات «إس400» الدفاعية الروسية.
ودعا أوغلو «أعضاء الكونغرس الأميركي إلى النظر أولاً إلى طبيعة موقع تركيا الجيوسياسي»، وأضاف: «المنطقة التي تقع فيها تركيا هي منطقة إستراتيجية، وتركيا موجودة داخل دائرة من النار، وهي مضطرة لضمان أمنها داخل وخارج الحدود، واتخاذ التدابير اللازمة في هذا الصدد».
وأوضح أوغلو أنه «من الطبيعي أن تبحث تركيا عن بدائل من أجل ضمان أمنها، إذا كانت الولايات المتحدة لم تلب طلبها لشراء منظومة باتريوت سابقاً»، وشدد على أن «الضغوط التي يمارسها مجلس الشيوخ الأميركي، والمؤسسات السياسية الأخرى على رئيس الولايات المتحدة، للضغط على تركيا، بسبب عقدها صفقة «إس 400» مع روسيا، هي تصرفات غير صحيحة».
وأكد أوغلو أن «تركيا ستمضي في طريقها، وستضمن أمنها لأن هذا الأمر هو من حقوقها السيادية» على حد قوله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن