رياضة

لنهائي حضاري

| مالك حمود

لعلها اللوحة الأجمل والأكمل والأفضل، فهل تكون كذلك؟ وماذا يمنع أن تكون اسماً على مسمى؟
الكل ينتظر مباريات نصف نهائي الدوري السوري للمحترفين بكرة السلة ومواجهات فرق النخبة، وما أدراك ما النخبة!
النخبة بتاريخها العريق والعتيق، وجماهيريتها الجارفة كافية كي تكون الحدث الرياضي المحلي الأبرز خلال هذه الفترة، وكافية كي تكون الصورة الأحلى والأبهى والأرقى في رياضتنا، ولكن هل يبقى ذلك مجرد تصورات وتخيلات وأمنيات؟
ما تحظى به سلتنا من قمم جماهيرية كبيرة تحسد عليها بين دول المنطقة على الأقل، وتكفي صورة المدرجات وما تحفل به من ألوان زاهية وإعلام وإكسسوارات مساعدة لتكامل روعة الصورة المنسجمة مع إيقاع الأغاني والأهازيج التي تحمل إبداعات كثيرة، لتفرض نوعاً جديداً من الفنون الشعبية بعنوان (فن المدرجات) الذي يضاهي الفنون الأخرى لكونه يجمع بين حماسة الأداء وصدقه وجودة اللحن وتناغمه مع الكلمة المعبرة وجمالية المشهد وتحركاته المنسجمة والمتناغمة مضافاً إليها لعبة الإضاءة اليدوية.
كل هذه الفنون البصرية والسمعية والحسية تجتمع في مباراة كرة السلة وكفيلة بنيل أعلى درجات التقييم فيما لو اكتملت وانضبطت فيها النوطة الكلامية وجاءت ضمن الحدود فهل هذا ممكن؟
كل شيء جميل في مبارياتنا السلوية الكبرى، لكن المنغص الوحيد لها كان بخروج البعض عن النص من خلال تلفظهم بكلمات نابية وخارجة عن الآداب العامة وأخلاقيات الرياضة وأجوائها.
ليتذكر ذلك المتلفظ بالكلام المسيء بأنه لو كان ينتمي لناديه لما أطلق تلك الشتائم التي تسيء لناديه وجمهوره، وتسيء للاعبات ناديه اللواتي يحضرن المباراة، ليلحق بهم الأذى من خلال كلام بذيء يخدش الحياء!
وهل يقبل ذلك المسيء بأن تعلو شتائم بذيئة وجارحة كهذه أمام أخته أو إحدى قريباته؟
احترام مشاعر الآخرين ضروري في رياضتنا التي باتت تشكو من ذلك المرض الخطير والكفيل بعزوف الكثير من المشجعات عن حضور مباريات سلتنا التي كانت تتغنى وتتباهى بمبارياتها العائلية.
ويخطئ من يظن بأن التعبير عن الاستياء يكون بالكلام المسيء، فالإنسان الحكيم يمكنه التعبير عما في داخله بالكثير من الكلمات والعبارات الممكنة التي تحدد الخطأ والمخطئ وتحمله المسؤولية من دون إساءة وتشهير وقدح وذم، ولنعمل معاً بتعاون ومحبة إلى نهائي حضاري مادمنا نمتلك كل سبل النجاح.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن