تحشيدات ضخمة للاحتلال التركي والميليشيا الكردية في الشمال … رسائل أردوغانية تصعيدية لأميركا.. و«قسد»: لا نريد الحرب ولكن؟
| الوطن – وكالات
رفع النظام التركي من وتيرة تصعيده ضد الولايات المتحدة، عبر إرساله مزيداً من الحشود العسكرية الضخمة إلى مقابل مدينتي منبج بريف حلب وتل أبيض بريف الرقة اللتين تسيطر عليها الميليشيات الكردية وتتواجد فيهما قوات احتلال أميركية، في تهديد واضح باحتلال تلك المنطقة، على حين أكدت الميليشيات الكردية أنها لا تريد الانخراط في حرب مع تركيا، لكنها حذرت أنقرة من أن الهجوم على أي مناطق كردية شرقي الفرات سيحول المنطقة الحدودية لساحة حرب.
ونقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أمس، عما سماها مصادر «موثوقة»، أن حشوداً عسكرية ضخمة لقوات النظام التركي والميليشيات المسلحة الموالية لها وصلت الأطراف الغربية الشمالية لمدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، في مؤشر على نية تلك القوات والميليشيات البدء بعمل عسكري موسع لاقتحام مدينة منبج الخاضعة لسيطرة «قوات سورية الديمقراطية – قسد» المدعومة من قبل قوات الاحتلال الأميركي التي تتواجد في المدينة.
في المقابل وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة لـ«قسد»، مدججة بالأسلحة الثقيلة، بحسب «المرصد» من مناطق عين عيسى ومحافظة الرقة وعين العرب إلى مدينة تل أبيض في ظل المعلومات التي تتحدث عن نية جيش النظام التركي التقدم باتجاه المدينة التي تسيطر عليها الميليشيا وتتواجد فيها أيضاً قوات احتلال أميركي.
وأول من أمس، تحدثت مواقع إلكترونية معارضة، عن وجود حالة استنفار لدى «قسد» على الحدود الشمالية الشرقية لسورية، مع الحديث عن اقتراب عملية عسكرية تركية بالتعاون مع ميليشيات موالية للنظام التركي ضدها في مدينتي منبج وتل أبيض.
وقبل ساعات من ذلك ذكرت تلك المواقع، أن النظام التركي طلب من الميليشيات المسلحة الموالية له رفع الجاهزية العسكرية والاستعداد لعملية مرتقبة في منبج، بالترافق مع تصريحات رسمية تركية بقرب إطلاق معركة مشتركة مع ميليشيات منضوية فيما يسمى «الجيش الحر» الموالي لقوات الاحتلال التركي، ضد «قسد» وإقامة ما تسمى «المنطقة الآمنة».
والاثنين الماضي أعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان عن خطوات مرتقبة لبلاده في منطقتي تل أبيض وتل رفعت شمال البلاد، بهدف إقامة ما يسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة.
وشدد أردوغان على ضرورة أن تصل «المنطقة الآمنة» إلى «عمق 30 إلى 40 كم» داخل الأراضي السورية انطلاقاً من الحدود التركية.
والأربعاء الماضي، ذكرت وكالة «ANHA» الكردية للأنباء، أن «التحركات التركية تستمر على الحدود مع تل أبيض، ويجري الجيش التركي عمليات حفر بعد استقدام آليات حفر إلى المنطقة».
في غضون ذلك، أكد رئيس المكتب السياسي في ميليشيا «لواء المعتصم» التابع لميليشيا «الجيش الوطني» مصطفى سيجري، أمس، بحسب مواقع معارضة، حالة الاستنفار التي اتخذتها المليشيات المسلحة الموالية لقوات الاحتلال التركي في الشمال السوري مع تصاعد الحديث عن عملية مرتقبة لتركيا والميليشيات في المنطقة باتجاه منبج ومحيطها.
وقال: إن «الجيش الوطني أعلن سابقاً استعداده الكامل للبدء بعملية عسكرية مشتركة باتجاه مناطق شمال شرق سورية»، معتبراً أن سبب تأخير العملية، هو المحادثات الجارية بين الجانبين التركي والأميركي.
ورفض سيجري «إعطاء تفاصيل» عن العملية، إلا أنه نوه إلى أنها ستكون (في حال بدئها) شبيهة ببدء العمليات التي احتل فيها الجيش التركي مناطق في شمال البلاد «من خلال إعلان رسمي»، معتبراً أن ما يسمى «المنطقة الآمنة» أصبحت «مسألة وقت».
وكانت، مصادر دبلوماسية تركية قد كشفت الأربعاء الماضي عن تشكيل مجموعة عمل مشتركة بين «أنقرة وواشنطن» مؤخراً لبحث التطورات في سورية بواشنطن، (الأربعاء) ومنها التطورات المتعلقة بما تسمى «المنطقة الآمنة».
في المقابل، أعلن القائد العام لميليشيا «قسد»، مظلوم عبدي في حديث نشرته صحيفة «يني أوزغور بوليتيكا» الكردية الصادرة في هولندا، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أنه لا يريد الانخراط في حرب مع تركيا، محذراً أردوغان من أن «الهجوم على أي مناطق كردية شرقي الفرات (تسيطر عليها مليشيا قسد) سيحول المنطقة الحدودية لساحة حرب».
ومن شأن شن النظام التركي عدواناً ضد «قسد» في تل أبيض ومنبج أن يزيد أكثر من توتر علاقاته مع أميركا، المتوترة أصلاً بعد تسلم أنقرة صواريخ «إس 400» الروسية، خصوصاً أن واشنطن تطالب أنقرة على الدوام بعدم القيام بأي عملية عسكرية ضد الميليشيات الكردية في المناطق التي تتواجد فيها قوات احتلال أميركية.
وسبق أن قام النظام التركي باحتلال مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي التي كانت «قسد» تسيطر عليها ورفضت دخول الجيش العربي السوري إلى المنطقة، مع اتخاذ أميركا موقف المتفرج، رغم مزاعمها بدعمها للأكراد.
ومن شأن دخول الجيش العربي السوري إلى المناطق التي تسيطر عليها «قسد» أن يكبح نوايا النظام التركي العدوانية، خصوصاً أن هذا النظام على علاقة جيدة حالياً مع روسيا الحليفة لدمشق.