أفشلنا «ورشة البحرين».. ودخول العرب إلى فلسطين من البوابة الإسرائيلية خيانة … الأحمد لـ«الوطن»: مرتاحون لتعافي سورية وسيعطي «قوة إضافية» لقضيتنا
| موفق محمد
أعرب رئيس الدائرة العربية والوطنية في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عزام الأحمد، عن ارتياح السلطة الفلسطينية «لأن سورية بدأت تتعافى» كون ذلك يعطي «قوة إضافية» للقضية الفلسطينية، و«سينعكس على كل الواقع العربي».
ولفت الأحمد إلى أن الفلسطينيين أفشلوا «ورشة البحرين» وبات الحديث الآن عن إفشال «صفقة القرن»، موضحاً أن هناك «نوعاً من التراجع الجزئي الآني عن قرار وزارة العمل» اللبنانية المتعلق. بعمالة اللاجئين الفلسطينيين.
وفي مقابلة مطولة مع «الوطن» قال الأحمد الذي يزور دمشق على رأس وفد من منظمة التحرير: «تاريخ فلسطين مرتبط بتاريخ سورية، والثورة الفلسطينية المعاصرة ونواتها الأولى حركة «فتح» تأسست في سورية للتحضير لبدء الكفاح المسلح ومتابعة هذا الكفاح والنضال من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي واستعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني».
وأوضح الأحمد، أن السلطة الفلسطينية ومنذ بداية التآمر على سورية وتهديد وحدتها قبل أكثر من ثماني سنوات، الرئيس محمود عباس عباس شخصيا كان على تواصل مع القيادة السورية لقطع الطريق على خطط التآمر على سورية.
وذكر، أنه ومع تلاحق الأحداث تكثفت الاتصالات أكثر وأكثر لأن تهديد وحدة سورية وتدميرها بكل الثقل الذي تمثله في الدفاع عن المصالح القومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية هو خطر على فلسطين.
وقال: إن «تدمير سورية يعني تدمير فلسطين وتدمير كل دول المشرق العربي المحيطة بها وعلى تماس مباشر بها، ولذلك بدأت الاتصالات تتكثف أكثر وأكثر»، مضيفاً: «كنا نشعر أنه لا بد أن يكون هناك تحرك سريع لمنع نجاح المخطط المعادي لسورية والمنطقة العربية تحت عنوان ما سمي الربيع العربي».
تواصل يومي
وأوضح الأحمد، أن زيارات القيادات الفلسطينية إلى دمشق لم تتوقف بقرار من الرئيس عباس واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، للقاء القيادة السورية في إطار التنسيق المشترك بين الجانبين، علما أن التواصل قد يكون يومياً.
وأضاف: «في الفترة الأخيرة نشعر بالارتياح لأن سورية بدأت تتعافى وتقطع الطريق على تنفيذ المخطط المعادي وأصبحنا أكثر تفاؤل مما مضى، وهذا يجعلنا نشعر بالتفاؤل أيضاً بأن الجبهة العربية موحدة وفلسطين مركزها أيضاً تأتيها قوة إضافية، حتى نستطيع إنجاز المشروع الوطني والقومي في فلسطين بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، علماً أن فلسطين أصبحت عضواً مراقباً في الأمم المتحدة بأغلبية 141 صوتاً، لذلك نحن متفائلون بأن سورية تتعافى وسينعكس هذا على الواقع العربي كله وسيجعل لحظة تحقيق الحلم بإنهاء الاحتلال تقترب أكثر وأكثر وتستأنف سورية دورها الذي كان هو أحد أسباب التآمر عليها من قبل إسرائيل وأميركا والقوى المتحالفة معها.
ولفت الأحمد إلى أن هناك رغبة لدى الرئيس عباس منذ زمن بعيد في القيام بزيارة إلى دمشق «ولكن زحمة الأحداث يراها الجميع وهي سبب التأخير»، لافتاً إلى أن «الرئيس عباس على تواصل مع الرئيس (بشار) الأسد»، وأضاف: «انتظروا زيارة وإن شاء اللـه تكن في أسرع وقت ممكن ولا مانع إطلاقاً سوى زحمة الأحداث».
وبعد أن لفت الأحمد إلى أنه حالياً هناك «معركة شرسة» والرئيس عباس يقوم بزيارة إلى عمان، قال: «انتظروا بعد عودته ماذا سيحصل. سيتخذ إجراءات بمستوى ما تقوم به إسرائيل.. لقد تحملنا كثيراً ولم نعد نحتمل».
صفقة القرن
واعتبر الأحمد، أن ما يسمى «صفقة القرن» من أهم القضايا في الوقت الراهن التي «نتحرك سواء مع سورية ومع جميع أشقائنا الذين يتحسسون هذا الخطر» لمجابهتها وإفشالها، «ولكن للأسف النظام الرسمي العربي متردد والولايات المتحدة ومعها إسرائيل خلقوا حروباً داخلية في عدة أقطار عربية بهدف تدمير القدرات العربية تحت شعار الربيع العربي ومنها سورية، وهذا يؤكد أن المؤامرة قائمة ولكن لابد من أن نلحق أنفسنا وأن نتصدى لهذه المؤامرات بقوة».
وأوضح الأحمد، أن التصدي لهذه المؤامرات يكون بالتصدي لكل القوى الإرهابية المتآمرة المرتبطة بالمخطط الأميركي والصهيوني المعادي للطموحات العربية والحقوق العربية واجتثاثها من الأرض العربية بكل الأساليب لمنع تنفيذ المؤامرة، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتقد أنه آن الأوان لتنفيذ ما يفكر به هو و«إسرائيل» من خلال «صفقة القرن» وحتى بعض الدول العربية للأسف تقول إنها لم تطلع عليها.
وأشار إلى أن الجانب السياسي من الصفقة بدءاً تنفيذه في فلسطين والجولان المحتل، ولكن لا قيمة سياسية وقانونية لما نفذوه حول الجولان والاعتراف بالقدس الموحدة بشرقها وغربها كعاصمة لإسرائيل، فهذا يتناقض مع الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي ومع قرارات الأمم المتحدة التي شاركت الولايات المتحدة بصياغتها، والعالم بأغلبيته الساحقة رفض الصفقة ولكن للأسف التردد العربي مؤذ ويصب لمصلحة تنفيذ هذه المؤامرة».
ولفت إلى أن «الأنظمة العربية المترددة معروفة، فكل من يقول لم أطلع متردد ويساهم في تنفيذها».
وذكر الأحمد، أنه وبعد أن نشرت تفاصيل «صفقة القرن» في جريدة «إسرائيل اليوم» و«نتنياهو شخصياً هو الذي أعطى الجريدة التفاصيل وهي تنطق باسمه، للتمهيد لورشة البحرين»، لافتاً إلى أنه «حتى بعض الجوانب التجميلية في «صفقة القرن» نتنياهو لا يريدها».
ولفت إلى أنه «عندما شعروا بردود الفعل الرافضة طرحوا ما سموه «ورشة عمل اقتصادية» في البحرين ونحن والرئيس أبو مازن كان حازماً وقال لمندوب البحرين الذي زارنا إن مجرد عقدها في دولة عربية يتناقض والحقوق الفلسطينية ومبادرة السلام العربية وخروج عليها، كما أن تنظيمها في دولة عربية يعني التطبيع الكامل مع إسرائيل بشكل مناقض وهذا يؤذي الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
وأوضح الأحمد أن الرئيس عباس في اليوم التالي ذهب للمشاركة في القمة العربية في مكة والقمة الإسلامية وفي خطابه قال بشكل واضح: إن «إقامتها خطأ والمشاركة فيها خطأ وبالتالي نحن نناشد جميع الدول العربية والإسلامية عدم المشاركة فيها».
وأضاف: «كل من شارك هو مخطئ مهما كانت المبررات، ولكن نحن تعلمنا منذ انطلاق الثورة الفلسطينية أن نتعامل مع الواقع الفاسد حتى نغيره، لا نقبله ونرفضه ونقول في العلن إنه مؤذي لنا».
وتابع: «العربي الذي يؤذي فلسطين هو ليس مع بلده، فالبحريني الذي ليس مع فلسطين هو ليس مع البحرين والسعودي الذي ليس مع فلسطين لا يحب بلده وهذا ينطبق على كل الدول العربية، وشاهدنا كيف أن الفلسطينيين في القدس رفضوا أن يروا عباءة عربية جاءت من البوابة الإسرائيلية، مشدداً على أن «البوابة الفلسطينية صحيح الدخول منها إلى فلسطين أما البوابة الإسرائيلية فهي خيانة لفلسطين».
ولفت الأحمد إلى أنه «عندما قاطعت فلسطين بقيادتها ورجال أعمالها ومجتمعها المدني ولم يحضر فلسطيني واحد الورشة اعترف كوشنير أثناء انعقاد الورشة بأن «الفلسطينيين أفشلوا الورشة قبل أن تولد، والآن يتحدثون عن إفشال صفقة القرن نفسها لأن أي موضوع اقتصادي من دون اتفاق سياسي سيفشل».
وأضاف: «يحاولون المناورة مرة أخرى مع الفلسطينيين ويقولون إنهم يحبون الرئيس أبو مازن الذي رد عليهم بعد ساعتين بالقول: «نحن علاقتنا ليست حباً وغراماً. علاقتنا حقوق وطنية ومن يتخلى منا عنها هو ليس منا وأميركا غير صادقة ولم تعد مؤهلة لأن تكون طرفاً منفرداً في عملية سلام».
وطالب الأحمد أميركا بإلغاء كل ما اتخذته بحق القضية الفلسطينية والجولان و«نقول لأشقائنا العرب جميعاً أحزاب وقوى وفعاليات وأفراد وحتى النظام العربي الرسمي المتردد: ستكونون أغبياء إن اعتقدتم أن الأطماع الصهيونية لا تريد أن تنالكم وترامب شعاره مع دول الخليج ادفع ادفع ادفع».
وبعد أن لفت الأحمد إلى أن أميركا وإسرائيل تحاولان «خلق بعبع مفتعل اسمه إيران»، قال: «حتى لو اختلفنا مع إيران كقيادة فلسطينية لكنها ليست عدواً».
وشدد الأحمد على أنه «لكي ننجح كفلسطينيين أولاً يجب أن ينتهي الانقسام، فكل من لا يريد تنفيذ الاتفاقات التي وقعت هو مع الانقسام واستمراره وفي النهاية يصب في تصفية القضية الفلسطينية، وعلى الصعيد العربي آن الآوان لكي نجتث كل القوى التي تريد تدمير الأقطار العربية وأن نستعيد عافيتنا كأمة عربية».
واعتبر الأحمد أن «الانقسام في الساحة الفلسطينية ليس انقساماً فلسطينياً – فلسطينياً، هو انقسام عربي عربي وإقليمي وأهم عامل إقليمي فيه هو إسرائيل نفسها، فنتنياهو يريد أن ندخل الأموال من قطر عبر إسرائيل إلى غزة حتى يضمن استمرار الانقسام وفصل غزة عن الضفة».
ولفت الأحمد إلى أن أميركا وبعض الدول الأوروبية وحتى دول عربية شجعت الانقسام ومولته من خلال «الإخوان المسلمين»، لافتاً إلى أن «قرار الانقسام في غزة هو قرار حركة الإخوان المسلمين والدول الداعمة لها».
وأكد الأحمد أن السلطة الفلسطينية تدفع حالياً 60 بالمئة من الرواتب في غزة أي ما يعادل 100 مليون دولار، ورغم ذلك حركة «حماس» لم تأت إلى جادة الصواب، معتبراً أن من يريد التصدي لـ«صفقة القرن» لا يتوجه إلى أميركا و«إسرائيل» وإنما إلى منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
استهداف العمالة الفلسطينية في لبنان
وأشاد الأحمد بطريقة تعامل الحكومة السورية مع اللاجئين الفلسطينيين، وقال: «ليس فقط اللاجئون الفلسطينيون عاملتهم سورية كمواطنين وإنما كل العرب يعاملون في سورية كمواطنين سوريين. لا يوجد عربي يشعر بالغربة في سورية».
وأضاف: «تاريخياً اللاجئون الفلسطينيون منذ أتوا إلى سورية لم ينقصهم شيء، حتى إنهم تسلموا مناصب رفيعة في المواقع الرسمية ونحن نفتخر بهذه المعاملة، وحتى المخيمات شكلها لا يوحي بأنها مخيمات».
في المقابل ندد الأحمد، بطريقة تعامل الحكومة اللبنانية مع اللاجئين الفلسطينيين، خصوصاً القرارات الجديدة لوزارة العمل التي تستهدف العمال من اللاجئين الفلسطينيين وأوضح أن «ما يجري في لبنان ليس بجديد، فالفلسطينيون يعاملون بطريقة سلبية وقاسية منذ قدومهم إلى هناك».
وأشار إلى أنه في العام 2006 تم افتتاح مكتب منظمة التحرير في لبنان، وبدأ النقاش والتجاذبات بين الأحزاب اللبنانية حول حقوق الفلسطينيين في العمل والتملك وعوملوا كأجانب!، وأضاف: «هؤلاء لاجئون لديكم لا يجوز معاملتهم كوافدين أجانب، وتمنعونهم من التملك».
وأوضح أنه «في العام 2010 توصلت الأحزاب اللبنانية إلى صيغة تم فيها تعديل مادتين في قانون العمل وهما 129 و128 وما تم التوصل إليه غير كاف في ذلك الوقت، والآن وزارة العمل تريد تطبيقه إزاء ما سمته العمالة الأجنبية».
وذكر الأحمد أن خطة وزارة العمل عنوانها تصحيح أوضاع العمالة الأجنبية في لبنان. ومكتوب فيها الأجنبية والسورية، لافتاً إلى أن أحد المسؤولين اللبنانيين في بداية شهر حزيران قال اتركوا العمال السوريين والفلسطينيين وحتى السعوديين يعملون.
وقال: «يريدون تطبيق قانون العمل، وفيه المادتان 129 و128 وهما تستثنيان الفلسطينيين، فلماذا الآن تريدون معاملتهم كأجانب».
وأوضح أنه و«نتيجة الاتصالات التي قمنا بها مع القيادة اللبنانية اتضح أن تنفيذ القانون بحاجة إلى مراسم تنظيمية يقرها مجلس الوزراء وأعلن ذلك في مجلس النواب من أجل محاولة امتصاص نقمة اللاجئين الفلسطينيين الذين انطلقوا في تظاهرات احتجاجية، معتبراً أن في ذلك «نوعاً من التراجع الجزئي الآني عن قرار وزارة العمل».
وأوضح الأحمد أن مسالة العمالة الفلسطينية في لبنان لها حلان الأول آني والثاني دائم، وفي الثاني «لا بد من تعديل القوانين بحيث يعتبر هؤلاء ليسوا أجانب وليسوا وافدين».
وأشار إلى أن رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني وخلال جلسة مع وزير العمل اللبناني حضرها سفير دولة فلسطين، طرح إعطاء مهلة ستة أشهر وعدم اتخاذ أي إجراءات عقابية بحق العمالة الفلسطينية.